باربكيو صقور الجديان
حمدي نصر

بالتأكيد فيه حاجة غلط، فليس من المعقول أن تأتي مشاركة صقور الجديان في بطولة أفريقيا بعد غياب 32 عاما بهذا الشكل المحزن، ولا أحد يرضي للكرة السودانية بكل عراقتها أن تخرج بهذا الشكل المحبط، فصقور الجديان أطلق عليهم صقورا لأنهم أشبعوا إفريقيا فنا، واقتناصا للفوز، ولأن مخالبهم طالت أعتى الفرق، ولأن دهاءهم دوخ فرائسم فإذا فرائصهم في هذه البطولة تهتز بشدة أحزنت كل عاشق للكرة السودانية وحادب عليها.

أليس غريبا أن يشارك الفريق في هذه البطولة وأن يخسر جميع مبارياته وبالنتيجة نفسها أمام زامبيا ومصر والكاميرون؟!، أليس غريبا أن يخرج الفريق صفر اليدين من النقاط، وأن يكون هو الفريق الوحيد في البطولة الذي لم يسجل أي هدف؟.

لا أخفي عليكم، أشفق على الفريق ومدربه من الصحافة السودانية الرياضية ومن عشاق صقور الجديان، فمنهم من لا يعرف في كثير من الأحيان الوسطية، فإما أبيض ناصع البياض، وإما أسود، ويا ويل اللاعبين من الأسود!!، والذي أخشاه أن تقيم الصحافة تحديدا quot;باربكيوquot; لشواء صقور الجديان بعد النتائج المحبطة التي تحققت، وقد يكون معهم بعض العذر، لأن آمالها كانت كبيرة وعريضة بعد طول غياب. فإذا بالصدمة التي جعلت الفريق أضعف الفرق الستة عشر المشاركة في النهائيات، وهو ما لا يرضي عدو ولا حبيب.

لكن مهلا، مهلا، فالفريق شارك في البطولة بعد غياب 32 عاما، أي أن كل الفريق بلا استثناء كان يشاهد بطولة إفريقيا من خلال التليفزيون، وحضور المباريات في الملعب يختلف كثيرا عن مشاهدتها في التليفزيون، فما بالنا بالمشاركة فيها. ثم، لنعترف بالحقائق على مرارتها، فالفريق كان متوقعا له ما حدث، والدليل على ذلك نتائج المباريات الودية التي خاضها. أيضا، من سوء حظ الفريق أنه وقع في مجموعة قوية، تمرست على المشاركة في مباريات البطولة، أحدها هو بطل النسخة الماضية، والثاني هو فريق الكاميرون، وما أدراك فريق الكاميرون الذي احتياطي احطياطييه محترفون في أوروبا!!، بينما الفريق السوداني ليس فيه محترف واحد، واللاعب المحترف يؤثر في اللاعبين غير المحترفين تأثيرا كبيرا حيث يكون قائدا وموجها وقدوة ورمان الميزان في الأداء، ولا تنسوا أن أخطر لاعبي الفريق وهما فيصل عجب وهيثم مصطفى بلغوا 35 عاما، فماذا ننتظر منهم أكثر من ذلك، ولا تتجاهلوا أن مازدا مدرب الفريق كان مساعدا لأتوفيستر مدرب الكاميرون في نادي المريخ، والأهم: لا توجد قاعدة واسعة للاختيار، فكل اللاعبين تقريبا من الهلال والمريخ، فيا أحباب الكرة السودانية وعشاقها، أرجوكم، أنتم خير من يدرك أن فارقا كبيرا بين صقور الجديان زمان، وهذا الزمان، فلا تقسوا عليهم، لا تنحروهم على مذبح البطولة الأفريقية، ولا تدفعوهم إلى الاعتزال هربا من القيل والقال ومن كثرة الكلام البطال، فمجرد الصعود إلى النهائيات بعد هذا الغياب يعد إنجازا، فلا تحضروا ولا تشاركوا في حفلات quot;الباربكيوquot; رحمة بالصقور.

* عن الشرق القطرية