علاقات الحب بين الشرقيين والأوروبيات: عالم يحفل بالمتناقضات!
هناك من لجأ إلى العرافين وألاعيبهم من أجل إرجاع حبيبته

نزار جاف من بون: أول ما يتبادر إلى ذهن الشاب الشرقي وهو يشد الرجال إلى بلاد ذوي quot;العيون الزرق والشعر الأصفرquot;، هو صورة تلك الفتاة التي ترتمي بين أحضانه لترتوي أحاسيسه الدافئة التي رضعت سنينًا طوال من أشعة الشمس الحارة. والکثير من الشبان الشرقيين لا سيما أولئك الذين يحملون قسطًا من الثقافة، ولهم إطلاع على الوضع القلق للمجتمعات الغربية بشکل عام، يتصورون أنه سيکون بمقدورهم أن يحظوا بسهولة بفتاة مناسبة تذوب وجدًا فيهم و تصبحlrm;quot;إشارةquot;من إصبعهم. لکن القصة تبدأ منذ تلك اللحظة التي يبصر فيها نظرات في العديد منها معاني الإزدراء و الإحتقار، هذا الشرقي القادم من بلاد الشمس المحرقة، يصطدم بصلافة تلك الفتاة الغربية التي تأبى أن تجلس إلى جانبه في الحافلات أو قطارات الأنفاق أو حتى في الأماکن العامة لا سيما هو يرى أن لا مکان للجلوس سوى على المقعد الذي إلى جانبه لکنها مع ذلك تفضل مشقة الوقوف على راحة الجلوس إلى جانب رجلذي quot;شعر أسودquot;.

القصة تبدأ أساسًا من الإختلاف، إختلاف يتجلى في کل شيء، يبدأ من الاسم والبشرة واللون لينتهي بالقيم والعادات والتقاليد. الشرقي المشرئب بقيم مجتمعquot;سيادة الرجلquot;، لن يکون عليه سهلاً أبدًا أن يتقبل ببساطة فکرة المرأة المتحررة من کل شيء والتي لا تساويه فقط وإنما قد تترجح کفتها عليه في کثير من الوجوه.

أنت لي!

أنت لي، قالها نزار قباني في واحدة من قصائده، وهي عبارة تحمل في ثناياها معاني بليغة ومعبرة لحب السطوة والتملك لدى الرجل، إنه يريد إلى جانب بذلته وسيارته وعلبة سيکارته، إمرأة خاصة به، له وحده، تذوب فيه وجدًا وتتحطم لو جفاها يومًا. هکذا بدأ بالکلامquot;أ. بquot; العراقي الذي قدم إلى ألمانيا منذ أکثر من عشر سنوات، لقد قال: quot;ليس الأمر بيدي، أنا لا أتمکن من تقبل فکرة أن تفکر المرأة التي تعيش معي تحت سقف واحد برجل آخر. أنا أريدها لي فقط ليquot;. وروى قصة حب تراجيدية جمعته بفتاة ألمانية کانت quot;متيمةquot; به في البداية ثم وبعد أنquot;شبعتquot;منه بحسب تعبيره، quot;لبستهquot; أي أهمتله بالتعبير العراقي الدارج. وحين سألته عن السبب الذي دفعهما للإختلاف ومن ثم الإفتراق، قال والحزن يغلب على کلامه: quot;المراقص والحفلات والمناسبات التي لا تنتهي وکذلك إعتدادها الأکثر من اللازم بنفسها مع مصاريفها الکثيرة الملقاة في أغلب الأحيان على جيبي المتعب، مع شعورها بالسأم من نصائحي المتکررة لها. وقاطعته متسائلاً، وهل تزوجتها؟ أجاب: quot;عرضت عليها الزواج لکنها إشترطت علي أمورًا کثيرة کان أبسطها أن أنسلخ من جلدي کعراقي!quot;

کذب المتنبئين و دجل العرافات!

