تل أبيب: عندما وصل آدم إلى قرية quot;يمين أورديquot; للنشء في إسرائيل وعمره 17 عاما في يونيو 2006 كان مذعورا، وكان ذلك يمثل نهاية رحلة وبداية أخرى.
وكانت معاناته قد بدأت قبل 4 سنوات عندما أغارت ميليشيا الجنجاويد الموالية للحكومة السودانية على قريته في دارفور مما دفعه إلى الهروب فرارا بحياته.
وظل آدم يتنقل من قرية إلى أخرى حتى وصل إلى مصر.
ويقول آدم quot;ذات ليلة في سيناء رأيت أنوار إسرائيل المتلألئة فعبرت الحدود، وألقي القبض علي حيث تم إرسالي إلى أحد الكيبوتساتquot;.
وفي ذلك الوقت شدت حكايته اهتمام الدكتور شايم بيري، البالغ من العمر 66 عاما وهو مدير قرية quot;يمين أورديquot; ، والذي رتب انتقال آدم إلى القرية.
وحاليا وبعد مرور عام ينتظم آدم، وهو مسلم، في دراسته.
ويقول الدكتور بيري quot;ليس من الضروري أن يكون الأطفال هنا من اليهود، ولكن كل الأطفال الذين يصلون إلى إسرائيل في صميم اهتمامناquot;.
وتابع قائلا quot;إن القرية تحاول أن تعيد للأطفال كرامتهمquot;.
وخلال الـ54 عاما الماضية كانت مهمة قرية quot;يمين أورديquot; هي توفير الملاذ الآمن للنشء، ويوجد بها حاليا نحو 500 من صغار السن من نحو 20 دولة من بينها السودان وغينيا والصين وجميعهم له حكاية مثل آدم.
أسرة واحدة
وتقع القرية على قمة جبل الكرمل وتحمل إسم أوردي لاحياء ذكرى أوردي تشارلز الضابط البريطاني الذي قام بتدريب المنظمات السرية اليهودية في الثلاثينيات، ويوفر المركز الملاذ والتعليم ومهارات الحياة لليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عاما.
ويقول الدكتور بيري quot;إننا أسرة واحدة، ونحن لا نطالب من ينهي فترة الاعداد بالمغادرة وإن كان واحد فقط من كل 10 يفضل البقاء ونحن نرحب بمن يرغب في العودة، وهناك من يعود للزواج من هنا أولالقاء السلام.
ويبدو الطابع الثقافي المتنوع جليا في القرية حيث يجلس الأطفال من كل نوع ولون ودين متجاورين في قاعة الطعام أو لتلقي الدروس.
ولكن الدكتور بيري يؤيد سياسة دولة إسرائيل الرافضة لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين ويقول quot;إننا نستقبل الأطفال المسلمين هنا ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن هناك واقعا جديدا، ونحن هنا نعيد توطين اللاجئين من كل أنحاء العالمquot;.
وتقول سوزان ويجل المسؤولة بالقرية quot;إن مهمتنا هو نقل هؤلاء الأطفال من هامش المجتمع إلى صدارته، ونتوقع منهم رد الجميل للمجتمعquot;.
وتعتمد القرية ماليا على التبرعات من كل أنحاء العالم وهي مزودة بمدرستين ومعامل علوم وكمبيوتر وحمام سباحة وصالة للألعاب الرياضية ومعبد يهودي.
كما أن هناك أيضا متجرا صغيرا ولكن للأطفال حرية الذهاب إلى المنطقة التجارية في حيفا القريبة.
ولكن القرية لم تكن آمنة في صيف 2006 من صواريخ حزب الله.
وتقول ويجل quot;أغلب العاملين في القرية والمئات من خريجيها حاربوا في لبنان، وقد قتل اثنان من الخريجين الأثيوبيين هناكquot;.