رسالة باريس دrlm;.rlm; أحمد يوسف، الأهرام
rlm; لعل اهم ما يميز الانتخابات الفرنسية القادمة هو الاختلاف الشديد في شخصيات المرشحين الرئيسين من الرؤساء السابقين فأحدهما سيدة والثاني ذو أصول يهودية مجرية والاثنان ينتميان لجيل ما بعد الحرب العالمية الثانية وهو في حد ذاته يدخل فرنسا والفرنسيين الي عصر جديد تنتهي معه الكلاسيكية السياسية باختلافها اللوني ديجولي او ميتراني وهي كلاسيكية مريضة بداء استقلالية القرار السياسي الفرنسي عن اوروبا وعن الولايات المتحدة معاrlm;.rlm;
لكن انتخابات الرئاسة لهذا العام تتميز أيضا ببروز الاهتمام بجاليات تدخل الساحة السياسية عبر صندوق الانتخابات لأول مرة بشكل منظم ومنها الجاليات المصرية والأرمنية وهو ما يفسر الدعوة التي وجهها نيكولا ساركوزي مرشح الرئاسة الفرنسية للمصريين المتجنسين وأيضا اعضاء من رابطة المصريين بفرنسا في اجتماع للتهنئة بالعام الجديد ولكن لم يفت علي المراقبين ملاحظات ثلاث شديدة الأهميةrlm;:rlm;
rlm;1rlm; ـ ان الدعوة موجهة للمصريين فقط وبمعني ادق الذين لهم حق التصويت عنهمrlm;.rlm;
rlm;2rlm; ـ مكان الدعوة وهو مقر الحزب الحاليrlm;.rlm;
rlm;3rlm; ـ الشخصيات التي قامت علي الاعداد لهذا اللقاء وهم عبد الرحمن دحمان السكرتير العام المختص بشئون المهاجرين بالحزب الحاكم وهو جزائري الاصل وله تاريخ طويل في العمل السياسي بفرنسا وخاصة في مجال نشر الديمقراطية ومسيو بوريس بو الون مستشار ساركوزي الدبلوماسي وهو شاب مثير للدهشة بلغته العربية المصرية الصافية والمهندس المصري المقيم بفرنسا رزق شحاتة وهو ذو صلة وثيقة بالعمل الاجتماعي المصري في باريسrlm;.rlm; والواقع ان المصريين يجدون أنفسهم في ساحة سياسية جديدة عليهم وليس لديهم بعد ثقافة اللوبي ولا فكر التجمع من اجل مصالح مشتركة ومازال يغلب علي تجمعاتهم القائمة المصالح الفردية وعدم الاتصال الحي المباشر مع الواقع الفرنسي او يظل اغلبهم محصورا ـ عدا اقلية محدودة ـ داخل الاطار المصري رغم اقامته سنوات طويلة في فرنساrlm;.rlm;
ولكن خطوة ساركوزي تجاه المصريين قد تدفع الجميع الي تغيير كبير في اسلوب التعامل فيما بينهم اولا ثم في التعامل مع المجتمع الفرنسيrlm;.rlm; واذا كان الرقم المعلن لعددهم هو نحوrlm;150rlm; ألف مصري وهو الرقم الوارد في خطاب ساركوزي نفسه فإنه من الملحوظ انهم مهتمون هذه المرة بالانتخابات وإن إقبال ساركوزي عليهم يعادله حماس من طرفهم كان واضحا في اللقاءrlm;.rlm; وغزل ساركوزي للمصريين يأتي لأنه معني بصفته وزيرا للداخلية وللأديان بفرنسا ولانه معني بالشأن الاسلامي ولأنه اخيرا تحوطه شبه عداء للعرب وللمسلمين بعد احداث الضواحي من ناحية وبعد تصريحاته المتكررة في تأييد اسرائيل من ناحية أخريrlm;.rlm;
فخطوة وزير الداخلية والمرشح للرئاسة هي سباحة ذكية عكس التيار يكشف عنها الاعلان الوشيك لتعيين شابة فرنسية من اصل جزائري متحدثة باسم حملته الانتخابيةrlm;.rlm; فوزير الداخلية يعلم ان كل صوت له قيمته في معركة انتخابية شرسة ستحسب الاصوات فيها وتوزن بميزان الذهب وتشير بعض التوقعات ان يكون مصير الفائز في هذه الانتخابات معلقا علي عدة آلاف من الاصوات فقطrlm;.rlm; وكان الخطاب الذي ألقاه بالنيابة عن ساركوزي مستشاره الدبلوماسي بوريس بوالون زاخرا بالمفاجآتrlm;.rlm;
