الكرويلة في ضيافة الجامعة

الكرويلة في ضيافة الجامعة
أمين الكنوني

-1-
إن كنت تعيس الحظ ورمت بك الأقدار يوما في روسيا quot;الله يحفظquot; ،فلن تخضر عيناك فقط بجمال الفتيات الروسيات الآخاد ،ولكن أيضا بسيارة quot;الجيكوليquot; والتي يرجع صنعها للعهد السوفيتي ،هذه quot;القزديرةquot; مازالت في الخدمة منذ ثلاثين سنة ،وهي تشبه تلك السيارات الصغيرة الغريبة الشكل والتي تسابقنا على شرائها صغارا أمام باب السويقة بالرباط، ،و quot;الجيكوليquot; الروسية لا تختلف كثيرا عن الكرويلة المغربية ، سوى أن الأولى يلزمها ضح قليل من البنزين الروسي الرخيص وكثير من quot;الفودكاquot; في معدة سائقها ٍ ، بينما الكرويلة فتحتاج لحمار أو بغل، أو هما معا...حتى يحصل الجار والمجرور،وحتى تتحرك quot;الكرويلةquot;...

-2-
تحدثت وسائل الإعلام المغربية والدولية مطلع الأسبوع الماضي عن لقاء تم بين مسؤولي الجامعة ومدرب أوسير السابق الفرنسي quot;غي روquot; حول إمكانية التعاقد مع شيخ المدربين الفرنسيين quot;غي روquot; كمستشار تقني لدى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ،فكرة التعاقد هاته تشبه فكرة استيراد وزارة التجهيز والنقل المغربية لمجموعة من سيارات quot;الجيكوليquot; الروسية ،ونشرها على التراب الوطني بثمن زهيد حتى ندخل حرب طرق ثانية...وبما أن الاستيراد مكلف ،وبما أننا نتوسم خيرا في وزارتنا للتجهيز والنقل فإن هذه الأخيرة لن تر ضيرا من الاعتماد على quot;الكرويلةquot; كوسيلة نقل آمنة تحت شعار quot;كرويلة اقتصادية لكل مواطنquot;.

-3-
المقيمون في مخيم الجامعة ركبوا quot;كراويلهمquot; هذا الصيف، وذهبوا ليفتشوا في دفاترهم المنسية وكنانيشهم القديمة، فلم يجدوا سوى اسم مجنون الكرة quot;غي روquot; كمستشار للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في أفق مشروع تأهيل كرة القدم المغربية،quot;غي روquot; الشهير بصراحته وبساطته ،ربما ساعدته إقامته أيام التجنيد العسكري في غرفة واحدة مع رئيس الوزراء الفرنسي السابق ليونيل جوسبان،في سهولة التواصل والتفاوض مع دناصير الجامعة ، quot;غي روquot; هذا الذي ارتبط اسمه بنادي أوسير كلاعب ومدرب ومدير عام لعقود طويلة ،كم سيدفع له مول شكارة الجامعة ؟ وهو الذي دفعت له شركة quot;ستروينquot; الملايين من أجل وصلة اشهارية قصيرة...كما quot;تبرع مزيانquot; بعد أن باع آلاف النسخ من
كتبه ومذكراته، وبعد أن عمل بكنال بلوس ومؤخرا بإذاعة أروب1.

-4-
المثير للحنق هو أن الشيخ quot;غي روquot; سيقود quot;كرويلةquot;
تأهيل الكرة بالمغرب رغم أن العديد من المغاربة يستطيعون سياقة quot;كرويلةquot; كرتنا إلى بر الآمان ، وإذا كان
برنامج تأهيل الكرة ينص على إحداث خمسة عشر مركزا لكرة القدم وترميم الملاعب ، فإن quot;غي روquot; ليس بquot;طاشرونquot; ولا بكهربائي حتى يستطيع توفير الإنارة لها، و المسيو quot;غي روquot; ليس quot;روبوكوبquot; القادر على إعادة تنظيم هياكل الجامعة، وإلزام الفرق المغربية بإبرام عقود مع جميع لاعبيها ومسيريها، مع توفير دفتر لشروط الالتزام في هذا الشأن ... في الحقيقة يلزمنا quot;غي روبواتquot; وليس quot;غي روبوquot; واحد...

-5-
بليت كرة القدم المغربية منذ زمن ليس باليسير ،ببعض الأعضاء الجامعيين ،والذين جمعوا الكثير من المال والقليل من حب الناس ،هؤلاء الأعضاء الذين لا يتفنون العيش بوجهين فقط بل بعدة وجوه ، تزيد عما يمتلكوه من عقارات وحسابات بنكية... هؤلاء المسؤولين البلاء... وإن ضحكوا على ذقوننا بوجوههم quot;القاسحةquot; جدا ، وإن عشنا في ظلهم الهزائم تلو الهزائم ...نقول لهم قول السياب:
لك الحمد مهما استطال البلاء
ومهما استبدّ الألم،
لك الحمد، إن الرزايا عطاء
وان المصيبات بعض الكرم.

[email protected]