التابوات والمحرمات لم يمنعا الشباب من التكسب بالشذوذ رجل اغتصب ثمانية اطفال وقتلهم في منطقة تارودانت جنوبي الرباط واثبتت التحقيقات ان لادوافع وراء الجريمة سوى المتعة الجنسية فحسب
عدنان البابلي
اعتبر علماء دين جزائريون الاسبوع الماضي ما نسب الى المحامية فاطمة بن براهم من دعوة الى فتح بيوت دعارة قانونية في الجزائر لمحاربة الاعتداءات الجنسية على الأطفال والقاصرين، تحريضا على الفجور ونشر الرذيلة في أوساط
مجتمع مسلم ، ومقابل ذلك فان تقارير كثيرة وشهود عيان تفيد ان انتشار اللواط في الدول العربية اتخذ منحى متسارعا بزيادة اعداد الضحايا ، وخروجه الى الملآ بعد ان كان يمارس في المخابئ السرية ، فقد هزت الصدمة نجية عبيد من المغرب عندما اكتشفت أن ابنها أيوب ذا الاعوام الاربعة كان ضحية اغتصاب متكرر داخل روضة الاطفال التي كان يذهب اليها في الرباط من قبل حارس الروضة حيث وجدت الام مؤخرة ابنها غارقة في المني .
وكان رجل اغتصب ثمانية اطفال وقتلهم في منطقة تارودانت جنوب الرباط في 2004 واثبتت التحقيقات ان لادوافع وراء الجريمة سوى المتعة الجنسية فحسب .
اللواط مصدر رزق
يتحدث كامل احمد من البصرة في رسالة لكاتب المقال ان ظاهرة اللواط تزدهر بين الشباب والفتيان الذين يجدونها مصدرا للرزق ، كما ان الكبت الجنسي وشيوع ثقافة التحريم وسيادة مفاهيم راديكالية في تفسير الدين ، نتج منه محاولات للتنفيس عن الحاجة الجنسية ، فترى رجالا ممن فقدوا السيطرة على انفعالاتهم الجنسية ، يصادقون ( الاطفال الحلوين ) على امل اقناعهم بممارسة الجنس ، في حين تشكلت في احياء معينة من المدينة مجموعات ( تتاجر ) بممارسة اللواط ، بعد انسحاب المومسات الى الزاوية البعيدة من المجتمع خوفا من العقاب .
ويضيف احمد في رسالته ان رجالا يوفرهم لصبيان مستلزمات الحياة بل ان بعضهم يتقاضى رواتب مقابل خدمات الجنس التي يؤدونها . ويؤكد احمد انتشار الظاهرة بين صبيان الطبقات الفقيرة الذين غالبا ما يلجأون الى الجنس وتخدير انفسهم بالسوائل النفاذة والاصماع بديلا للكحول والمخدرات التي يصعب الحصول عليها .
الخروج الى النور
فتية ايرانيون متهمون بممارسة اللواط تحت حبل المشنقة الخوض في هكذا موضوع يدعو الى الكشف عن علاقة الطفل بالجنس في العالم العربي ، وكيف ان الموضوع بالنسبة للطفل العربي مازال غامضا ومبهما ومشتبكا في مفاهيمه بالمحرمات وتابوات المجتمع والدين ، ذلك ان الاعتداء على الطفل جنسيا ، يصيبه بعقدة نفسية كبيرة تلازمه طوال حياته |
وعلى الرغم من ان المثلية الجنسية لم تكن معروفة في العالم العربي على نطاق واسع ، الا انها بدأت تاخذ طريقها بصورة اكثر وضوحا في المغرب والاردن والعراق ولبنان ودول اخرى ، الا ان الوطن العربي عرف اللواط كنوع من انواع المثلية منذ زمن بعيد ، وهو فعالية سرية كانت تتم في الكهوف المظلمة ، تحاصرها الاعراف ويحرمها الدين . ويستخدم فتيان( تحريم ) اللواط في بلدانهم وسيلة للحصول على اللجوء في دول اوروبا ، فهذا ( س . كميل ) يعترف انه حصل على شروط الاقامة بعد ان قدم ادلة وافية على انه مضطهد جنسيا وانه لايستطيع ممارسة رغبته في اللواط في لبنان فاضظر الى اللجوء في هولندا .
شاب سوري اسمه معاذ يرى ان لجوء الشباب الى هذه الظاهرة يعود الى العزوف عن الزواج بسبب المشاكل الاقتصادية ، ويضيف .. الظاهرة موجودة في سوريا وبين الاحياء وثمة اسماء معينة بعينها تمارس اللواط وتطلب ثمنا مقابل ذلك . ويرى معاذ ان تكاليف الزواج المرتفعة جدا وتأخر سن الزواج عوامل مادية تؤدي الى اتجاه الشباب نحو الشذوذ ، ويضيف معاذ ان الشواذ لهم اسماء معينة معروفة بين السوريين .
