محمد قاسم من بغداد: في مدينة الصدر في بغداد ما ان تغيب الشمس حتى يستعد اهل هذه المدينة لما سيحدث في الساعات المقبلة، هذه المدينة التي يتجاوز عدد سكانها الـ(مليوني نسمه) وتعاني من تردي الاوضاع الخدمية بشكل عام فالكهرباء تأتي لمدة ساعتين فقط خلال اليوم والماء غير صالح للشرب واسعار المحروقات في ارتفاع مستمر حتلى تجاوز سعر قنينة الغاز الى(15$دولار) او18000الف دينار ....الى غير ذلك من الاوضاع الصعبة ثم تتعرض يوميا خلال الليل الى قصف بالطائرات من قبل القوات الامريكية التي تعتبرها معقلا لمليشيا جيش المهدي الذي يعتبره الجيش الامريكي الاخطر ضدها في بغداد(حسب تقرير البنتاغون الاخير)
البيوت في هذه المدينة اغلبها ذات بناء قديم لان الفقر وقلة الدخل هي الغالبة على العوائل هناك وياتي القصف الليلي ليزيد في الطين بله كما يقولون ، فالقصف الليلي يستمر طوال الليل واحيانا يبقى الى مطلع الفجر ليستفيق اهلها لكي يحصوا ضحايا الليلية الفائته ويستعدوا لاحصاء ضحايا ليلة اخرى ستأتي وطبعا هذ1ا الحال زاد من التذمر الموجود اصلا لدى الاهالي على الحكومة التي لم تقدم لهم شيء تقريبا ولم تجد نفعاً المظاهرات التي خرجت للتنديد بالقصف الليلي فالحكومة لم تفعل شيئا حيال هذا الامر.حيث ان القوات الامريكية تقدم التعليل نفسه في كل مرة وهو(( استهداف المسلحين )).
قررنا المبيت ليلة تحت هذا القصف الذي باتت قصصه تتكرر كل يوم. فما ان اسدل الظلال غطاءه على المدينة حتى جاءت اصوات الطائرات المروحية فاسرعنا مع مضيفنا نازلين من سطح منزله خشية تعرضنا لرشقة من الرشاش الذي يبدو خرطومه ظاهرا من الطائرة التي تحلق منخفضة. الاطفال تعودوا هذا الصوت لكن صوت اطالاق الرصاص مازال يخيفهم فيعمد اهلم لسد اذانهم بايدهم..
اخبرنا مضيفنا ان الاميركان اطلقوا اسم مدينة غزة على مدينة الصدر وسموا كل معبر منها واليها بذات الاسماء التي تربط غزة باسرائيل وابرزها معبر رفح الذي يربطها بقلب العاصمة بغداد عبر قناة الجيش. ويجد ان القضف اليومي اصبح مبررا يوميا وفق التسمية الاميركية الجديدة.
كان القصف يزداد بطريقة مخيفة وكأننا في جبهة كبيرة فلم نعد نميز اصوات القذائف من اصوات البنادق.. او المتفجرات.. حصلت فترة هدوء ليبرز بعدها صوت صراخ بعيد يشي بمذبحة عائلية.
لم يعد احد يبيت فوق السطح في هذا الطقس الحار. فالكل نزل للاسفل داخلين في حمام من العرق الجسدي منحشرين كل عائلة في غرفة. ويرى مضيفنا ان الغارات الليلية بات تأتي سواء لضرب مطلوبين او او اعتقالهم او للضرب فقط فلم يتم اعتقال احد بل القتل فقط ومعظم المعلومات ـاتي من جانب كيدي.
في اليوم الثاني سالت احد الشباب وهو رب اسرة من اهالي مدينة الصدر عن القصف الليلي فقال:لم تسجل أي حالة قتل الى أي من الشخصيات المعروفة اوالقيادية جيش المهدي خلال القصف الليلي وانما هم من الناس العاديين وبينهم نساء واطفال غالبا بل حتى الاعتقالات التي تجتاح مدينة الصدر قبل واثناء القصف الليلي لم ينجح في القبض على الشخصيات المهمة من جيش المهدي بل يشمل شباب عاديين واغلبهم طلاب اكاديميين. فقد تم اعتقال الشيخ قيس الخزعلي خارج مدينة الصدر بل خارج بغداد وكذلك تم اعتقال الشيخ عبد الهادي الدراجي خارج مدينة الصدر في منطقة البلديات وغيرهم من القيادات المهمة في جيش المهدي
اما كاظم الذي تعرض لمداهمة بيته من قبل الامريكان يقول: فوجت في احدى الليالي ان اوقضني احدهم بواسطة وكزي بشي حديدي على ظهري فاستفقت فكان جندي امريكي بكامل تجهيزاته العسكرية يامرني بواسطة الصياح ان انهض فنهضت فقيدني رفاقة ووضعوا كيس في رأسي فتشاهدت وتهيأت للموت او الاعتقال طويل الامد وبعد ان قفزوا من خلال بيتي الى بيت جيراني رجعوا الي ورفعوا الكيس من راسي واعطوني صورة شخص لا اعرفه وسالني المترجم : هل تعرف هذا الشخص فقلت له:لا لااعرفه.. فارجعوا الكيس على راسي ثم بعد نصف ساعة انصرفوا وتركوني على هذا الحال فجائت اختي وفكت وثاقي ورفعت الكيس من رأسي.
اما ابو هادي الذي يرتدي نظارات طبية فقد قال:لكون مدينة الصدر هادئة نسبيا عدا بعض المفخخات التي حصلت سابقا لكنها بشكل عام مستقرة ولهذا السبب تقوم القوات الامريكية بقصف هذه المدينة في كل ليلة لكي تتساوى بالموت والدمار مع باقي المدن والمناطق في بغداد. واضاف متسائلاً وهو متذمر جدا : هل توجد فقرة في الدستور الذي صوتنا علية تبرر هذا القصف اليومي خلال الليل؟؟وهل يوجد في الدستور مايُبرر سكوت الحكومة على مثل هذه الامور؟؟ انما هي امريكا تضرب الضعيف لتثبت قوتها امام الاخرين.
اما المناطق التي لا يشملها القصف الليلي فهي مشمولة باصوات المفقرعات والصوتيات واصوات انفلاق الصواريخ والقنابل على البيوت في المناطق الاخرى كما ان خرق جدار الصوت من قبل الطائرات خلال الليل يجلب الخوف والفزع في نفوس النساء والاطفال الذين يرمون انفسهم في احضان امهاتهم لدى سماعهم أي صوت عالي.واليوم الاطفال يخافون من حقيقة الامريكان اكثر مما يخافون من خرافة(السعلوه ).
التحقيق منشور في ايلاف دجتال يوم الاربعاء 13 حزيران 2007
التعليقات