خسرو علي أكبر:زينت اشجار الميلاد شوارع وسوح العاصمة الايرانية طهران ، خصوصا في الأحياء التي تسكنها الطائفة الارمنية مثل شارع ميرزا كوجك وشارع قائم مقام و ، وشكلت مشاهد الاحتفال ظاهرة ملفتة للنظر بالمقارنة مع الاعوام السابقة ، ، ومن مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية الاقبال الكبير على محلات بيع الزهور ومحلات بيع الحلويات ، وازدياد محلات بيع الهدايا المخصصة لهذه المناسبة ، ويشارك المسلمون الاقلية الارمنية أفراح هذه المناسبة بتقديم التهاني والهدايا ، خصوصا وان الارمن يحتلون مكانة بارزة في المجتمع الايراني نظرا لاسهامهم الكبير في الساحة الفنية الايرانية ودورهم المهم في مجال العمارة والموسيقى والفنون التشكيلية.
ووقف بابا نوئل في واجهات المحلات محييا المارة بابتسامته وتلويحة يده ، وقد عرضت عشرات المحلات أشجار عيد الميلاد الكريسماس للبيع اضافة الى الزخارف الملونة وهدايا تقليدية تم توظيفها لهذه المناسبة.
فاطمة سردار مواطنة ايرانية كردية مقيمة في طهران قالت لايلاف أن أعياد الكريسماس اكتسبت هذا العام اهتماما أكبر بالمقارنة مع الأعوام الماضية لأنها جاءت متزامنة مع أعياد أخرى كعيد الأضحى وعيد الغدير وعيد ليلة اليلدا ،وهذه المناسبة تجعلنا نفكر بتقديم التهاني لاصدقائنا المسيحيين والأرمن ، بالطبع لايمكن مقارنة احتفالات رايس السنة الميلادية في ايران مع بلدان اوربية اخرى ولكن الحقيقة الواضحة ان الاهتمام بهذه الاعياد يتضاعف بين الايرانيين عاما بعد عام quot;.
في محل بيع الهدايا في شارع ميرزا التقت ايلاف برجل دين شاب وسألته عن سبب حضوره وعن مكانة هذا العيد بالنسبة للمسلمين فأجاب قائلا quot; أحضرت معي الى هذا المحل ابني أحمد وهو الان في العاشرة من عمره كي يتعرف الى أعياد مواطنين ايرانيين من غير ديانته وأحاول أن أشرح له نظرة المسلمين واحترامهم الكبير للسيد المسيح باعتباره من الانبياء أولي العزم ، شخصيا أستمتع باقامة علاقات طيبة مع اتباع الديانات الاخرى ، المسيحيون في ايران وأكثرهم من الاشوريين الارمن والاشوريين والكلدانيين ، ولاتوجد احصائيات دقيقة بخصوص تعداد نفوسهم ، الامم المتحدة تقدر ذلك يناير ، مع ذلك تم اعتماد التاريخ الذي يحتفي به المسيحيون في جميع العالم ، مؤرخون ايرانيون يعتقدون ان احتفالات راس السنة الميلادية اقتبسها المسيحيون من الايرانيين اي من عيد ليلة اليلدا اي ليلة الميلاد تحديدا ، ولهذا السبب نلاحظ ان اعياد المسيحيين في ايران ممتزجة بعادات وتقاليد وطقوس من ايران القديمة quot;.
هديه كعبي طالبة جامعية من اقليم خوزستان روت لايلاف حكايتها مع الاعياد الميلادية quot;كان جيراننا من الارمن في مدينة الاهواز يحتفلون بعيد السنة الميلادية الجديدة ، وقد لاحظت ان مناسبات الاعياد لديهم أكثر بكثير من اعيادنا ، وقد انبهرت بالمراسيم التي ينظمونها ،واشد ما لفت انتباهي انهم يتمنون السلام لكل العالم في العام الجديد بعد أن يكونوا قد ودعوا العام الماضي بكل افراحه وشجونه ، وأعتقد أنها أجمل أمنية وأجمل هدية : السلام لجميع العالم ونبذ التعصب ، يسعدني أن أرى اهتما كبيرا باحتفالات السنة الميلادية الجديدة ، كان مشهدا رائعا حينما أضاءت الشموع طهران ودوى قرع أجراس الكنائس في فضاء المدينة ، ويبدو أننا هذه الايام في موسم الأعياد quot;.
في شارع وليعصر قال السيد شهرام صاحب محل لبيع اشجار الزينة والهدايا لايلاف quot; طبيعي ان ترتفع الاسعار بالمقارنة مع العام الماضي الا ان ذلك لم يؤثر كثيرا ، الحمد لله كان هذا العام مربحا بالنسبة لنا ، كنا نتوقع شيئا اخر ، ولكن الايرانيين مصممين على الاحتفاء بالمناسبات العالمية ، من أجل أن نبرهن للعالم أننا شعب يؤمن بالصلح والسلام فذلك يفرض علينا ان نشاركه في احتفالته واعياده ، هذه المناسبات تكسر أطر العزلة على صعيد العلاقات الاجتماعية وعلى صعيد علاقتنا بالعالم quot;.
حسينعلي جعفري قال لايلاف quot;جميل جدا ان نشارك اخواننا المسيحيين أعيادهم ، فهم مواطنون ايرانيون نموذجيون ، قدموا عشرات الشهداء في الحرب المفروضة على بلادنا وقدموا علماء وادباء وفنانين كبار quot;.
واذا كان الايرانيون قد احتفوا بعدة مناسبات في الايام الاخيرة فكيف سيكون استقبالهم لاحتفالات ذكرى انتصار الثورة الايرانية ، خصوصا وان الحكومة الايرانية تقيم عشرات المهرجانات الدولية لهذه المناسبة ؟!
التعليقات