محمد قاسم من بغداد: بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003 حدثت ثورة في المناطق الشعبية التهمت اي ارض فارغة فاصبحت تلك الاراضي ملكا لشاغلها اذ استغل سكان احياء بغداد الشعبية غفلة الحكومات الجديدة وانشغالها بمصالحها وبمكافحة الارهاب فضموا كل ارض قريبة لبيوتهم وتقلصت مساحات الشوارع واختفت الحدائق اما الاسواق فتمددت طولا وعرضا لتقضم حتى الشوراع وكان لسان حال القاضمين يقول يكفي للسيارات ممر واحد.
ولم يراع احد استحصال موافقات او اجازات للبناء فبعدما كان نظام صدام متشدد جدا في منح اجازات البناء

البناء بدون موافقات من
مظاهر غياب السلطة
الخاصة ببناء وتشييد الدور والمحلات فلا يحق لصاحب الدار ان يوسع دارة او يعيد بنائة الا بعد استحصال الموافقة التي لا تخلو من روتين مجحف جدا عدا الرشوة والتأخير ولا يمكن لشخص لدية قطعة ارض على شارع عام او فرعي ان يبني محلات او دكاكين الا بعد استحصال الموافقات تلو الموافقات وكشوفات البلدية التعجيزية. اما اليوم فقد انتشرت المحلات والدكاكين على الشوارع الرئيسية والفرعية من دون عناء استحصال اي موافقة فما عليك سوى جمع المال المطلوب للبناء والباقي من مهمة البنّاء والعمال وبسهولة تامة يتم تشييد الكثير من المحلات التي تحولت الى سوبرماركت ومكاتب موبايل وغيرها يعتاش منها اصحابها من دون اي مضايقة من دوائر البلدية او غيرها ، كذلك تم تشييد البيوت وباشكال مختلفة وجميلة ووفق الطراز الحديث المسمى (دبل فاليوم ) بدون استحصال اجازة البناء...
هذا الامر ادى الى فتح ابواب الرزق على البنائين وعمال البناء وحتى مكاتب بيع العقارات وارتفعت اجور العمال الى (10دولارات في اليوم )اما البنّاء او(الخلفة) كما يسمى هنا في العراق فاصبحت اجرته اليومية (40دولار) مقابل 8 ساعات عمل.

من 50 دولارا الى 450
ايلاف ذهبت الى احد المناطق الشعبية قرب مدينة الصدر فوجدنا ان الشارع الرئيسي فيها مُحاط بالمحلات التجارية ملتهمة نا نسبته 90% من مساحته الاجمالية بعدما كانت المحلات في هذا الشارع في زمان صدام تُعد على الاصابع تقريباً. وهي محلات مختلفة ولاغير ملتزمة باي شروط قانونية او حتى بيئية.

شارع الرشيد ضاقت مساحتة من توسع المحلات عشوائيا
يقول ليث الذي يتمنى ان يملك قطعة ارض على شارع رئيسي او فرعي انها فرصة لبناء محل او مكتب يمكن استثماره او تأجيرة بمبلغ شهري مناسب بعدما كان هذا الامر صعبا في زمان صدام .
اما حيدر الذي استغل مكان بيتهم الذي يقع قرب مجمع للمدارس الابتدائية والثانوية فاستقطع جزءا من الحديقة وبنى فيه محل لبيع القرطاسية على الطلاب لكي يضيف ما يكسبة الى راتب الوظيفة.
البعض الاخر قام ببناء محلات كبيرة وواسعة لكي تؤجر من قبل الاطباء في فتح عيادات طبية خاصة وكذلك مكاتب للاحزاب المنتشرة هنا وهناك كما فعل( ابو علي ) الذي كان يؤجر محلاته بمبلغ شهري يصل الى (50 دولار) قام بتكبير و بتوسيع هذه المحلات واستأجرتها منه جمعية الهلال الاحمر بمبلغ (450 دولار) شهرياً.

رب ضارة نافعة
عدد من اصحاب البيوت التي تقع على الشوارع الفرعية والرئيسية لم يبنوا اي محل ولم يغيروا اي شيء اخبرونا عند الاستفسار منهم : كل هذه مخالفات، وسيأتي اليوم الذي تصدرفية الدولة احكاما صارمة على المخافين قد تصل الى تهديم هذه المحلات والبيوت المبنية بدون رخصة.... اما المخالفون فيقولون : من الان الى ان تتقوى الدولة وتصدر هذه الاحكام نكون قد ربحنا مافيه الكفاية....
فبعدما كانت هذه المسائل بعيدة عن منال الشعب العراقي ولا يفكر بها المواطن لصعوبتها من استحصال موافقة الى دفع الرسوم وغيرها يمكن الان لأي شخص في خضم هذه الفوضى اذا كان متمكناً ان يبني مايشاء دون مُساءلة نتيجة الفراغ الذي القانوني الذي وجد فيه كثيرون مصدرا للثراء مرددين (رُبَ ضارة نافعة).