من يملك هذه الدعوة؟!
محمد جاب الله

استمعت إلي حديث للدكتور إسماعيل سليم -نائب رئيس نادي الزمالك السابق في إحدي شبكات الإذاعة. وتوقفت كثيرا عند دعوته إلي ضرورة ان يلتقي رموز النادي ومجالس إداراته السابقة واللاعبون الكبار في جلسة حول طاولة الحوار للوصول بالنادي إلي بر الأمان وكأن هذه اللجنة لو اجتمعت فعلا واتفقت علي اختيار مجموعة من هؤلاء الرموز يمكنها ان تنتشل النادي من الغرق ولكن هل يمكن فعلا ان تجتمع مثل هذه اللجنة وهل يلتقي كبار الزملكاوية علي رأي واحد أم انهم سيستخدمون الكراسي والمطاوي وزجاجات المواد الغازية والأكواب كما كان يحدث في أفلام محمود المليجي وفريد شوقي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

الدكتور سليم يعلم جيدا ان هذه الدعوة لا طائل من ورائها إطلاقا لان الوحيد الذي له الحق في اختيار مجلس إدارة متجانس متناغم هو الجمعية العمومية والجمعية العمومية معظمها ينتمي إلي أندية أخري كل ما يعنيها في هذا النادي ليس الفرق الرياضية أو البطولات بقدر ما يعنيها ان تجد كرسيا ومنضدة ومطعما وحمام سباحة يقضي عليه معظم أوقات فراغه ويجعل منه متنفساً لأبنائه وبالتالي فإن عملية الاختيار الآن لا علاقة لها بالرياضة بقدر ما هي عملية اجتماعية بحتة يكسب فيها من ينظم رحلة اليوم الواحد ويوفر للأعضاء ساندوتشا وزجاجة مشروب وأتوبيسا مريحا أو ينظم مصيفاً خاليا من المشاكل والمضايقات أما الرياضة فإن أحدا لا يفكر فيها ولو قرر مجلس الإدارة رفع قيمة الاشتراك في عضوية النادي مثل الأهلي والصيد والجزيرة فإن أحدا لن يجرؤ علي الحصول علي العضوية إلا إذا كان ينتمي إلي نادي الزمالك فعلاً.

فعضويات الشركات والهيئات صارت تتحكم كثيرا في اختيار مجلس الإدارة ويكفي القيام بزيارة إلي أي شركة ولقاء رئيس مجلس إدارتها وأعضاء لجنتها النقابية كي يفوز المرء بعضوية مجلس الإدارة.
إذاً.. يا دكتور إسماعيل.. أنت تعرف جيدا ان دعوتك لا غبار عليها ولكن تنفيذها صعب.

الحدق يفهم: إذا أردت ان تطاع فأمر بما يستطاع.

نقلا عن جريدة الجمهورية بتاريخ 6 يناير 2008