بدأ مسلحو داعش اليوم بإحراق مباني الادارات الحكومية في مدينة الموصل، عاصمة محافظة نينوى الشمالية ثاني أكبر محافظات العراق بعد بغداد، فيما يفرضون سيطرتهم على مبنى المحافظة الذي نجح المحافظ من الهروب منه، قبل سيطرة المسلحين عليه ودخولهم إلى مطار الموصل الدولي وسيطرتهم على سجون واطلاق المئات من نزلائها.


لندن: شنت القوات الامنية العراقية هجومًا مضادًا على مسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية "داعش" فجر اليوم بعد خروجها من احياء عدة في الموصل (375 كم شمال غرب بغداد) الليلة الماضية وتجمعها حول المدينة. وتحاول القوات طرد المسلحين من مبنى المحافظة، وأعادت السيطرة عليه بعد احراقه، وتمكن المحافظ اثيل النجيفي من اخلائه قبل دخول المسلحين اليه.

وخلال سيطرة المسلحين على الجانب الايمن من مدينة الموصل، فقد اوقفوا بث القنوات التلفزيونية هناك، ومنها "قناة سما الموصل" الممولة من قبل الحكومة المحلية في نينوى ومجلسها، وكذلك بث قناة "نينوى الغد" الناطقة باسم كتلة "متحدون للاصلاح" بزعامة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي الذي سيعقد في بغداد بعد ظهر اليوم مؤتمرًا صحافيًا للحديث عن آخر تطورات الاوضاع في الموصل.

ومن جهته، وجه محافظ نينوى أثيل النجيفي نداء تلفزيونيًا إلى سكان المدينة لمقاتلة مسلحي داعش، وقال متحدثًا وخلفه العلم العراقي إنه يناشد رجال الموصل الثبات في مناطقهم والدفاع عنها ضد الغرباء.

وقد اخلى المسؤولون الأكراد في المدينة مقرات الحزبين الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني بشكل كامل، اثر سيطرة مسلحي داعش على معظم مناطق المدينة.

وأكدت المعلومات أن مسلحي داعش سيطروا على الجانب الأيمن من مدينة الموصل بشكل كامل، اثر تقدمهم في المنطقة وسيطرتهم على مقر الفوج الثالث التابع للواء صولة الفرسان غرب الموصل. وتقوم آليات تابعة للتنظيم بتدمير حواجز الاجهزة الكونكريتية الامنية في الموصل، والتي سبق ان نصبتها القوات العراقية في الطرقات.

كما سيطر المسلحون فجر اليوم على سجون بادوش والتسفيرات ومكافحة الارهاب في الموصل، وقاموا بتهريب المئات من نزلاء هذه السجون، ومن بينهم عدد كبير من المحكومين من عناصر تنظيم القاعدة.
وفي الوقت نفسه طالب ائمة وخطباء مساجد الموصل اليوم المواطنين إلى الخروج لمقاتلة الجماعات المسلحة ووجهوا نداءات عبر مكبرات الصوت في المساجد جميع القادرين على حمل السلاح للخروج ومواجهة المسلحين.

اقتحام مراكز عسكرية وهروب مسؤولين

وعلمت "إيلاف" أن مسلحي داعش اقتحموا الليلة الماضية مركز شرطة منطقة الدواسة ومبنى مكافحة الارهاب وتمكنوا من السيطرة بشكل كامل على احياء المحطة والعكيدات والمستشفى ودورة قاسم الخياط وتدمير مقرات وأبراج الجيش. كما علمت أن عددًا كبيرًا من القادة العسكريين وكبار المسؤولين في المحافظة قد تركوها إلى مناطق آمنة.

&وأشارت إلى أنّ مسلحي داعش قد احرقوا مبنى المحافظة واقتربوا من مخازن ضخمة للاسلحة في معسكر الغزلاني وسيطروا على مطار مدينة الموصل بعد أن اخلته القوات الامنية.

وتشهد المدينة اوسع عملية نزوح من نوعها خلال العشر سنوات الماضية، فيما أشار مواطنون إلى أنّ غالبية احياء غربي المدينة خلت من سكانها بعد سيطرة المجاميع المسلحة عليها وتعرضها للقصف من قبل القوات الامنية.

ودخلت الجمعة الماضي إلى مدينة الموصل مجاميع مسلحة سيطرت على عدد من احياء الجانب الغربي للمدينة ودارت اشتباكات مع القوات المسلحة سقط على اثرها عشرات القتلى والجرحى بين الطرفين، فيما تؤكد مصادر طبية في المدينة أن عشرات المدنيين قتلوا واصيبوا اثر القصف بقذائف الهاون الذي تشهده تلك الاحياء.
&