مغاربة ساركوزي: دعم مغربي لترشيحه وناطقة باسمه من أصول مغربية

أحمد نجيم من الدار البيضاء: تحظى كل انتخابات بلوغ الإليزي في فرنسا بمواكبة كبيرة في الدول المغاربية، خاصة المغرب. هذه الأولية أخذت في التصاعد، ففرنسا ليست الشريك الاقتصادي الأول للمغرب، إذ تتواجد بالمملكة المغربية قرابة 400 مقاولة فرنسية، بل لها تاريخ مشترك من خلال الاستعمار الفرنسي للمغرب من 1912 إلى 1955، كما يتواجد فوق التراب الفرنسي قرابة 500 ألف فرنسيا من أصول مغربية. وظلت فرنسا حليفا استراتيجيا.
نيكولا ساركوزي، المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية، علاقة خاصة مع المغرب، ابتسامته وهو محاط بوزير الداخلية وكاتب الدولة لدى وزارة الداخلية والمدير العام للأمن الوطني في فندق المامونية بمراكش قبل أشهر تعكس تلك العلاقة الحميمية. ونقلت quot;لوجورنالquot; المغربية، تصريحا عن نائب في البرلمان الفرنسي من حزب quot;الاتحاد من أجل حركة شعبيةquot; ومقرب من ساركوزي، أوضح فيه أن مرشح اليمين يحب المغرب quot;ساركوزي يحب المغرب. يزوره بشكل خاص أو تنقلاته الرسمية يحرص على زيارته لأصدقائه، أعضاء الحكومة كوزير الداخلية شكيب بنموسى...إنه مقتنع بفكرة إشراك الدول المتوسطية في السياسة الأوربيةquot;.


دخل ساركوزي، كوزير للداخلية في حكومة دوفيليبان، بملابس صيفية بعيدا عن الرسميات، كان الاجتماع أشبه بجلسة عائلية. قبل تلك الفترة، زار ساركوزي المغرب. التقى طلبة المدرسة المحمدية للمهندسين في الرباط. كان آنذاك أعلن عن نيته الترشيح للانتخابات الرئاسية. أبدى المرشح اليميني للانتخابات الرئاسية اهتماما خاصا لعلاقة بلاده بالمغرب. أصر على لقاء المسؤولين السياسيين ونخبة الغد. تلك الزيارة وغيرها كان قد أشرف على تنظيمها فرنسيون من أصول مغربية أو مغاربة لهم علاقات نافذة في باريس كالفنان التشكيلي المهدي قطبي، رئيس جمعية الصداقة المغربية الفرنسية، وأحد أصدقاء ساركوزي. علاقة ساركوزي قوية مع ملك المغرب ومحيطه النافذ في السياسة المغربية، إذ سبق أن طلب ساركوزي من الملك المشورة quot;جلالة الملك، أطلب منكم المشورة والنصحquot;. بالإضافة إلى تلك الشخصيات لساركوزي علاقة خاصة مع مستشار العاهل المغربي أندري أزولاي. استقبله قبل أشهر في الصويرة المغربية، مسقط رأس أزولاي، هناك حضر تدشين الرابطة المغربية الفرنسية بدار الصويري. للقصر المغربي علاقات متميزة دوما مع اليمين الفرنسي، فحزب quot;الاتحاد من أجل حركة شعبيةquot;، كان دائما على وفاق مع ملك المغرب، عكس الاشتراكيين، في العام 1981 وصل فرانسوا ميتيران إلى الإليزي وتأثرت العلاقات المغربية الفرنسية بهذا الرئيس الاشتراكي، ولم تعد إلى سابق عهدها إلا مع وصول جاك شيراك إلى قصر الإليزي.
الدولة المغربية تطمح في تقوية العلاقات الحالية مع فرنسا، كي تستمر باريس في دعم المغرب أوربيا وعالميا، خاصة في ملفات الهجرة السرية وقضية الصحراء المغربية. هذا الدعم أخذ بعدا آخر قبل انتخابات الدور الأول الرئاسية شهر أبريل نيسان المقبل، إذ أعلن ساركوزي عن تعيين رشيدة داتي، 41 سنة، فرنسية من أصول مغربية، ناطقة باسمه كمرشح لحزب quot;الاتحاد من أجل حركة شعبيةquot;.


لم يمر تعيين هذه القاضية في المنصب من قبل ساركوزي لوحده، بل صودق على القرار خلال المؤتمر الاستثنائي للحزب المنعقد الأحد المنصرم في بورت دو فيرساري بفرنسا.
كانت رشيدة ذاتي بدأت تتسلق المراتب، فجاء اسمها ضمن quot;هوز هو إن فرانس 2007quot;، كتاب يتضمن أشهر الشخصيات الفرنسية.


عملت هذه القاضية في مجموعة quot;لاكارديرquot; ثم quot;إلفquot;، ولدت في العام 1966 بفرنسا من أب كان يعمل في البناء، تربت رفقة 12 أخ. شقت المغربية طريقها إلى النجاح باعتمادها على قدراتها واجتهادها، كلفت في وزارة الداخلية التي يشرف عليها ساركوزي حاليا، بمشاكل الاندماج. كان الوزير يعول كثيرا على فرنسية من أصول مغاربية لحل مشاكل الاندماج في ضواحي المدن الفرنسية. سؤال شغل فرنسا كثيرا بعد انتفاضة الضواحي بباريس قبل أزيد من سنة. دافعت على هذا المنصب مشددة على أنها quot;مكلفة بالوقاية من الانحراف والإدمان، هنا بفرنسا ليس العرب من يكلف بمشاكل العربquot;.


منصبها المهم والحساس جلب لها مشاكل، دفعت بمسؤولين إلى التعليق أن تعيينها اهتمت به الصحافة، وليس الفرنسيونquot;، حسب ما نقلت مجلة quot;لوجورنالquot; الأسبوعية.


تشدد رشيدة داتي على تحسين صورة بلدها المغرب، رغم أن خدماتها لم تكن ترض الدولة quot;المغرب لا يستدعينا ولا يلجأ إليها. سمعت دائما، من قبل الجهات العليا للدولة، أنه مرحب بنا في بلدنا. طالما أنه لا يوجد خطاب مناقض لهذا الخطاب، فسأستمر في وضع رجلي على باب المغربquot;. تستمر رشيدة في الاهتمام بقضايا مواطنيها الفرنسيين والمغاربة على حد سواء.


المغاربيون أضحوا حاضرين في قيادات الأحزاب الفرنسية، أحيانا بفضل كفاءياتهم وأحيانا كديكور يؤثت المشهد العام، وخير نموج للعينة الثانية، الفرنسي ذو الأصل الجزائري فريد بوجلال، قيادي في حزب الجبهة الوطنية، الحزب اليميني المتطرف الذي يرأسه جون ماري لوبين.
[email protected]

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاحد 21 كانون الثاني 2007