سهير جرادات من عمان:ينقل الغزيون في المملكة من خلال الاتصال الهاتفي اليومي معاناة اهلهم واحبتهم واقاربهم في قطاع غزة وما يتعرضون له من مآس ومحن جراء العدوان الاسرائيلي الوحشي عليهم.

(تقطع الحاجة ام محمد غياظة quot; 67 عاما quot; مسافة ستة كيلو مترات يوميا من منزلها الى مستشفى الشفاء الحكومي لتتمكن من اعادة شحن جهاز هاتفها الخلوي نظرا لانقطاع التيار الكهربائي عن منزلها كما هو الحال في جميع انحاء القطاع لتستقبل المكالمات والرسائل القصيرة من اهلها المنتشرين في مناطق مختلفة من العالم )، بحسب قول زوجة شقيقها quot;ام فتحي غياظةquot; التي تسكن في مخيم حطين في منطقة الرصيفة.

وتكمل quot;ام فتحيquot; لوكالة الانباء الاردنية : لم نتمكن بالامس من الحديث مع الحاجة quot;ام محمدquot; الا لثوان معدودة لانهماكها في الصاق اكياس بلاستيكية على نوافذ منزلها التي تكسر زجاجها اثر القصف الهمجي الاسرائيلي، في محاولة منها لتفادي البرد القارس الذي يعانون منه جراء عدم توفر الوقود.

ويصف الحاج quot;ابو عدنان الحانوتيquot; من مخيم حطين مكالماته مع الاهل في القطاع بأنها مقتضبة وسريعة وانها عبارة عن رسائل قصيرة نطمئن من خلالها على اخبار اهلنا هناك،وتتضمن غالبا quot; انا بخير، فلان سجن، وفلان استشهد وادعوا لنا بالصبر والثبات والنصر ان شاء الله quot;.

ويقول quot;ابو عدنانquot; ان الاهل في غزة لم يحرموا فقط من الدفء والماء والكهرباء بل شردوا من منازلهم ولجأ عدد كبير منهم الى مدارس وكالة الغوث الدوليةquot; الاونروا quot;.

فيما يصف الغزاوي ايمن عوض الله من مخيم حطين معاناته اليومية في الاتصال مع شقيقه الموجود في مخيم جباليا للاطمئنان عليه حيث انه يقضي وقته ويده على quot;كبسةquot; هاتفه الخلوي المخصصة لاعادة الاتصال وان عينيه لا تفارقان شاشة التلفزيون لمتابعة الاخبار.

ويقول انه بعد انقطاع الاتصالات بالهواتف الارضية نجد صعوبة في التقاط خط الهاتف الخلوي لما يشهده من كثافة في الاتصالات، فالبطاريات غير مشحونة، او لا يمكن الاتصال بالرقم المطلوب، واخيرا نسمع صوت شقيقي الذي يناشدني بان اطمئنه على حال ولديه اللذين لجآ الى منازل الجيران والاقارب بعد ان هدم جزء من منزله حيث انه ونتيجة لشدة القصف الوحشي يتعثر التنقل.

يشعر الغزاوي زياد الشعراوي من مخيم حطين بالرعب كلما اتصل مع والدته واشقائه وشقيقاته خوفا عليهم وعلى حياتهم، وان المكالمات لا تستمر الا دقيقتين وفي احسن حالاتها ثلاث دقائق.

ويقول ان اشقاءه يقضون يوميا ما لا يقل عن ثماني ساعات امام طابور المخبز ليتمكنوا من الحصول على quot;ربطةquot; خبر لا تكفيهم داعيا لهم بالصبر والثبات.

يعيش الرملاوي اسماعيل حسنين من مخيم حطين حالة قلق على ابنتي شقيقته ( ربى وعلا ) اللتين تدرسان في الجامعة الاسلامية في غزة، حيث ان شقيقته وزوجها يعملان في دولة الامارات العربية المتحدة.

ترحم ابراهيم حسن وردة على ابن شقيقه ( محمد عبد القادر) الذي سقط شهيدا اثناء القصف الوحشي على غزة وعمره 20 عاما، ويقول ان اهل الشهيد الى جانب مصابهم لا يجدون ما يسد رمقهم من شربة ماء او غذاء، وانهم يحضرون في وقت الهدنة ماء البحر ليشربوا منه.

لا تتمالك حليمة ابو صبرة من مخيم الامير حسن ( جبل النصر) نفسها من البكاء كلما اتصلت مع اهلها في غزة الذين لم تلتق بهم منذ 15 عاما ولا تجد ما تواسيهم به الا الدعاء لهم quot; الله يكون لكم معينquot;.