أسامة العيسة من القدس: منذ بداية انتفاضة الأقصى التي اندلعت في العام 2000، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن 500 امرأة فلسطينية بقي محتجزاً منهن داخل السجون 120 امرأة وفتاة فلسطينية يقبعن في سجني تلموند والرملة من بينهن 6 أسيرات قاصرات و22 أسيرة من الأمهات اللواتي يعلن أطفالا. وخلال هذه الفترة أنجبت داخل السجون 3 نساء فلسطينيات كان أخرهن الأسيرة سمر صبيح التي أنجبت ابنها براء في مستشفى مئير في كفار سابا بتاريخ 30/4/2006 بعد خضوعها لعملية قيصرية.

سمر صبيح اثناء نقلها للمستشفى للولادة

وسبق الأسيرة سمر صبيح أسيرتين انجبن داخل السجون الإسرائيلية، حيث أنجبت الأسيرة المحررة ميرفت طه طفلها وائل في سجن الرملة للنساء بتاريخ 8/2/2002، وقد افرج عنها مع طفلها وائل في شهر أيار (مايو) عام 2005. أما الأسيرة منال غانم 30 عاما، والمعتقلة منذ تاريخ 17/4/2003 ومحكومة بالسجن 50 شهراً، فقد أنجبت ابنها نور في نهاية شهر ايلول (سبتمبر) 2003 والذي تم فصله عن والدته امس الخميس.

وتقبع في سجن الرملة للنساء ابنة الأسيرة عطاف عليان البالغة من العمر سنة وثلاثة اشهر مع والدتها المعتقلة منذ تاريخ 22/12/2005 والتي جدد لها الاعتقال الاداري مدة 6 اشهر أخرى قبل نحو أسبوعين. وأضربت الأسيرة عليان عن الطعام مدة أسبوعين في بداية العام 2006 احتجاجاً على عدم إدخال ابنتها إلى السجن، ووافقت إدارة السجون على طلب الأسيرة عليان بانضمام طفلتها إليها.

وتحدثت الأسيرة سمر صبيح أخر أسيرة ولدت في السجن، عن رحلة الولادة القيصرية لمحامي نادي الأسير الذي التقاها يوم أمس الأربعاء وعن الوضع الجديد الذي تمر به بعد إنجاب الطفل.

وقالت الأسيرة انه وقبل إجراء العملية القيصرية أجريت لها فحوصات طبية، وكانت مدة العملية ساعتين خضعت خلالها للتخدير في القسم السفلي من الجسم وقالت أنها أثناء العملية لم تكن مقيدة بالسلاسل، وانها ولدت بدون مشاكل أو صعوبة وكان وضع المولود عند الولادة بصحة جيدة ووزن مناسب.

وبعد انتهاء العملية تم نقلها إلى غرفة عادية في المستشفى وتم تقييد رجليها في السرير ووضعت عليها حراسة مشددة، حيث راقبتها ثلاث سجانات كن يتناوبن على حراستها. وقالت أن الحراسة كانت شديدة لدرجة انه عند ذهابها للحمام كانت السجانة ترافقها، ولم يسمح لمحاميتها بثينة دقماق بزيارتها في غرفة المستشفى.وقبل دخولها إلى غرفة العمليات قالت صبيح أنها شعرت بالخوف والقلق كونها تضع أول مولود وبعملية قيصرية، وان الخوف والقلق كان شديد جداً بسبب عدم تواجد أي من أفراد أسرتها بجانبها. لكنها قالت أنها شعرت في نفس الوقت بالتفاؤل والفرحة لأنها ستلد وستصبح أم لأول مرة في حياتها.

وقالت الأسيرة صبيح أنها تحظى بمعاملة خاصة من قبل زميلاتها الأسيرات، حيث تقوم الأسيرات بإحضار الطعام لها والاعتناء بطفلها براء بشكل كبير وقالت أن براء له 48 أم في إشارة إلى عدد الأسيرات المتواجدات معها بنفس القسم.

السجينة سمر صبيح مع ابنها

وتقبع الأسيرة صبيح الان في غرفة رقم 2 في قسم 12 مع أربع أسيرات، وقالت بان ظروف السجن لم تتغير، حيث الرطوبة العالية وعدم دخول الهواء والشمس إلى الغرف بسبب الصاج الذي يغطي الشبابيك، واشتكت من انتشار الصراصير في السجن. وأشارت صبيح إلى أنها أطلقت اسم براء على مولودها بعد الاتفاق مع زوجها رسمي صبيح قبل اعتقالهما.

ويذكر أن الأسيرة سمر صبيح معتقلة منذ تاريخ 29/9/2005 وتبلغ من العمر 22 سنة، أما زوجها رسمي صبيح فقد اعتقل معها في نفس التاريخ ويقبع في سجن النقب الصحراوي.

وبعد اعتقالها أبلغت المحققين في مركز تحقيق المسكوبية أنها حامل ولكنهم لم يصدقوا ذلك إلا بعد إجراء الفحوصات الطبية. وبالرغم من الحمل تعرضت لضغوطات قاسية ومضايقات أثناء التحقيق معها وقد حقق معها بشكل مكثف من الساعة السادسة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة منتصف الليل دون مراعاة وضعها ووضع الجنين، ولم يحضروا لها الطعام المناسب للحفاظ على الجنين. ومكثت مدة شهرين في مركز تحقيق المسكوبية بالقدس، ولم يسمح لها في ذلك الوقت بلقاء محاميها ولا بزيارة أفراد عائلتها ولم يتمكن الصليب الأحمر من زيارتها طوال مدة التحقيق.

من جانب أخر فان الأسيرات اللواتي فرحن بقدوم براء ابن زميلتهن سمر صبيح، عشن اليوم، حزنا غير عادي، حيث فصلت إدارة السجون الطفل نور عن والدته الأسيرة منال غانم القابعة في سجن الرملة للنساء. وقررت المحكمة العسكرية الإسرائيلية يوم أمس رفض الطلب المقدم من محامي الاسيرة غانم، محمود حسان لتأجيل فصل الطفل نور عن والدته. وتوجه والد الطفل ناجي غانم صباح اليوم برفقة أبنائه الثلاثة (ماجد، نيفين، ايهاب) لزيارة الأسيرة غانم في السجن إحضار الطفل نور.

ويذكر أن الأسيرة منال غانم اعتقلت بتاريخ 17/4/2003، ولدى اعتقالها كانت حامل بشهرها الرابع وأنجبت نور في السجن، ومن المقرر الإفراج عنها بتاريخ 17/2/2007.