ماهي الاسباب ؟
ويحث الباحث الاجتماعي العراقي كريم قادر على ضرورة مكافحة الظاهرة بمعالجة اسبابها الاقتصادية وجذورها الاجتماعية ، ويرى في الحرب سببا في انتشار الظاهرة في مدن العراق، ووفق تجربته فان اغلب الذين يمارسون اللواط يقبلون عليه في مرحلة معينة من العمر ثم لايلبثون ان ينقطعوا عنها . وبالإضافة الى الاسباب الاقتصادية فان ثمة اسبابا اخرى تتعلق بالكبت وضغط البيئة المغلقة المقتصرة الفتيان فقط ، وانعدام التواصل مع الجنس الاخر . ويرى ان الاطفال والفتيان الذي يمارسون اللواط فى حداثة سنهم تتولد لديهم اثار نفسية تظل معهم بسبب قهر نفسي وبدني .
حقوق جديدة
الجدير بالذكر ان القضاء اللبناني اصدر في 2007 حكما في قضية تتعلق بشبكة تتعاطى اللواط في مدينة طرابلس ، وتضم ثلاثة وعشرين شخصا بينهم مذيع في أحد البرامج الفنية المعروفة ، وأعضاء الشبكة الاثرياء يحملون أسماء نسائية وذهب بعضهم إلى تقليد النساء في تصرفاتهن وعاداتهن مثل نتف الحواجب وارتداء الثياب الضيقة ليس بهدف الإيقاع بالفتيات بل لاصطياد الرجال . وذكر احد المتهمين في القضية أنه يقوم (باصطياد) الشبان ليمارسوا معه اللواط. ان التحول المهم الذي يجري بهدوء في البلاد العربية ان الاعلام العربي لم يعد يتستر على قضايا الشذوذ واللواط ، ولم يعد الملوط به صاحب الحق فحسب بل صار للفاعلين
صوت يطالب الحكومات والمجتمع بضمان حقوقهم . وصار الاعلام يسمي الأشياء بأسمائها، بعد أن كان يحوم حول المشكلة دون الخوض في تفاصيلها. يقول الباحث الاجتماعي قادر.. ثمة ملاحظة غريبة لمسها في بغداد ، فثمة صغار يتكلمون بصراحة عن مهنتهم في اللواط ويساومون على الدفع . وخارج العراق .. يرى قادر ان الفتيان صاروا يتحدثون عن اعتداءات وقعت عليهم في المؤتمرات والمنتديات بعد كان الامر في وقت من الاوقات سرا من الاسرار لايمكن البوح بها . وكانت الكاتبة السعودية بارعة الزبيدي تحدثت عن العنف والاعتداء على المرأة والأطفال في السعودية بالقول إن 46% من الشباب في المدارس الثانوية في الرياض هم شاذون جنسياً! وحسب قولها فان هذه الاحصاءات نُشرت في صحيفة الوطن. وقالت أيضاً إن حوالى 25% من الأطفال السعوديين تم الاعتداء جنسياً عليهم خلال مرحلةٍ ما من حياتهم، وأن أكثر من 98% من المعتدين كانوا من الأقارب أو ألأشخاص الذين يعرفهم الطفل.
الطفل والجنس
ان الخوض في هكذا موضوع يدعو الى الكشف عن علاقة الطفل بالجنس في العالم العربي ، وكيف ان الموضوع بالنسبة إلى الطفل العربي مازال غامضا ومبهما ومشتبكا في مفاهيمه بالمحرمات وتابوات المجتمع والدين ، ذلك ان الاعتداء على
مايميز ظاهرة لواط الفتيان في الوطن العربي عنه في اوروبا، ان هؤلاء الفتيان اتخذوه وسيلة لكسب لقمة العيش والحصول على المال ، بينما نجد ان الترف هو السمة الغالبة لممارسته في اوروبا |
الطفل جنسيا ، يصيبه بعقدة نفسية كبيرة تلازمه طوال حياته لانه في الاساس كان خائفا من الدخول الى ساحة الحديث عن الجنس . لكن المقارنة بين دول عربية واخرى اوروبية يوضح بونا شاسعا من الاختلاف بين ثقافتين ، ففي هولندا على سبيل المثال لاالحصر اصبح التعرف إلى الجنس والاعضاء التناسلية واللذة في المدرسة درسا مهما في برامج التعليم ، وفي مدرسة بايندهوفن الهولندية القت المعلمة محاضرة لتلاميذها عن المضاجعة الجنسية والعادة السرية وطرق تجنب الحمل . ويرى الباحث الهولندي دير فايل في تحقيق نشرته له صحيفة دي تل غراف ان تصرفات الاطفال ذات الدلالات الجنسية تتمثل في مشاعر اللذة وتزداد هذه اللذه اثناء اقدامه على الرضاعة ومع بدايات السنة الثالثة من عمره يبدأ يشعر بدغدغة في منطقة اعضائه التناسلية خاصة عند ملامستها ليشعر بالارتياح . ويضيف في دولاوروبية ثمة معالجات ناجحة لمشاعر الفتيان الجنسية ، فالفتى يمتلك صديقة ويستطيع ان يفرغ مشاعره الجنسية ( ليس بالضرورة عن طريق المضاجعة ) في علاقاته مع الزميلات الصديقات . بينما يتجه الفتى الشرقي في علاقاته مع الجنس الاخر الى القطيعة كلما تقدم به العمر ، مما يحول مشاعرة الانسيابية الى عقد يصعب حلها في المستقبل ، فيلجأ الى التعبير البديل بالاعتداء الجنسي والعادة السرية او ممارسة اللواط .
