أمال الهلالي من تونس:تنتظر سمية وأخواتها التخفيضات التجارية الموسمية أو مايعرف بquot;الصولدquot; على أحر من الجمر لتشتري مالم تتمكن من رائه في الأيام العادية وتقول: quot;ملابس الشتاء كالمعاطف والاقمصة الصوفية تعد باهضة الثمن و يتجاوز بعضها ال150 دولار لذلك يصعب علي أنا وأخواتي بميزانيتنا المحدودة شراء كل مستلزماتنا خلال تلك الفترة التي يعمد خلالها التجار إلى الترفيع في أسعار البضائع بحجة أنها آخر صيحة في الموضة لكن مع حلول quot;الصولد quot;ينخفض سعر بعض القطع إلى النصف وأكثر فأستغل هذه التخفيضات لشراء كل حاجياتي من الملابس والأحذيةquot; .quot;الصولدquot;عادة تجارية موسمية تمثل فرصة للأسر التونسية لشراء مستلزماتها من أحذية وملابس بأثمان تعد منخفضة مقارنة بأسعارها الأصلية وتساهم مثل هذه التخفيضات في تنشيط الحركة التجارية بالمدن.وانتعاشتها بعد ركود الشتاء فضلا عن تمكين التجار من ترويج بضائعهم لاسيما تلك التي لم تلقى الرواج المطلوب كامل ايام السنة. وقد أعلن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة في بلاغ رسمي انه سيتم انطلاق موسم التخفيضات الدورية الشتوية أو مايعرف بالصولدquot; يوم الاحد 1 فيفري ليتواصل الى غاية ست اسابيع في كامل انحاء الجمهورية بشكل تلقائي من التجار وأصحاب المحلات التجارية .


quot;الجميع فانتظار الصولد الشتوي تجارا وحرفاءquot; هكذا استهل عبد الفتاح صاحب محل لبيع الملابس الجاهزة حديثه معنامضيفاquot;هذه العادة الايجابية تمثل لنا نحن التجار فرصة لبيع السلع المخزنة وتتيح لنا تحقيق ارقام بيوعات مرتفعة مقارنة بالايام العاديةquot;محدثي لم يخفي سرا انه انطلق حتى قبل موعد الصولد المحدد في التخفيض في بعض الملابس لاسيما المعاطف من باب تشجيع الحرفاء على الاقبال على محله واستباق الزمن.

أما نور الدين صاحب محل لبيع الأحذية والحقائب النسائية فلم يخفي فرحته لاقرارموعد الصولد الشتوي بالتزامن مع غرة فيفري أي موعد صرف اجور الموظفين التونسيين والعملة مما يتيح لهم شراء مستلزماتهم قبل ان يتصرفوا نهائيا في quot;الشهريّةquot;

الطيب الصديق اب لثلاث أطفال اكد لنا ان الصولد هو باب رحمة لأصحاب الدخل الضعيف وquot;ابو العيلةquot;لشراء ملابس جديدة لأبناءه وإدخال الفرحة في نفوسهم .وهو اكبر حل لمجابهة مشكل غلاء المعيشة.


واذاقابل اغلب الذين تحدثنا معهم باستحسان عادة التخفيضات الشتوية والصيفية فان شقا آخر استنكر شفافية هذه التخفيضات لاسيما الحرفاء معتبرين ان الصولد ليس الا حيلة مفبركة من التجار للتلاعب بالأسعار وإغراء المواطن التونسي باسعار بخسة.يقول فتحي:للأسف ينخدع اغلب التونسيين عندما يرون على زجاجات المحلات تخفيضات تصل إلى حدود 60 و70 بالمائة على أسعار الملابس وتغريهم الأسعار المنخفضة فيهرعون لشراء الملابس غير عابئين بجودتها أو حتى بأسعارها الحقيقة أو مايعبر عنه برأس المال ويضيف:هناك من التجار من يعمد إلى وضع سعر خيالي في ثمن القطعة ثم يدعي انه خفض بنسبة دنيا فيها والحال انه لم يقم بالتخفيض بل تلاعب في السعر الأصلي للقطعة حتى يضمن ربحا صافيا وهنا تساءل محدثي عن دور الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة في مراقبة جودة الأسعار والبضائع وكذلك منظمة الدفاع عن المستهلك ؟

الموقف ذاته يشاطره فيه خليل مبينا أن اغلب التجار يستغلون فترة الصولد لإخراج بضائع قديمة ومركونة في الرفوف والمخازن معتبرا إياها quot;سلعا مضروبةquot; لاتسجيب لأبسط شروط الجودة ويقومون بفبركة أسعار لاتترجم السعر الحقيقي بل يقع الترفيع في السعر قبل الصولد بايام ثم يطبق عليه التخفيض وطبعا الفائدة تكون من جانب واحد لصالح التاجر.

هذا الاستنكار من طرف بعض المواطنين رفضه بعض التجار الذين تحدثنا عنهم مدافعين بكل شراسة عن مصداقيتهم وشفافية معاملاتهم حيث يبين في هذا الصدد عبد الكريم المثلوثي صاحب محل لبيع الملابس الرجالية أن الحريف التونسي صار يتمتع بدراية ومستوى ثقافي راق يؤهله لحسن الاختيار وعدم انطلاء بعض الحيل عليه مضيفا ان التاجر التونسي صار أكثر حرصا على ضمان الحريف وكسب ثقته من ناحية الجودة والسعر لاسيما أمام المنافسة الشرسة في قطاع الألبسة والنسيج وكذلك الركود التجاري الذي خلفته الازمة المالية الراهنة فالصولد بالنسبة للحريف او التاجر فرصة لتحقيق الربح لكلا الطرفين كي تعم الفائدة للجميع ويخرج الكلquot;راضي وفرحانquot; على حد قوله.

تصوير أمال الهلالي