بكين: خرجت كرة القدم اليابانية بسرعة قياسية من الاطار الاقليمي والقاري الى الساحة العالمية وبات منتخبها من المنتخبات المنظمة والقوية التي يحسب لها حساب وخير دليل على ذلك تأهله الى الدور الثاني في النسخة الاخيرة من كأس العالم للمرة الاولى في تاريخه، ونتائجه الجيدة في المباريات الودية.
ورغم تغيير بعض الاسماء في التشكيلة، وتبديل الادارة الفنية للمنتخب، يبقى منتخب اليابان مرشحا بقوة للاحتفاظ باللقب الذي احرزه عام 2000 في لبنان.

وتوجت اليابان بطلة لاسيا مرتين عامي 1992 و2000، وفي البطولتين فازت على السعودية في المباراة النهائية. وهناك فوارق كثيرة بين نهائيات لبنان والصين بالنسبة الى المنتخب الياباني، فهو عندما حضر الى لبنان كان مرشحا بارزا لاحراز اللقب، وفعلا اكد ذلك من المباراة الاولى له والتي اكستح فيها المنتخب السعودي البطل 4-1 قبل ان يجدد فوزه عليه في النهائي 1-صفر ويتوج للمرة الثانية في تاريخه.

وفي نهائيات الصين، يدخل المنتخب الياباني دائرة المنافسة وكأنه يغرد خارج السرب لانه الافضل من الناحية الفنية واظهر لاعبوه علو كعبهم في المباريات الدولية الاخيرة مع منتخبات قوية. وتأتي نهائيات الصين بعد سنتين من كأس العالم التي اقيمت في اليابان وكوريا الجنوبية، وحقق فيها منتخب اليابان عروضا قوية بقيادة المدرب الفرنسي فيليب تروسييه (مدرب منتخب قطر حاليا) وتأهل الى الدور الثاني للمرة الاولى.
واختلفت المدرسة التدريبية بالنسبة الى المنتخب الياباني حيث تعاقد اتحاد اللعبة مع البرازيلي زيكو بدلا من تروسييه الذي فضل خوض تجربة اخرى في قطر.

ولم يظهر زيكو (49 عاما) حتى الان في عالم التدريب الموهبة ذاتها التي جعلته واحدا من ابرز نجوم منتخب البرازيل وشارك في ثلاثة مونديالات اعوام 78 و82 و1986، لكنه من الاسماء الشعبية في اليابان حيث توجه اليها بعد اعتزاله اللعب دوليا للاحتراف في صفوف كاشيما انتلرز ونجح بتسجيل ثلاثة اهداف في اول مباراة له مع الفريق عام 1993. ولم تكن بداية زيكو على قدر الامال مع المنتخب الياباني لكنه اعطي الوقت الكافي لتطبيق اسلوبه، وواجه بعض الانتقادات مطلع العام الحالي بسبب النتائج المتواضعة خصوصا في مستهل التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال المانيا عام 2006.

واذا كان زيكو وعد بقيادة منتخب اليابان الى نهائيات كأس العالم المقبلة متعللا بانه "يريد تحقيق ذلك قبل اعتزاله التدريب"، فانه قد لا يحظى بهذه الفرصة في حال فشل في قيادة الفريق الى الاحتفاظ بلقبه الاسيوي اولا. ويمتلك زيكو حاليا ترسانة مهمة من اللاعبين المحترفين الذين انتشروا في العديد من الاندية خصوصا الاوروبية منها بعد تألقهم في مونديال 2002، وهو ما جعل الكرة اليابانية تزداد سرعة وتطورا يتعين عليه توظيفهما في الصين.

وتختلف التشكيلة عن التي فازت باللقب في لبنان بعد انضمام العديد من الاسماء اليها خصوصا من المنتخب الاولمبي الذي حجز بطاقته الى نهائيات اولمبياد اثينا هذا الصيف. ومن ابرز لاعبي المنتخب اليساندرو دوس سانتوس "اليكس" وهو من اصل برازيلي، وناوهيرو تاكاهارا (هامبورغ الالماني) وشونسوكي ناكامورا (ريجينا الايطالي) وشينجي اونو (فيينورد روتردام الهولندي).

