خسرو علي أكبر: يبدأ الطلاب موسهم الدراسي الجديد في افغانستان ابتداء من الاسبوع الحالي مع جملة من المشاكل والصعوبات، فحسب احصائيات وزارة المعارفquot;وزارة التربية والتعليمquot;يتجاوز عدد طلاب المراحل الابتدائية والمتوسطة والاعدادية 6 مليون طالب وطالبة، ويسجل ارتفاعا كبيرا بالمقارنة مع الأعوام الماضية، رغم ذلك تعترف الوزارة أن ستة ملايين اخرين لم يستطعوا ادامة تحصيلهم الدراسي او التسجيل في المدارس بسبب مشاكل عديدة، اقتصادية في أغلب الأحيان.


وتعتبر الأمية من المشاكل الاساسية التي يعاني منها المجتمع الأفغاني وهي منتشرة وبارقام كبيرة بين الناشئة والشباب،وترتفع نسبة الأمية بين الأناث بسبب الحروب الداخلية التي شهدتها البلاد في تسعينات القرن الماضي، يضاف الى ذلك النظرة الدونية لجماعة طالبان للمرأة وحرمانها من حقوقها في التعليم،.

وتضطر الاف العوائل الافغانية وبخاصة العائدة من باكستان الى دفع أبنائه بدلا عن الدراسة ا للعمل في الأسواق مزارع الافيون ومصانع الهيروئين.

وتشير الصحف الأفغانية الى وجود أكثر من مليون طفل افغاني يتيم، فقدوا لآياءهم في الحروب الأهلية في السنوات الاخيرة، وليس متاحا لهؤلاء اليتامى شق طريقهم الى المدارس، بسبب وضعهم المادي السئ للغاية.

وقد شرعت الحكومة الافغانية ببناء مدارس جديدة وتعديل فقرات في القوانين المرتبطة بالتعليم من أجل مكافحة الأمية، الا انها لم تكن بالمستوى الذي يحد من ظاهرة الامية، اذ ان الميزانية التي تحتاجها وزارة التعليم تقدر بملياري دولار،ووجهت الحكومة الافغانية نداء للمنظمات الانسانية والخيرية لدعمها في تأمين هذا المبلغ، ولم يحظ النداء باهتمام كبير.
تشير نيلاب احمد وهي معلمة من اقليم ازركان الى جانب من هذه المأساة:quot;العالم جعلنا موضوعا دسما لمطاردة الارهبي المجرم بن لادن وعصابته من المجرمين، المهم هو ان ساحة المطاردة تتم في افغانستان ويبدو اننا لانستطيع ان نتطرق الى المشاكل الاجتماعية بحجمها الحقيقي ومنها مشكلة التعليم كي لايقال ان المشروع الاميركي قد فشل في افغانستان، هناك أكثر من مليون طفل يتيم وستة ملايين طالب وطالبة محرومون من التعليم، نحن نعيش في بلد يصدر ماقيمته اكثر من عشرة مليارات دولار من الافيون ومايثمن بمليارات الدولارات من التحف والاثار الفنية المهربة، لكنه يمد يد الاستجداء للعالم من اجل ملياري دولار لانعاش حقل التعليم !quot;.
وفي مكالمة هاتفية تحدثت زهراء سعيدي وهي معلمة مقيمة في كابول لايلاف عن جانب من مأساة التعليم quot;المشكلة ليست في نسبة الذين لم يجدوا طريقا الى المدارس وانما تشمل الوضع الصحي للمدارس نفسها، مئات المدارس خصوصا في المناطق النائية هي عبارة عن خيمة مهترئة ولوح خشبي بائس بمثابة سبورة وبساط يجلس عليه الطلاب، أحيانا تحت ظلال الاشجار وفي أماكن كانت مهجورة بلا ابواب ونوافذquot;.

كريم شريفي، افغاني مقيم في باريس :quot;لا اعتقد ان البلد سوف يشهد تطورا وتقدما ان لم تهتم الحكومة الافغانية والمؤسسات المستقلة والاعلام ايضا بتحسين حقل التعليم، كيف يمكن أن نتحول بهذه لنسبة العالية من الأمية الى مجتمع صناعي؟لقد تبرعت منظمة اليونسيف بستة ملايين دولار لدعم الطلاب في شراء اللوازم القرطاسية، ولكن هل هو الرقم الذي يمكنه ان يحل معضلة التعليم؟هل كان المجتمع الدولي بمستوى المسؤولية؟كثير من الحملات التي يشنها الارهابيون القتلة من جماعة بن لادن والقاعدة تستهدف المدارس تدميرا وحرقا،وهي احداث تتناقلها وسائل الاعلام العالمي ولكن لا أحد يفكر بالطلاب الذين سيضطرون الى التوقف عن الدراسة بسبب الارهابيين.

خسرو علي اكبر