حمّل نجيرفان بارزاني حكومة المالكي المسؤولية عن دخول مسلحي داعش إلى مدينة الموصل الشمالية من خلال رفضها التعاون مع حكومة اقليم كردستان لحماية المدينة، التي بدأ مسلحو داعش التمدد منها، بعد سيطرتهم عليها، إلى محافظة صلاح الدين بجنوبها، في حين تدرس الحكومة إعلان حال الطوارئ في المناطق الساخنة.


لندن: قال رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني إن الحكومة المركزية في بغداد رفضت طلبًا كرديًا للتنسيق معها لحماية مدينة الموصل (375 كم شمال غرب بغداد)، التي نجح مسلحو تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش"&في السيطرة عليها خلال الساعات الاخيرة.

وأشار في بيان صحافي الثلاثاء إلى أنّ قوات البيشمركة الكردية دخلت حالة التأهب القصوى في المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل. وطمأن سكان المناطق المتنازعة بأن البيشمركة والقوات الأمنية الأخرى في حالة تأهب قصوى للدفاع عنهم.

واضاف بارزاني قائلاً: "حاولنا خلال اليومين الماضيين التنسيق مع الحكومة العراقية لحماية الموصل لكن للأسف بغداد لم تستجب لنا". ودعا مواطني الإقليم إلى تقديم المساعدات اللازمة لنازحي الموصل، وطالب الأمم المتحدة&بالتدخل لمساعدتهم ايضًا.

ومن جانبها، طالبت كتلة التغيير في برلمان كردستان بعقد جلسة طارئة للبرلمان لمناقشة اوضاع المناطق الكردستانية خارج الاقليم وارسال وفدين أحدهما إلى نينوى والاخر إلى مناطق جلولاء ودوز خورماتو بمحافظتي ديإلى وكركوك لمتابعة المشاكل الامنية فيها عن كثب.

ومن جانبه، ابلغ مصدر عراقي مطلع "إيلاف" أن الحكومة ستدرس خلال اجتماعها الاسبوعي الاعتيادي اليوم الثلاثاء اعلان حال الطوارئ في بعض المناطق الساخنة بشمال وغرب العراق.

وأوضح أن الحكومة قد تطلب من مجلس النواب عقد جلسة طارئة للموافقة على اعلان الطوارئ في هذه المناطق الساخنة نتيجة الانهيارات الامنية التي شهدتها خلال الساعات الاخيرة بشكل متسارع وخطير.

داعش تتمدد إلى جنوب الموصل

واثر سيطرتهم على معظم مناطق الموصل، فقد نقل مسلحو داعش عملياتهم العسكرية إلى محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) جنوب الموصل وفرضوا سيطرتهم على عدد من مناطق الساحل الأيسر شرق قضاء الشرقاط شمال تكريت عاصمة المحافظة.

وفرض المسلحون ايضًا السيطرة على خمس قرى في ناحية الساحل الايسر الشمالي هي: كنعوص والشيخ حمد وكنيطرة والمشهد والسلمان. كما سيطر المسلحون على مقر السرية الاولى التابعة إلى الجيش بعد انسحاب القوات الامنية منه، واحرقوه، وهم ينتشرون في المناطق القريبة منه، وذلك اثر اشتباكات عنيفة صباح اليوم بين قوات السرية الاولى وعناصر تنظيم داعش.

وتشير تقارير إلى أنّ عناصر التنظيم اسقطوا عدداً من المراكز الامنية ويتجولون في هذه المناطق حاملين رايات دولة العراق والشام الاسلامية ويطالبون الأهالي بالانضمام اليهم. ومن جهتها، اعلنت القوات الامنية فرض حظر للتجوال في ناحية الساحل الايسر على خلفية الأوضاع الأمنية التي تشهدها.

وقال مرايل السومرية نيوز من المحافظة إن سكانها بدأوا بالتدفق على الأسواق والمحال التجارية بكثافة لشراء المواد الغذائية التي يمكن تخزينها لفترات طويلة. وسارع المواطنون إلى شراء المواد الغذائية التي يمكن تخزينها لفترات طويلة وخاصة الطحين والرز، في وقت تشهد أسعار هذه المواد الغذائية ارتفاعًا مع الإقبال الكبير عليها، على غرار ما حصل في الموصل.

وجاءت سيطرة داعش على مناطق محافظة صلاح الدين هذه، بعد ساعات من فرض سيطرة التنظيم بالكامل على مدينة الموصل ومطارها ومبنى المحافظة وجميع المقار الامنية فيها. وتعد محافظة صلاح الدين من المناطق الساخنة التي تشهد أعمال عنف مستمرة، فضلاً عن كونها من المناطق التي تشهد حراكاً جماهيرياً مناوئاً للحكومة منذ اواخر عام 2012.
&