وائـل اليمـن من بيـروت: اختلفت الآراء في الشارع السلوي اللبناني حول خلفية القرار الصارم الذي صدر عن الاتحاد اللبناني لكرة السلة والذي قضى بتوقيف ثمانية لاعبين هم: فادي الخطيب، شارل برداويل، صباح خوري، علي محمود، ريشارد هليط، جهاد المر، يرفانت افاكيان وماريو عبود.

وفي حين ارتأى البعض أن قرار الاتحاد اللبناني جاء محقا بعد تقاعس اللاعبين عن أداء واجبهم الوطني ضاربين عرض الحائط بمصلحة المنتخب وبالتالي لبنان، ارتأى البعض الآخر أن قرار الاتحاد جاء لرد هيبته أمام مجتمع كرة السلة اللبناني لاسيما بعد خسارته مؤخرا للدعوة التي رفعها ناديي الشانفيل و البلوستارز لوقف قرار الاتحاد اللبناني المجحف بحقهم وذلك بمنعهم عن أي مشاركة خارجية و تجميد ريعهم من النقل التلفزيوني أثر البيان المشترك الشهير الذي صدر عن الناديين والذي طالبا من خلاله بتصحيح الأمور.

وكنا ذكرنا مسبقا عن صعوبة استمرار الاتحاد بهذا القرار نظرا لما يمثله اللاعبون الثمانية في كرة السلة اللبنانية وهم إحدى أعمدة المنتخب الوطني، ولاسيما بعد تعذر بعضهم الانضمام إلى تمارين المنتخب اليومية أثر تعرضهم لإصابات مختلفة مثل يرفانت افاكيان، جهاد المر وفادي الخطيب، الذي كان قد صرح مسبقا أنه تعرض إلى إصابة طفيفة في ظهره بعد الموسم الشاق مع ناديه الحكمة.
يذكر أن 7 لاعبين من أصل الثمانية الموقوفين انضموا إلى المنتخب في اليوم الذي تلا صدور القرار في حين غاب لاعب نادي الشانفيل اللبناني الكندي علي محمود لوجوده مع عائلته في كندا.

وفي حين كان فادي الخطيب في الموسم السابق قاب قوسين من الانضمام إلى دوري الأميركي للمحترفين NBA بعد استغناء نادي "كليبرز لوس انجولوس" عن خدمات الخطيب خلال المخيم الصيفي لتدريبي الأخير لهم، رغم إيمان المسؤولين في النادي بقدرة و موهبة هذا اللاعب، إلا أن ارتباط الخطيب بعقد مع ناديه اللبناني " الحكمة" وقف دون انضمام الخطيب إلى الرابطة الوطنية لكرة السلة الأميركية بشكل رسمي.

و بما أن الخطيب حسّن من فرصه في الانضمام إلى الـNBA هذا الموسم بعد تأكيد رئيس نادي الحكمة أنطوان الشويري دعمه المطلق للخطيب في هذه الخطوة، و بعد تعاقد الخطيب مع وكالة Interperformances التي ستدعم حظوظه في اللعب ضمن دوري كرة السلة للمحترفين، خاصة أن الوكالة لها اتصالات قوية ومتشعبة مع معظم أندية الـ NBA وهي تتولى إدارة أعمال عشرة لاعبين من لاعبي الوكالة الوطنية لكرة السلة NBA، أهمهم لاعب "اليوتا جاز" راجا بيل إلى جانب لاعب فريق "ميلووكي باكس" طوني كوكوش.

إلا أن قرار الاتحاد هذه المرة الذي تضمن عقوبة توقيف اللاعبين في اللعب مع أنديتهم ومع المنتخب الوطني وتبليغ الإتحادات الدولية والقارية القرار لمنع اللاعبين من خوض أي مباراة خارج لبنان ومع أي ناد خارجي كان، سيكون كضربة قاضية لنجم لبنان و نادي الحكمة فادي الخطيب هذا الموسم أيضا على صعيد انضمامه إلى الـ NBA.

وبالنسبة لإمكانية إصدار قرار بالعفو، ارتأى الاتحاد اللبناني لكرة السلة على لسان عدة مسؤولين اتحاديين عن إمكانية طرح هذا الموضوع على طاولة الاتحاد بعد نهاية استحقاق المنتخب اللبناني في بطولة آسيا المؤهلة إلى بطولة العالم في أواخر شهر تشرين الثاني المقبل، الشيء الذي يؤكد مخاوفنا خاصة لما هو معروفا أن فادي الخطيب سوف يخوض مغامرة الانضمام إلى الدوري الأميركي لكرة السلة خلال شهر من الآن وذلك عبر التحاقه بإحدى المعسكرات التدريبية في الولايات المتحدة الأميركية.

وبما أن الاتحاد جند ونذر نفسه لتحقيق الإنجازات على مستوى المنتخبات الوطنية ورصد موازنات طائلة لتأهيل المنتخبات الوطنية بكل فئاتها في السنوات الخمس الأخيرة حيث كانت ثمار هذه السياسة إنجازات كبيرة عربيا وقاريا ودوليا وعلى رأسها المشاركة في نهائيات بطولة العالم التي أقيمت في انديانا بوليس الأميركية في العام 2002، لذلك نتمنى أن يصدر عفو قريب وخاص بحق اللاعب فادي الخطيب الذي في حال انضمامه إلى أبرز دوري في العالم "NBA" فإنه سيحقق حلمه وحلم جميع اللبنانيين وسيشرفنا برفع اسم لبنان عاليا لاسيما لأهمية هذا الحدث الذي لن يقل شأنا في حال حدوثه عن مشاركة منتخبنا الوطني في بطولة العالم القادمة لكرة السلة.