يخشى شيعة لبنان من سيناريو مشابه لما يجري في العراق الذي استقوت فيه جماعة الدولة الاسلامية على الحكومة بشكل يهدد بإنهيار البلد أو تقسيمه.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: بدأت تتصاعد المخاوف في شتى أنحاء لبنان خلال الآونة الأخيرة نتيجة لشق جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، "داعش"، طريقها من شرق سوريا إلى غرب ووسط العراق.

وكانت داعش قد نجحت خلال أيام في اجتياح المحافظات ذات الأغلبية السنية في العراق كالأنبار، ديالي، كربلاء وصلاح الدين، وها هي تتحرك صوب بغداد داخل الأراضي التي يهيمن عليها الشيعة.

داعش تتغوّل

كما قامت داعش بفرض سيطرتها على قواعد عسكرية توجد بها أسلحة وطائرات بملايين الدولارات وسرقت من بنوك في الموصل أموالاً تصل قيمتها لنصف مليار دولار وسيطرت على حقول نفط، وهو ما سيزيد من قدرتها المالية لتمويل مشروعها الخاص بالخلافة الجديدة.

واستسلم أكثر من 10 آلاف جندي عراقي لجماعة داعش، حيث خلعوا أزيائهم العسكرية التي وفرتها لهم الولايات المتحدة، وقاموا بتسليم أسلحتهم الأميركية، دون أن يطلقوا رصاصة واحدة.

ونقلت بهذا الخصوص وكالة وورلد نيت دايلي الإخبارية الأميركية عن مصادر لم تسمها قولها إن معظم أفراد الجيش العراقي الذين استسلموا من دون قتال كانوا من السنة وربما حولوا ولائهم بعيداً عن الحكومة التي تخضع لهيمنة الشيعة لصالح جماعة داعش.

شيعة وسنة

وقالت الوكالة إن السرعة التي نجحت من خلالها داعش في تحركاتها داخل سوريا والعراق خاصة خلال الأيام الماضية جعلت الشيعة في لبنان يخشون بشكل متزايد من حدوث نفس الشيء في بلدهم.

كما يميل السنة في لبنان إلى دعم جبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة، التي سبق لها أن شنت هجمات بالسيارات المفخخة في جنوب بيروت، الذي يعتبر معقلاً لحزب الله الذي تدعمه إيران.

وهناك تقارير تتحدث عن أن نجاح داعش، أولاً في شرق سوريا والآن في غرب ووسط العراق، في إقامة خلافة إسلامية وفق أحكام الشريعة الإسلامية الصارمة لم يحفز فحسب عشرات الآلاف من الشبان السنة العاطلين بل بدأ يدفع كذلك بمقاتلي جبهة النصرة للانضمام لداعش.

وأكدت الوكالة أن الشيعة في لبنان يخشون من حدوث شيء مماثل من الممكن أن يجعلهم ينخرطون في صراع طائفي آخر بين السنة والشيعة كالذي أدى لنشوب الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 والتي قد تتكرر في العراق خلال أيام مع بدء تحرك داعش صوب بغداد.