حددت الشرطة البريطانية ملامح الشاب الذي قام بتسديد 16 طعنة في رأس وعنق وصدر وذراعي مبتعثة سعودية في لندن، مؤكدة أنه أبيض البشرة وشعره داكن وعمره بين 18 و25 ومعتدل البنية، وكان يرتدي بنطلونًا داكنًا مع سترة أكمامها طويلة وحمراء.


ذكرت الشرطة في إسيكس أن المتهم (52 عامًا)، الذي اعتقل واستجوب حول مقتل الطالبة السعودية ناهد المانع، لم تثبت صلته بالجريمة، وأفرج عنه في وقت متأخر، يوم الخميس، وهو ما أكدته صحيفة (غارديان) البريطانية.

يذكر أن المانع طُعنت بالسكين 16 مرة، في أنحاء متفرقة من جسمها ووجهها، أثناء سيرها إلى الجامعة في كولشستر، بينما تعتقد الشرطة أن السبب وراء قتل ناهد (31 عامًاً) - التي وصلت إلى بريطانيا في يناير (كانون الثاني) للدراسة - أنها كانت ترتدي الحجاب الإسلامي وقت وقوع الجريمة.

وأضافت مصادر أن محامية السفارة السعودية المتابعة للقضية، طلبت من المحققين عدم إقفال القضية، بسبب تعاطي الجاني الكحول، أو أنه يعاني من أمراض نفسية.

وقالت الشرطة البريطانية إن لديها معلومات مصدرها لقطات كاميرا مراقبة، أو ربما من شاهد عيان أو أكثر، عن ملامح الشاب الذي قام بتسديد 16 طعنة في رأس وعنق وصدر وذراعي مبتعثة سعودية، وأرداها في العاشرة و40 دقيقة حين كانت تمضي مشيًا من البيت الذي كانت تقيم فيه مع شقيقها في مدينة "كولشيستر" البعيدة 90 كيلومترًا عن لندن، إلى جامعة "إيسكس" التي التحقت بها في كانون الثاني/يناير الماضي لتدرس الإنجليزية.

يؤكد ذلك أن شرطة منطقة "ايسكس" ذكرت في موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، ملامحه وما كان يرتديه من ثياب، وقالت إنه أبيض، شعره داكن، عمره بين 18 و25 ومعتدل البنية، وكان يرتدي بنطلونًا داكناً مع بلوزة/سترة أكمامها طويلة، وحمراء "بلون الباص البريطاني".

ستيف ويرن، وهو كبير المحققين بمقتل ناهد بنت ناصر المانع، ذكر في البيان الذي بثته الشرطة، واطلعت عليه "العربية.نت"، "أن رجلًا تمت مشاهدته في الساعة العاشرة و56 دقيقة يجري في طريق للمشاة متفرع من "أفون واي"، وهو الطريق نفسه الذي كانت تسلكه الضحية التي قضت بعمر 31 سنة.

كما أعلنت الشرطة عن إطلاقها لسراح شاب، عمره 19 وحققت معه بعدما اعتقلته الجمعة اشتباهًا بقتل المبتعثة السعودية، لكنها وجدته خارج الشبهات في مقتل ناهد المانع، المعروف عنها بأنها حصلت على بكالوريوس بامتياز ومرتبة الشرف - تخصص أحياء من كلية العلوم والتربية بسكاكا، والملحقة في جامعة الجوف في شمال المملكة.

وكانت الفقيدة تتمتع بتأشيرة طالب زائر لدراسة اللغة الإنجليزية أصدرتها من السفارة البريطانية في الرياض، وكان أول دخول لها إلى الأراضي البريطانية بتاريخ 22 يناير الماضي، ولم يكن يتبقى لها سوى فترة يسيرة تنهي بعدها برنامج اللغة الإنجليزية، ومدته 30 أسبوعًا وينتهي في أيلول/سبتمبر المقبل.

وكان آلاف المصلين «حوالى 6 آلاف مصلٍ» شيّعوا أول أمس المبتعثة من جامعة الجوف ناهد ناصر المانع الزيد ظهر أمس، بعد وصولها صباحًا إلى المنطقة، وصلي على الفقيدة في جامع الملك عبدالله بسكاكا الذي اكتملت صفوفه، حيث يتسع لأكثر من 4 آلاف مصلٍ، ثم نقل جثمانها إلى مقبرة اللقائط، راجلين على أقدامهم تحت وطأة الحر، ليوارى وسط حضور كبير من أهالي المنطقة.
&
وفي السياق نفسه، أطلق المبتعثون السعوديون في بريطانيا حملة تهدف إلى إنشاء وقف خيري للمتوفاة ناهد الزيد التي قتلت غدراً في مدينة كوليشستر البريطانية، حيث شارك المئات من المبتعثين باقتراحات وأفكار لتحقيق أهداف الحملة بشكل عاجل، وإيصال رسالة تبرز القيم الحضارية في الدين الاسلامي، وتحارب النظرة المتطرفة تجاه المحجبات في المجتمع الأوروبي، وأعلنت الأندية الطلابية في بريطانيا عن تبنيها مشروع إفطار الصائم في أول أيام شهر رمضان المبارك لمصلحة الفقيدة ناهد الزيد.

فيما أبدى متطوعون وأكاديميون ورجال أعمال استعدادهم لدعم وتنفيذ الأفكار التي يتم اقتراحها في الحملة، ومن ضمن الأفكار التي قدمت في الحملة إنشاء مركز دراسات في جامعة اسيكس التي كانت تدرس فيها المبتعثة ناهد الزيد، بهدف دراسة التطرف تجاه المسلمين والنظرة العامة تجاه الحجاب في أوروبا، واقترح آخرون افتتاح معاهد لتعليم العربية والتعريف بالإسلام وسماحته في الجامعات البريطانية والأوروبية.

&