بشار الأسد باقٍ لولاية ثالثة في الحكم، ولهذا الأمر تبعات سياسيّة واقتصاديّة على لبنان، في ظل اعتبار قوى 14 آذار وعلى رأسها تيار المستقبل أن الانتخابات السوريّة تشكل استخفافًا بعقول الجميع.

بيروت: أغلقت مراكز الاقتراع أبوابها في سوريا بعد يوم طويل أدلى خلاله السوريون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
التنافس كان بين ثلاثة مرشحين هم الرئيس السوري بشار الاسد، وعضو مجلس الشعب ماهر عبد الحفيظ حجار، إضافة إلى عضو مجلس الشعب السابق حسان عبد الله النوري، وتشير المعطيات إلى أن فوز الأسد سيعلن الخميس لولاية ثالثة من سبع سنوات، فكيف يتأثر لبنان سياسيًا واقتصاديًا ببقاء الأسد في الحكم؟

يؤكد النائب أمين وهبي (المستقبل) لـ"إيلاف" أن الانتخابات السورية تبقى استخفافًا بعقول السوريين والمجتمعين العربي والدولي، وهي مسرحية فصولها لا تنطلي على أحد، فقد شاهدنا كيف يتم الانتخاب من دون لوائح شطب، وأشخاص ينتخبون لأكثر من مرة، وبأكثر من مكان، في بيروت ثم في المصنع، ويعلنون ذلك، هي محاولة استنساخ لمرات عدة لبعض الذين ينتفعون من النظام السوري، أو بعض المغلوبين على أمرهم من أجل انتاج صورة واهية لا تنطلي على أحد.

ما هي المعطيات الإقليمية التي ساهمت في بقاء الأسد في الحكم؟ يقول وهبي :" المعطيات الإقليمية كانت من خلال تخلّي المجتمع الدولي عن دعم المعارضة السورية، وميزان القوى على الأرض رُجّح في فترة لمصلحة الأسد، تركت آلة القتل والدمار السورية تفتك بالمواطنين السوريين، بالنساء والأطفال والشيوخ، دون أي رحمة، ودمرت بعض المدن تدميرًا كاملاً، وهذا ما جعل الأسد يعتقد أن هناك إمكانية في بقائه، متمسكًا بالسلطة، وهذا يضع مسؤولية كبرى على عاتق المجتمعَين العربي والدولي.

تداعيات بقاء الأسد على لبنان

ما هي تداعيات بقاء الأسد في الحكم على لبنان؟ يقول وهبي إن بقاء الأسد في الحكم ينعكس في سوريا أولاً من خلال تمديد فترة الحرب والقتل والدمار، وفي لبنان سيبقى الأسد يتحيّن الفرص دائمًا للتآمر على الدولة اللبنانية، وعلى استقرار اللبنانيين وأمنهم ولا ننسى ميشال سماحة والمملوك، وكل حالات الإغتيالات والمحاولات التي حصلت سابقًا، ولا ننسى العلاقة المباشرة بين النظام السوري وكل صنوف التكفيريين الذين استهدفوا الشعبين السوري واللبناني.

ويلفت وهبي إلى أن الانتخابات السورية التي جرت في لبنان أخيرًا ترمز إلى الاستعراض الذي قام به النظام السوري وحلفاؤه بهدف القول إنهم يملكون تحريك هذه الجموع في الاتجاه الذي يريدونه، وشكّل الأمر تهديدًا أمنيًا للبنانيين وأمنهم، ومحاولة القول إنهم جاهزون ولديهم هذه الجموع التي احتشدت من أجل هذا المنظر الانتخابي السخيف وممكن أن توظف في اتجاهات أخرى.

إقتصاديًا

كيف يؤثر بقاء الأسد على اقتصاد لبنان؟ وما هي تداعياته؟ يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إن لبنان لن يرتاح اقتصاديًا إلا مع وجود مصالحة وحلّ في سوريا، وليس البديل عن الأسد واضحًا، خصوصًا مع الحديث أن هذا البديل قد يكون النصرة أو داعش والغرب يتعاطى اليوم مع الموضوع بتروٍ وليس بقساوة.

ويعتبر حبيقة أن مستقبل سوريا إذا كان متطرفًا سيؤثر سلبيًا على اقتصاد لبنان، ومع وجود صلح في سوريا اليوم تعود العلاقات الاقتصادية تزدهر ويعود لبنان يستفيد على صعيد التبادل الاقتصادي والتجاري والاستثمارات، والطيران اليوم يقوم بدورة في الجو كي لا يذهب باتجاه سوريا، والأمر يجب أن يشكّل دفعة بضرورة المصالحة داخل سوريا، وكذلك اعادة انتخاب رئيس جمهورية للبنان، لأن وجود علاقات سيئة اليوم بين لبنان وسوريا سيؤثر ذلك على لبنان، وربما تمتد الأزمة بين البلدين لمدة 6 سنوات، واختيار الرئيس المقبل في لبنان من قبل النواب يجب أن يتم بتروٍ، من دون تحدّيات ولمصلحة لبنان.

لأي مدى العلاقات الاقتصادية بسبب الأحداث السورية هي غير جيدة في لبنان؟ يقول حبيقة :" يكفي وجود النازحين وكلفتهم، بغياب أي تبادل تجاري أو سياحي بين البلدين، أو استثمارات، لبنان متضرر جدًا اقتصاديًا من الوضع السوري.