وتلقى المنتخب الياباني ضربة موجعة تتمثل بغياب هيديتوشي ناكاتا الذي يعاني من اصابة في اسفل البطن ولاعب وسط فولهام الانكليزي جونيتشي ايناموتو الذي اصيب بكسر في قدمه في المباراة الودية التي تعادل فيها مع نظيره الانكليزي 1-1 الشهر الماضي وستبعده نحو ثلاثة اشهر عن الملاعب.

سجل متواضع

ولا تملك اليابان في الماضي رصيدا كبيرا من الالقاب على الصعيدين الدولي والقاري، وهو يقتصر على برونزية في اولمبياد مكسيكو 1968 وعلى ذهبية في البطولة الاسيوية التي استضافتها عام 1992، لكنها عمدت بعد الانجاز الاخير الى اقامة اول دوري للمحترفين في قارة اسيا يشارك فيه عشرات اللاعبين من الجنسيات البرازيلية والاوروبية المختلفة.

وساعد دوري المحترفين على تطور الكرة اليابانية بشكل ملحوظ فبات لها حضور لافت على الاصعدة القارية والدولية اهمها فوز منتخبها بكأس اسيا عام 2000 في لبنان ومشاركته في نهائيات كأس العالم مرتين ايضا. وبدأت المشاركة اليابانية في البطولة الاسيوية في النسخة الرابعة عام 1968 في ايران، وخاضت تصفيات المجموعة الثالثة فحلت ثانية برصيد 7 نقاط بفارق الاهداف خلف تايوان، ولم تتأهل الى النهائيات.

وغابت اليابان ايضا عن نهائيات الدورات الخامسة عام 1972 في تايلاند، والسادسة عام 1976 في ايران، والسابعة عام 1980 في الكويت، والثامنة عام 1984 في سنغافورة. ولم تكن عودة اليابان الى نهائيات النسخة التاسعة في قطر عام 1988 موفقة، حيث احتلت المركز الخامس الاخير في المجموعة الاولى برصيد نقطة واحدة (لم تسجل اي هدف ودخل مرماها 6 اهداف)، حيث تعادلت مع ايران صفر-صفر، وخسرت امام كوريا الجنوبية صفر-2، وامام الامارات صفر-1، وامام قطر صفر-3.

واستضافت اليابان الدورة العاشرة عام 1992، ففي الدور الاول، احتلت المركز الثاني في مجموعتها برصيد 5 نقاط بفارق الاهداف خلف الامارات بعد تعادلها معها سلبا، ومع كوريا السمالية 1-1، وفوزها على ايران 1-صفر، وتأهلت الى نصف النهائي حيث فازت على الصين 3-2، ثم على السعودية 1-صفر في المباراة النهائية واحرزت اللقب الاسيوي للمرة الاولى في تاريخها. وفي حملة الدفاع عن لقبها في الدورة الحادية عشرة عام 1996 في الامارات، تصدرت اليابان بقوة المجموعة الثالثة بتسع نقاط من ثلاث مباريات اثر فوزها على سوريا 2-1، واوزبكستان 4-صفر، والصين 1-صفر.

وفقدت اليابان اللقب بخسارتها امام الكويت صفر-2 في الدور ربع النهائي.وفي نهائيات لبنان عام 2000، ظهرت اليابان بصورة البطل منذ المباراة الاولى التي تغلبت فيها على السعودية 4-1، واكدت حسن استعدادها باكتساح اوزبكستان 8-1 قبل ان تتعادل مع قطر 1-1 بعد ان كانت ضامنة تأهلها الى ربع النهائي التي لم تجد فيه صعوبة كبيرة في التغلب على العراق 4-1.

وفي نصف النهائي، كانت المنافسة اشد وتيرة حين فازت اليابان بصعوبة على الصين 3-2 لتحجز مكانها في المباراة النهائية في مواجهة مكررة مع السعودية لكنها جددت الفوز عليها 1-صفر بعد ان اهدرت الاخيرة ركلة جزاء عبر حمزة ادريس. ولم يخض منتخب اليابان التصفيات المؤهلة الى نهائيات الصين كونه حامل اللقب.