لکن القصة تختلف معquot;ف. بquot;من العراق أيضًا، إذ إنه وبعد قصة حب جارفة جمعته لعدة سنين بفتاة روسية متجنسة في ألمانيا، ترکته ذات يوم ومن دون أي سبب وهددته إن إقترب منها! صاحبنا هذا بدأ يضرب أخماسًا بأسداس حتى تفتق ذهنه عن فکرة هي بالأحرى مسوغ يواسي به نفسه لهجرانها له، لقد تصور صاحبنا المسکين أن ثمة quot;حاسداquot;وquot;عاذلاquot;من أصدقاء السوء قد عمل quot;سحرًا أسودquot; وجعله أسود کالفحم في نظرها! والقصة لا تنتهي هنا، بل تتخذ مسارًا آخر، إذ يشرع هذا المتيم في الإتصال بمعارفه في العراق ليذهبوا إلى النجف ليتصلوا هناك بعراف له خبرة في فك طلاسم السحر الأسود کي تعود بعدها فتاته إلى أحضانه، وجرب ذلك وجرب حتى سحر الباکستانيين والهنودودجلهم في سبيل ذلك، ويقول إنه ولمجرد لقائه باکستانيا يعمل في مجال quot;العرافةquot; فقد کان عليه أن يدفع 100 يورو، وأکد أنه قد صرف حتى الآن أکثر من خمسة آلاف يورو في هذا السبيل لکن من دون نتيجة. وقال إنه سيستمر حتى يبدد هذا السحر الأسود الذي دمر سعادته!


يانا.. قالت لنکن أحرارًا و قلت لم لا؟

أما منصور مقدسي من طهران، فيروي لنا قصته من زاوية تدعونا إلى ملاحظة أنه بات أقرب من السابقين في فهم أصول اللعبة. يقول مقدسي: quot;بدأت علاقتي بيانا في الجامعة، وقد کنت بحاجة ماسة إليها لقد ساعدتني على تکوين نفسي وإتمام دراستي وکانت لي أکثر من مجرد عون، وحقيقة أحببتها بقوة وبمنتهى الصدق، لکنني وبعد التخرج لاحظت إمارات الضجر والسأم على محيا يانا، کما بدأت الخلافات الصغيرة تکثر بيننا يوميا، والحق ولأنني کنت مدينًَا لها بالکثير لم أجد من الشهامة والرجولة أن أتخلى عنها، رغم أنها کانت تثير التوتر في کياني، حتى جاء اليوم الموعود ومن دون مقدمات وبينما کنت أتهيأ للخروج إلى العمل فاجأتني يانا وهي تطرح علي مشروعًا مصيريًا بمنتهى الشفافية عندما قالت: quot;لم لا نکون أحرارًاquot;، وبادرتها quot;ولم لا، لنکن کذلكquot; فقالت بمنتهى الوضوح: quot;إذن أتمنى لك السعادة لقد کنت سعيدة معك لفترة طويلةquot;.

دونجوان من دمشقوعاشقة من براغ

أما الدونجوان السوري quot;ن. بquot;، فقد قال: quot;منذ البداية کنت أعلم بأنه لا مستقبل لأي علاقة حب بين شاب شرقي وفتاة أوروبية خصوصًا إذا إنتهت بالزواج، ذلك أن هذا الزواج يحمل في داخله الکثير من أسباب فشله، ولذلك سلکت الدرب الأصح و الأکثر واقعية وهو إقامة علاقة حب لأغراض عاطفية ـ غريزية في آن واحد، من دون أن أذهب بعيدًا في أحاسيسي ومشاعري

سيسيل
العاطفية، والحقيقة أن نماذج مثل قيس وليلى وجميل وبثينة وروميو وجوليت قد صاروا في ذمة التأريخ ولا وجود لهم في الحاضر، ثم إستدرك ليقول: quot;الفتاة الأوروبية التي أقيم معها علاقة في هذه الفترة هي من أصول يونانية وتدعىquot;سيسيلquot;، وقد لا تصدق إذا قلت لك إنني لا أعلم کم رقمها في حياتي إذ هن کثيرات في حياتي ومن الصعب حصرهن. بالمناسبة، هذا الشاب هو وسيم بالفعل ومن النوع الأنيق وquot;الموديرنquot; الذي قد يلائم أذواق العديد من البنات.

