ثلاثة انتحاريين يهزون حيا شعبيا هادئا في الدار البيضاء

محمد شاكر من الدار البيضاء (المغرب): هز ثلاثة انتحاريين الثلاثاء حي فرح الشعبي الهادئ في مدينة الدار البيضاء المغربية، ما ادى الى مقتل شرطي وجرح طفل وبث موجة من الذعر بين السكان.
وخلال عملية شنتها الشرطة على مبنى قام رجل يعتقد انه ارهابي بتفجير نفسه وقتل الثاني قبل ان يتمكن من تفجير حزامه الناسف. ونجح ثالث في الفرار لكنه فجر نفسه بعد ظهر الثلاثاء.
واعلنت الشرطة انها طوقت ليل الاثنين الثلاثاء بناء من طابقين في حي الفداء، كان يختبىء فيه اربعة يعتقد انهم على علاقة بعملية انتحارية استهدفت قبل شهر مقهى للانترنت في احد احياء العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية.
وصرح معاون قائد شرطة المدينة للصحافيين ان quot;الشرطة كانت تلاحق ثلاثة رجال كانوا يخططون لتنفيذ اعتداءات في الدار البيضاء وحاصرت طوال الليل المنزل الذي تحصنوا فيهquot;.
وتابع ان انتحاريا خرج قرابة الساعة 00،5 بالتوقيت المحلي (00،3 تغ) وهو يحمل سيفا وحزاما ناسفا وهدد رجال الشرطة بتفجير نفسه، فقتلوه بعد ان اطلقوا عيارات تحذيرية.
وكانت قطع الزجاج متناثرة في الطابق الاول من الشارع رقم 47 بينما احدث الانفجار فجوة في احد جدرانه. وبدا رأس الانتحاري الذي فصل عن جسده على شرفة المنزل بينما توزعت اشلاء بشرية على الجدران.
وقال محمد الرجل السبعيني الذي يقيم في الحي الذي يتوجه كل صباح الى المسجد العباسي للصلاة quot;شاهدت ضوءا ازرق قويا وسمعت دوي انفجار ولم اعد اعرف اين اناquot;.
ولدى سماعه دوي الانفجار صعد انتحاري ثان على سطح مبنى مؤلف من طابقين حيث كان يختبىء ثم قفز الى سطح مبنى مجاور وفجر نفسه.
واكد عبد الكريم، احد سكان المبنى الذي يتألف من طابقين quot;وجدت نفسي وجها لوجه معه واشهر سلاحا ناريا وهددني بالموت (...) وبعد ذلك وقع انفجار قوي هز الحيquot;.
وقالت الشرطة ان الشخص الذي قتله رجال الامن فجرا هو محمد منتالا المعروف باسم وردة والانتحاري الذي قتل صباحا كان محمد الرشيدي البالغ من العمر 37 عاما، موضحة انهما ملاحقان بتهمة الانتماء الى خلية ضالعة خصوصا في قتل شرطي في الدار البيضاء في 2003.
وكان محمد الرشيدي يستأجر منذ شهرين شقة من غرفتين في الطابق الاول من المبنى. وقالت صاحبة الشقة سعدية لوكالة فرانس برس قبل ان تطلب الشرطة شهادتها quot;كان علي ان اطلب وثائق شخصية منه لكنه وصل مع زوجته وابنته فشعرت بالثقة بهquot;.
واضافت انها استفاقت ليلا بسبب ضجة غير عادية ورأت الرجل في الشارع مع شخص آخر. واوضحت quot;بدأت اشك به منذ ايام عندما قام بتغطية نوافذ الشقة باوراق واقمشة ولم يكن ينام ليلاquot;.
وقد تمكنت زوجة الانتحاري وابنته من الفرار اذ اعتقدت الشرطة انهما من السكان الفارين من الانفجار.
واكدت زينب (25 عاما) انها سمعت اطلاق نار ودوي انفجار. واضافت quot;اعتقدت انها قارورة غاز ثم نزلت الى الشارع لكن الشرطة طلبت مني العودة الى منزلي واغلاق كل الابواب واطفاء الانوارquot;.
واكد طبيب شرعي ان quot;الانفجار اقوى من الانفجار الذي وقع في 11 آذار/مارس وقد نجم عن قنبلة يدوية الصنعquot;.
وبعد الظهر وبينما استمر الطوق الامني المفروض على الحي نفسه، قتل مفتش في الشرطة عندما فجر انتحاري ثالث نفسه على بعد 150 مترا من الانفجار الاول.
واثار هذا الانفجار موجة من الذعر بين السكان وتسبب في مقتل مفتش للشرطة وجرح شرطي آخر وطفل.
وقالت الشرطة انه quot;العضو الرابع في المجموعة التي كانت تلاحقها الشرطة في اطار التحقيق في اعتداء 11 اذار/مارس في مقهى انترنت بالدار البيضاءquot;.
واوضحت ان الانفجار الثالث وقع عند الساعة 05،19 في حي فرح بمدينة الدار البيضاء.
واوضح المصدر لوكالة فرانس برس ان الانتحاري كان بين مجموعة من المارة تجمعوا على ارصفة مجاورة للمكان الذي وقع فيه الانفجاران السابقان.
واضاف ان الانتحاري توجه الى حيث كان يقف مسؤولون وفجر العبوة التي كان يحملها ما ادى الى جرح شرطيين وموظف في دائرة الشرطة وشاب وامرأة.
وفي 11 اذار/مارس فجر عبد الفتاح الرايضي العبوة التي كان يحملها عندما حاول صاحب مقهى الانترنت الذي دخل اليه توقيفه. وادى الانفجار الى اصابة شريكه يوسف الخدري وثلاثة من رواد المقهى.
وقالت النيابة التي وجهت الاتهام الى 31 شخصا في اطار التحقيق في اعتداء 11 اذار/مارس ان المقهى الذي وقع فيه الانفجار لم يكن هدفا للارهابيين الاثنين وانهما دخلا اليه للحصول على تعليمات جديدة من القادة.