عصابة اللواط
ولاشك في ان احداثا مهمة تنبئ بضرورة ايجاد حل جذري لمشكلة اللواط في العالم العربي . ومن تلك الاحداث ما شهدته مصر من محاكمة لعصابة اللواط في 2001 ، والتي ضمت 52 متهماً بممارسة الفجور وإقامة علاقات محرمة. وطالب الازهر وقتها بتطبيق نصوص الشريعة الإسلامية بدلاً من مواد قانون العقوبات الوضعية في ما يتعلق بجريمتي الزنا واللواط . وثمة حادث اخر ، يضاف الى سلسلة الارقام في عالم اللواط العربي على الرغم من الاتجاه الرسمي والديني والاجتماعي بتحريمه ومنعه والاصرار على معاقبته وتكفير من يقوم به . وفي مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي يصبح خبر اللواط استثنائيا ، ففي هذه السنة القت هيئة الأمر بالمعروف في السعودية القبض على شاب شاذ جنسياً في أحد الفنادق الشهيرة في الرياض، حيث كان ينتظر اتصالات راغبي ممارسة المتعة المحرّمة معه. وجاء توقيف quot;الشابquot; بعد تعقب وحدة التقنية في الهيئة لإعلانات بثها عبر الإنترنت، يعرض فيها ممارسة quot;اللواطquot; مقابل ثمن .
أم زكريا .. امر لابد منه
ان مايؤيد ماذهب اليه تحقيقنا ماتضمنه تقريرالشبكة الموحدة للإعلام الإقليمي حول الشؤون الإنسانية عام 2007 من انتشار لواط الأطفال في العراق ، وحسب التقرير فإن مئات العائلات العراقية وجدت في تجارة جنس الشذوذ لدى الأطفال مورد معيشة لها في ظل انسداد الآفاق وتردي الوضع الأمني في العراق.
فيدول اوروبية ثمة معالجات ناجحة لمشاعر الفتيان الجنسية ، فالفتى يمتلك صديقة ويستطيع ان يفرغ مشاعره الجنسية ( ليس بالضرورة عن طريق المضاجعة ) في علاقاته مع الزميلات الصديقات . بينما يتجه الفتى الشرقي في علاقاته مع الجنس الاخر الى القطيعة كلما تقدم به العمر |
وتضمن التقرير حكاية امراة عراقية اسمها أم زكريا لا ترى عيبا في أن تسلم ابنيها البالغين من العمر 13 و 14 عاما إلى عصابة تتاجر في اللواط داخل العراق، مؤكدة أنها فخورة بولديها. وتقول أم زكريا: نحن عائلة فقيرة ولم يعد بإمكان زوجي العمل، وقبل ثلاثة أشهر جاء زعيم عصابة إلى منزلي، وعرض علينا أموالا إذا سمحنا لولدينا بالعمل معه.. فوافقت على ذلك .. لان ذلك يدر علينا دخلا جيدا.
ان مايميز ظاهرة لواط الفتيان في الوطن العربي عنه في اوروبا، ان هؤلاء الفتيان اتخذوه وسيلة لكسب لقمة العيش والحصول على المال ، بينما نجد ان الترف هو السمة الغالبة لممارسته في اوروبا ، وربما اصبح لزاما اليوم البحث عن وسيلة ناجعة تبعد فتيان العرب عن الممارسات الشاذة عن طريق برامج اجتماعية هادفة وايجاد فرص عمل جديدة ، وبرامج دراسية تهذب الطالب وتوفر له مستقبلا امنا .
التعليقات