أما آلن quot;البلجيکيةquot; التي تعرفت إلى الشاب العراقي آکو، فقد قالت وبکل صراحة: quot;أنا أعشقه وأحب کل شيء فيه حتى عندما يثورquot;، لکن آکو إبتسم وقد بان على محياه شيء من الخجل وقال: quot;إننا مجرد صديقين لکنها تصر على منح علاقة الصداقة في ما بيننا بعدًا آخرquot;.

وهناك أيضًا من يقول شيئًا مغايرًا

عرفان صالح و إيلينا الجيکية أقاما علاقة حب حميمة على الأراضي الفرنسية، وقد قال عرفان: quot;وجدت في إيلينا الإنسانة التي أبحث عنها منذ زمن طويل، وهي تحمل الکثير من مواصفات فتاة أحلامي والشيء الذي اتفقنا عليه هو الصدق و الصراحةquot;، أما إيلينا فقد قالت: quot;أحببت عرفان لأنه شاب صبور و يتحمل الکثير من المشقات وهو مثالي في بناء نفسه وحياته، وقد أعجبت به منذ البداية لأنه يؤمن بحرية المرأة ولا ينظر إليها کمجرد تابع لهquot;. والمثير في الأمر أنهما متفقان على متابعة حياتهما من دون زواج ويقضيان ساعات طويلة معًا في quot;هناء دائمquot;، کما يقول عرفان. وقد قالت إيلينا: quot;منذ البداية إشترطت على عرفان بأن نکون أحرارًا في رفض أحدنا الآخر إذا ما حدث أمر ما وغير من مزاج أحدنا حيال الآخرquot;. أما عرفان فقد قال: quot;صحيح أن هذا الشرط قد يکون ثقيلاً على شاب شرقي لکنني quot;بلعتهquot; لحبي الکبير لهاquot;.

قصص إنتهت بزيجات و...

قصة دانيال الأفريقي وکريستينا الألمانية وأطفالهما الملونين نوعًا ما، قدتكون نموذجًا مثاليًا لعلاقات

كرستينا
الحب بين الشرق والغرب، رغم أن کريستينا تؤکد أن عقلية دانيال هي عقلية مشابهة تمامًا لعقلية الألماني وهو لا يقسرها على شيء وقالت: quot;يومًا بعد آخر، أکتشف فيه أشياء جديدة أنه رجل رائع وهو صادق في مشاعره لا تجاهي فقط و إنما حتى تجاه طفليناquot;. أما دانيال فقد قال: quot;کريستينا عوضتني من کل نساء أفريقيا، والدتي في بلادي کانت تقول لي ليست هناك فتاة ترضيك في کل أفريقيا وقد کانت محقة تمامًا إذ وجدتها في ألمانياquot;، قال ذلك وهو يقبلها برقة.

بيد أن ما جرى للأفغاني quot;شريفquot; والسويدية quot;جينquot;، لم يستمر بالشاکلة نفسها،ذلک أن الإفريقي والألمانية بعد زواج عن قصة حب دامت ثلاثة أعوام إنفصلا بعد العام الثاني من زواجهما الذي أثمر عن طفل تحتفظ به جين وتصر على عدم إفساح المجال لأبيه کي يراه! ويؤکد شريف من أن نفسية جين قد تدهورت بعد الزواج بشکل مفاجئ و باتت تتصور أنه سوف يقتلها أو يعتدي عليها في يوم ما. ويقسم بأغلظ الإيمان أنه حمل ويحمل لها کل الخير والحب لکن المشکلة أنها تصر على تصوراتها quot;الغريبةquot;!

التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاثنين 9 نيسان 2007