للمرة السابعة، لم يتأمن نصاب برلماني كافٍ لانتخاب رئيس جمهورية لبنان، وتأجل الانتخاب أسبوعين. سمير جعجع يسأل المعطلين: "ماذا تنتظرون؟"، وميشال عون يساوم سعد الحريري على أمنه.

بيروت: الأربعاء 2& تموز (يوليو) هو موعد الجلسة الثامنة لانتخاب رئيس للبنان، بحسب ما أعلن نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، اليوم بعد فشل البرلمان للمرة السابعة في تأمين نصاب مقبول دستوريًا لملء الفراغ الرئاسي. أما السبب فجلي، وهو إصرار نواب حزب الله وكتلة التغيير والاصلاح التي يتزعمها المرشح الرئاسي الخفي ميشال عون على عدم الحضور إلى القاعة العامة، طالما أصر فريق 14 آذار على ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع للرئاسة الأولى.

ماذا سيتغيّر؟

بعد انفضاض الجلسة الانتخابية، عقد جعجع مؤتمرًا صحافيًا في منزله بمعراب، سأل فيه ضمير كل من يقاطع وامام كل اللبنانيين، وتحديدًا كتلتي التغيير والاصلاح وحزب الله، "ماذا تنتظرون؟ ما الذي سيتغيّر بعد اسبوعين مثلًا؟"

وقال جعجع: "البعض يطرح حججًا لا تبرر الفراغ، ويقول كي لا يبكي المسيحيون على موقع الرئاسة، الآن المسيحيون يبكون دمًا في ظل الفراغ الموجود، والبعض يعتبر أنه لا يجوز أن يصل رئيس يمثل 1%، وحين ينزل المرشحون بصفة تمثيلية كبيرة، فإن المرشحين الآخرين لن يستمروا الى كل الدورات، وعندها ينتخب رئيس يمثل فعليًا، الحل الآخر هو بإتفاق من لديهم صفة تمثيلية على اسمين أو 3، ويتم الذهاب بهم إلى مجلس النواب أو أي حل آخر، لكن حتى الآن ليس ثمة تجاوب مع أي مبادرة والاسوأ أنه لا يوجد حل بديل إلا التعطيل".

سابقة خطيرة

وطرح جعجع على عون&أن يأخذ أي خيار من الخيارات المطروحة، "وإن لم يرد التفاهم على مرشحين يجب الذهاب الى المجلس النيابي لكن أن نبقى معطلين فقط للتعطيل فهذا كله ضرر، والبعض يطرح مسألة اجتماعي بعون، و"يخلصونا"، فما المطلوب مني أن اقوم به اكثر مما قمت به؟ من يقول ذلك يحاول تضييع البوصلة ونقل المشكلة الى مكان آخر".

أضاف: "لا احد يمكنه أن يتهرب من الانتخابات النيابية، لكنّ اجراءها قبل الانتخابات الرئاسية سابقة خطيرة، ويجري اللعب بالنظام والدستور ووجود الدولة بحد ذاتها،&ما يشكل خطرًا كبيرًا على لبنان واللبنانيين الى جانب كل التطورات في المنطقة".

لن يترشح

من جانبه، كشف عون في لقاء تلفزيوني عن محادثاته مع الرئيس سعد الحريري، وعن قوله له: "إذا لم أكن في موقع المسؤولية، لا يمكنني أن أحافظ على أمنك في حال عدت إلى لبنان".

وقال عون: "البلد ذاهب الى التدهور وإلى مشكلة كبيرة بين السنة والشيعة، ويجب أن نلتقي كثلاث طوائف كبيرة من دون نسيان الطوائف الصغيرة، وكلّ ما أشيع عن إتّفاق على تقسيم السلطة مع الحريري مغالطات إن لم نقل كذبًا".

وذكر عون انه اعلن انه لن يترشح ضد جعجع، وقال: "انا أعطيه الفرصة لكي يربح، واذا تمكن فليربح، وطالما أنه ليس هناك مرشحون غير النائب هنري حلو والدكتور سمير جعجع انا لن أترشح، فهذا الأمر يصبح لعبة وكأننا نتسلى، واذا تيار المستقبل لديهم مرشح فليرشحوه، واذا فاز فسنبارك له، وأنا ليس لدي وقت أخسره بل عندنا مرحلة مهمة هي طرح قانون للانتخابات النيابية والمهل القانونية ماشية، ولن نوقف الانتخابات النيابية بسبب الانتخابات الرئاسية، والا لما كان لها معنى لتأليف الحكومة برئاسة تمام سلام، وهدفها كان هو أن تؤمن قانون انتخابات".

أنا الأقوى

وقال عون: "يقولون انني مع مقولة ميشال عون أو لا احد، لكن هم يقولون بانتخاب رئيس يمثل 1% أو لا أحد، وانا اقبل بأي رئيس لديه شعبية 5%، واذا حصل على الأصوات بالطريقة الديمقراطية والدستورية فأهلاً وسهلاً به، ونحن لا نعمل عند أحد، ولا احد يضع شروطه علينا، والمسيحيون سينتخبون الرئيس الذي يريدونه".

واعتبر أن الجميع يعرف أنه يمثل الاكثرية المسيحية، "ونزلنا إلى المجلس وتركنا لجعجع المجال لكي يترشح ولم يأخذ اصوات كتلته كلها، ولم يأخذ 54 صوتًا".

وعن موقف النائب وليد جنبلاط إنه لن يصوت له أو لجعجع: قال: "استغرب هذا الأمر، فلم اطلب منه أي شيء بعد، ولماذا كل هذا الصراخ قبل أن اعلن ترشيحي، ولا يستطيع جنبلاط أن يجيبني قبل أن أتحدث معه". وأضاف: "انا المرشح الأقوى وانا لا أتسول الرئاسة، وانا الأقوى بالتمثيل المسيحي والنيابي".