لين نويهض من زغرتا (لبنان):تتراكم الملصقات الانتخابية على كل الجدران والشجر والأعمدة في شمال لبنان ولا تحمل صور المرشحين وحدهم ولكن أيضا صورة أب أو زوج فقيد.

السياسة في لبنان شأن عائلي. ويدين الناخب في الشمال أكثر من أي مكان آخر بالولاء العميق لعشائر قديمة يرث فيها الأبناء النفوذ السياسي عن آبائهم.

وفي زغرتا حيث معقل النفوذ السياسي للزعيم المسيحي سليمان فرنجية كان من الصعب تصور ان يمنح الناخبون أصواتهم لأي شخص آخر في آخر دورة من الانتخابات البرلمانية يوم الاحد.

وقالت ديبا طنوس "الناس تريد سليمان فرنجية. نحن فقط نهتم بالله وسليمان بك."

واضافت قبل ان تردد هتافات لفرنجية "هو مخلص لنا ونحن مخلصون له. والده شهيد ونحن سنبقى مخلصين له."

ورث فرنجية وزير الداخلية السابق ذو العلاقات الوثيقة مع سوريا عباءة والده طوني السياسية بعد تعرض منزله لهجوم على يدي زعيم مسيحي منافس وقتل والده ووالدته وشقيقته في عام 1978. وكان سليمان ولدا صغيرا حينها.

مثل هذا الولاء العشائري سمح لسياسيين مثل فرنجية بالاقدام دون خشية على عقد تحالفات انتخابية تبدو غريبة ومتناقضة مع الزعيم المسيحي ميشال عون الذي يعد أحد المعارضين الأشداء لسوريا. فأنصاره سيمنحونه أصواتهم أيا كان من يتحالف معه.

وفي أرجاء المدينة يرتدي بعض الشبان قمصانا برتقالية اللون للدلالة على انهم من أنصار عون فيما يرتدي آخرون قمصانا عليها صورة فرنجية ويطلقون أبواق السيارات ويلوحون بالأعلام.

وتظهر الملصقات صور فرنجية ووالده وجده الذي كان رئيسا للجمهورية. وتظهر في ملصقات أخرى صورة فرنجية مع ابنه مُذَيلة بعبارة "اليوم وغدا".

لكن فرنجية بحاجة الى عدد آخر من أصوات المدن والقرى الشمالية الأخرى اذا أراد الفوز بمقعد في البرلمان الذي يضم 128 مقعدا.

وتعد هذه الانتخابات التي جرت في عدة مناطق على مدى أربعة آحاد أول انتخابات برلمانية تجرى في لبنان منذ ان سحبت سوريا قواتها من هناك في ابريل نيسان.

وحقق سعد الحريري فوزا كاسحا في الدورة الأولى من الانتخابات في بيروت مستفيدا من موجة تعاطف شعبي أعقبت اغتيال والده رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير شباط. واتهم كثير من اللبنانيين سوريا بالمسؤولية ونزل مئات الآلآف الى الشوارع ما اضطر دمشق الى سحب قواتها تحت ضغط دولي أيضا.

وفي الجزء الآخر من الشمال تسعى نايلة معوض على لائحة الحريري للحصول على مقعد في البرلمان. وكانت معوض انخرطت في السياسة بعد اغتيال زوجها رينيه معوض بعد فترة قليلة من انتهاء الحرب. واظهرت الملصقات النائبة الحالية في البرلمان نايلة معوض مع زوجها.

والقاعدة نفسها تنطبق على وليد جنبلاط الزعيم الدرزي في جبل لبنان الذي كان غير مكترث بالسياسة يقود الدراجة النارية حتى اغتيال والده كمال في عام 1977.

ولم ينظر جنبلاط الى الوراء منذ ذلك الحين وهو يحظى بولاء لا يكل من اتباعه كحال فرنجية.

وقالت ريتا وجيه فرنجية خارج مركز الاقتراع في زغرتا "صوتت لسليمان فرنجية ولائحته لان هذه المجموعة اللبنانية الوطنية الاصلية لا يمكن ان تشرى او تباع."

وأضافت "لديهم تاريخ عريق ينتقل من الآباء الى الأبناء."