العلاقات الفرنسية المصرية
قال ساركوزي ان قدر مصر وفرنسا هو أنهما مرتبطتان بدور تاريخي تلعبانه لايجاد حلول للمشاكل الدولية سواء كان في مجال مكافحة الارهاب او الطاقة او الهجرة غيرالمشروعة او الجريمة بكل أشكالها وصولا الي انتشار الاسلحة النووية والتلوث وغيرهاrlm;.rlm;
وقال وزير الداخلية إن علاقات مصر وفرنسا قديمة وتاريخية وإنه يعتزم مواصلة استثمار هذا الميراث المشترك المصري الفرنسي إذا فاز بالرئاسةrlm;.rlm;
صديق إسرائيل ولكنrlm;..rlm;
قال الوزير الفرنسي إن صداقتي لإسرائيل معروفة فأنا صديق لها ولكن هذه الصداقة لن تمنعني من انتقادها كما فعلت عندما ضربت لبنان فالاستخدام المفرط للقوة وبناء المستوطنات لا يساعدان علي اقامة السلامrlm;.rlm; وقالrlm;:rlm; إن احدا لا ينبغي ان ينسي حقيقة ان احتلال ارض شعب لا يجعل هذا الشعب يتنازل مهما تحمل من صعابrlm;.rlm;
وكشف ساركوزي انه اذا فاز فإنه لن يتبع سياسة فرنسا العربية الديجولية المعروفة وإنما ستكون لفرنسا سياسة مع الشرق الاوسط وسياسة مع الخليج وسياسة مع المغرب العربي تنبع من المصالح الخاصة الفرنسية وهي سياسات لن يكون لفرنسا فيها وحدها دور بل بالتنسيق مع اوروبا والولايات المتحدةrlm;.rlm; وقال إن فرنسا ستكون لها سياسة شاملة في هذه المنطقة الحيوية من العالم تنبع من مصالحها الحيوية وهي سياسة لها هدفانrlm;:rlm;
rlm;1rlm; ـ الاستقرارrlm;,rlm; ولكناستقرارا دون ديمقراطية سيكون استقرارا زائفا ولكن لا ينبغي فرض هذه الديمقراطية المحمولة جوا علي الطريقة الأمريكية ولكن يجب أن يواكب العملية الديمقراطية التطور الداخلي للمجتمعات والشعوبrlm;.rlm; وأضاف أنا سعيد بالعملية الديمقراطية في مصر فهي تسجل تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة وهي عملية لن تعود للوراءrlm;.rlm;
rlm;2rlm; ـ الدفاع عن المصالح الحيوية لفرنسا وخصوصا المصالح الاقتصادية حيث يبلغ حجم التصدير الفرنسي مع العالم العربيrlm;6%rlm; من حجم التجارة الخارجية الفرنسية وهو لا يمكن الاستهانة به خصوصا في مجال الطاقةrlm;.rlm;
العراق وكارثة اسمها إيران
قال ساركوزي في خطابه أمام المصريين إنه بعدrlm;3rlm; أعوام ونصف علي التدخل الأمريكي في العراق فإن التوازن والأمن في الشرق الأوسط أصبح أقل ضمانة الآن عنه فيما سبقrlm;.rlm; وهذه ملحوظة خطيرة من جانب ساركوزي المعروف بأنه صديق الولايات المتحدة بل إنه يري المشكلة الحقيقية في أن ضعف العراق أطلق يد إيران في المنطقةrlm;.rlm;
الاهتمام بالثقافة وباللغة الفرنسية
وقال ساركوزي لفرنسا ولمصر تاريخ ثقافي طويل وعشق خاص للثقافة قلما نجده في مناطق أخري من العالمrlm;.rlm;
وقال ساركوزي إنه سعيد لأن اللغة الفرنسية مازالت لغة النخبة المثقفة في مصر وإن هناك مدارس فرنسية عديدة في مصرrlm;.rlm;
هذه النقاط المختلفة في خطاب مرشح الرئاسة أثارت إعجاب أغلب أبناء الجالية الذين تمت دعوتهم وأغلب الظن أن اللغة العربية التي ألقيت بها كلمة مرشح الرئاسة لعبت دورا في التأثير علي عواطف الحضور ولعل هذا مقصود في حد ذاتهrlm;.rlm;
التعليقات