لوك بيكر من بغداد: لم يصادف مفتشو الاسلحة حظا يذكر في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق لكن عندما يتعلق الامر بالانواع العادية .. مثل قذائف المورتر والصواريخ والبنادق والطلقات .. فان القوات الاميركية يمكنها بالكاد التعامل مع كل الاسلحة التي تضبطها.
في الاسابيع الثلاثة الماضية وحدها تم اكتشاف 20 مخبأ أسلحة كبيرا في أنحاء البلاد من بينها مخبأ يحتوي على 60 صاروخا و88 قذيفة مورتر و24 قذيفة صاروخية وصاروخا موجها فرنسيا.
جاء ذلك بعد يومين من اكتشاف مخبأ في حجم ستة ملاعب كرة قدم بالقرب من بغداد يكتظ بقذائف مدفعية وقذائف مورتر وبنادق آلية.
وصفت هذه الاكتشافات بأنها نجاح للقوات الاميركية وان كانت في نفس الوقت لا توجد علامة تذكر على ان المسلحين المعارضين للوجود الاميركي في العراق الذين يعملون من اجل الاطاحة بالحكومة يعانون من نقص في الاسلحة. الهجمات مستمرة يوميا.
بالنسبة للقوات الاميركية المعركة هي العثور على مخابئ الاسلحة وتدميرها قبل ان يستخدمها المسلحون ضدها. غير انه في بعض الاوقات يتم اكتشاف اسلحة كثيرة لدرجة انه لا يكاد يوجد خبراء بعدد كاف لتدمير هذه الاسلحة.
وقال اللفتنانت رونالد فليسفيج الضابط بالبحرية الاميركية في بغداد الذي يتعامل مع قضايا مخابئ الاسلحة "العراق يبدو احيانا مثل مستودع اسلحة كبير."
واضاف "لا اعرف متى سنقترب من النهاية على الاطلاق .. لانه يوجد الكثير جدا .. من المستحيل قول متى."
حتى قبل سقوط صدام كانت القوات الاميركية تكتشف مخابئ ضخمة من الذخيرة والاسلحة مما يفاقم من المشكلة.
كان مطار بغداد يحتوي على كميات هائلة من الاسلحة والذخيرة عندما استولت عليه القوات في ابريل/ نيسان عام 2003 وقال ضباط اميركيون انهم اضطروا الى تنظيم حراسة لمدة 24 ساعة يوميا لضمان عدم تسلل مسلحين الى مجمع المطار ليلا لسرقة اسلحة واستئناف القتال.
وخلال الفترة التي تزيد على عامين عثر على مئات من مخابئ الاسلحة من مخزونات رئيسية كانت في القواعد العسكرية لقوات صدام وبالقرب من قصوره ومجموعات صغيرة هربها المسلحون بعيدا.
وقال خبراء انه خلال ستة اشهر فقط بعد سقوط النظام عثرت القوات الاميركية على 15 الف طن من الذخيرة في منطقة مساحتها 20 كيلومترا في 40 كيلومترا بالقرب من تكريت مسقط رأس صدام وهي كمية تحتاج الى تفجيرات يومية لمدة عام لتدميرها.
وتشير تقديرات القوات الاميركية الى ان العراق في عهد صدام كان يوجد فيه بين 600 الف طن ومليون طن من الذخائر مقارنة مع الجيش الاميركي الذي لديه 1.8 مليون طن.
بالنسبة للقوات الاميركية فان مهمة البحث عن هذه الذخائر وتأمينها أو تدميرها مهمة ضخمة. لكنهم يقولون انهم بالتدريج يحققون تقدما. ويقول ضباط ان مزيدا من العراقيين يقبلون على تقديم معلومات عن اماكن الاسلحة المخبأة.
وفي احدى الحالات في الاونة الاخيرة تقدم صبي وابلغ القوات عن مخبأ أسلحة صغير لكنه خطير يحتفظ به والده واعمامه.
رويترز
التعليقات