يوسف صادق من غزة: كما توقعت هناء فرج، عندما همت بتحضير السحور لزوجها وأولادها في عتمة الليل وإنقطاع التيار الكهربائي عن منزلها. ولم تكن تلك الإشكالية وليدة الصدفة، كما قالت فرج، بل إنه أمر quot;متوقع حدوثه في شهر رمضان المبارك، الذي يكثر فيه إستخدام الطاقة الكهربائية في منازل الناس وقت السحورquot;.
وقالت السيدة هناء quot;43 عاماًquot; لإيلاف quot;يبدو أننا سنواجه في شهر رمضان هذا العام، معاناة شديدة جداً بالنسبة للكهرباء، فجميعنا يستخدم الأجهزة الكهربائية في تسخين الأكل والخبز، وسنعاني كثيراً خلال تحضير وجبة السحور، أكثر منها في وجبة الإفطارquot;.
ويستخدم أكثر من نصف فلسطينيي قطاع غزة، البالغ عددهم حوالي مليون ونصف مليون فلسطيني، الطاقة الكهربائية من شركة وحيدة تعمل جنوبي غزة، وتغذي مدينة غزة وشمالي ووسط القطاع، فيما تستخدم مدينة رفح الحدودية، ومناطق في محافظة خان يونس، الكهرباء من مصر.
ويعاني الفلسطينيون كثيراً من إنقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم. وقسّمت شركة كهرباء غزة مناطق وأحياء قطاع غزة بالكامل، ولجأت لقطع التيار عن تلك المناطق، لتوفير أكبر قدر ممكن من إستهلاك الطاقة الكهربائية، وللتخفيف عن الأسلاك والمولدات الكهربائية.
وترفض إسرائيل، التي تتحكم في المعابر التجارية لقطاع غزة، رفع كميات السولار الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الكهرباء الوحيدة التي تعمل في غزة، ما أدى إلى توقف مولد، من أصل أربعة مولدات، تغذي قطاع غزة.
الأمر لم يعد يحتمل، حسبما قال محمد زاهر، أحد أصحاب المحلات الغذائية وسط مدينة غزة. وأضاف quot;اشتريت ماتور كهربائي quot;مولدquot; خاص للمحل، لكنني لن أستطيع أن أشغّل عليه ثلاجات العرض، وبالتالي لن أستفيد منه بشكل جيد، ويقتصر الأمر للإنارة فقطquot;.
وأعتبر زاهر أن شهر رمضان هو quot;فرصة مناسبة وجيدة في البيع، لكن مع إنقطاع التيار الكهربائي سيتغير الأمر كثيراًquot;. وقال quot; أخشى على بضاعتي من الفساد(..) وستكون كارثة في حال لم يتم وضع حد لتلك المعاناةquot;.
من جانبه، توقع المهندس كنعان عبيد من سلطة الطاقة أن تكون هناك أزمة كهرباء في شهر رمضان المبارك. وقال عبيد لإيلاف quot;عادة ما يزيد الضغط بشكل كبير جداً وقتي الإفطار والسحور، بسبب استخدام الأجهزة الكهربائية في وقت واحد داخل منازل المواطنينquot;. وداعا المواطنين الحد من إستخدام التيار الكهربائي بشكل مفرط، وإلى فصل أجهزة التبريد قبل موعد الإفطار، وذلك لضمان وصول الكهرباء إلى جميع المنازل في وقت واحد.
وأكد المهندس عبيد أنه في وقت السحور quot;سيكون هناك قطع مقلص للكهرباء، حسب الأحمال،وذلك من خلال جدول منتظم لقطع الكهرباء عن كافة المناطق في قطاع غزةquot;، مشيراً إلى أنه الجدول موجود على الموقع الإلكتروني لسلطة الطاقة الفلسطينية في غزة، حيث ينشر يوميا ساعات القطع المتوقعة على كل منطقة.
وأوضح المهندس في سلطة الطاقة إلى أن الجدول quot;يشمل أربعة أيام في الأسبوع، لمدة ثمان ساعات، تتمثل في يومين للفترة الصباحية وآخرين للمسائية، بخلاف قطع الصيانة وزيادة الأحمال الخارج عن نطاق الجدولquot;.
ولم تعلق المواطنة فاطمة عواد، على قطع الكهرباء في أول أيام شهر رمضان. وقالت لإيلاف quot;لقد تعودنا منذ سنوات على إنقطاع التيار الكهربائي، وتكيّفنا على الأمر، فإسرائيل تحاول بكل إمكاناتها إذلالنا بشتى الوسائل، لكننا في النهاية لا بد أن نسير بحسب ما هو موجود على الأرض، فعندما تقطع الكهرباء عنا، نستعين بالنار أو الغازquot;.
وأضافت عواد quot;هذه حياة لا بد أن نعيشها، بحلوها وبمرها، وجميعنا يعرف أن إسرائيل لن تتركنا نهنأ ولو حتى بالكهرباء، لكنني حقيقة أشعر بالضيق، خاصة وأننا في فصل صيف حار للغاية، ولا بد من تشغيل المراوح لتلطيف جو منازلناquot;.
وتبقى حالة وجود الكهرباء من عدمها، هماً يطارد منازل الفلسطينيين التي تعتمد معظمها على تخزين الأطعمة تحسباً لأي طارئ في تلك البقعة المتوترة دوماً. لكن شهر رمضان بطقوسه الخاصة عند هؤلاء، سيخلو فيما يبدو من أية مظاهر وعادات لطالما أحيوها هؤلاء الناس.
التعليقات