ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع!
محمد الجوكر



* قرأت خبراً نشر في صحيفة القبس الكويتية الصادرة يوم أمس السبت عن (صدور قرار صاعق أخيراً بفصل مدير إحدى القنوات الرياضية المشهورة جداً من العمل بعد اكتشاف سلطات البلد الخليجي تورط هذا المدير العربي (غير خليجي) في اختلاسات مالية بناء على عقود بملايين الدولارات مع شركات عالمية لنقل الأحداث الأوروبية، وقد قامت القناة بتعيين مواطن بديلا عن المدير العربي، وعلمت laquo;القبسraquo; أن أحد الإعلاميين المخضرمين وهو رئيس تحرير إحدى الصحف في هذا البلد الخليجي قد قاد هذه الحملة التي حولها إلى قضية رأي عام).

هنا نتوقف عند الخبر ومدى صحته من عدمه وحفاظا على سمعة ومكانة المدير الذي نحترمه لن نكتب اسمه حتى لا ندخل في متاهات قانونية نحن في غنى عنها ولكننا نشير إلى مقولة تصلح لكل من تسول له نفسه بالتجاوز وينكر المعروف ومن يدخل نفسه في أزمات ومشاكل لا حصر لها عندما يتجاوز القانون ويريد الوصول إلى أعلى المراتب والدرجات بأقصر الطرق وأسهلها للبقاء دائما في الصورة والأضواء والجلوس على الكرسي والسيطرة على من حواليه ويلعب بذيله ويتحرك نحو(الغلط) مستغلا طيبة الناس الطيبين.

ويهدف الثراء الفاحش ويبسط قبضة يده على كل الأمور الصغيرة والكبيرة بطريقة one man show أو أنا ومن بعدي الطوفان وهي الظاهرة التي انتشرت رياضيا وإعلاميا للأسف الشديد، فلم نعد نعرف الصالح والطالح لأن الأهداف الوصولية لهذه الفئة أصبحت متشابهة بأسلوبها الرخيص وبدأت تنتشر وللأسف تؤثر!

* مشكلة البعض ممن يعملون في هذا المجال الحيوي والمهم (الرياضة والإعلام) الذي تصرف عليه الدول الملايين من الدولارات أن هذه النوعية من البشر تسعى للتسلق على أكتاف الآخرين ناسين ماهية الرياضة بمفهومها الإنساني والاجتماعي.

ولكن يحلو للبعض في زمننا هذا الكيل بمكيالين..فالاتهامات الخطيرة التي يتعرض لها بعض من يعمل في القطاعين المذكورين أعلاه تصل بسهولة وبسرعة البرق لأنها جذابة دائما .. فالفارق كبير بين من يريد أن يعمل بشرف ومن يريد أن( يهبر) وكل بطريقته وما أكثرهم في الساحة، ولو بحثنا عنهم سنجدهم ينتشرون.. نقول لايصح الا الصحيح فهل يستوعب بعض الغافلين عن ربهم ويتعلمون قبل الوقوع في المحظور؟

* أقول (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع).. بل وربما يسقط في الحفرة التي حفرها لغيره، فهذه الظاهرة السيئة بدأت تطفو على السطح الرياضي المليء بالتناقضات والغرائب والعجائب..فأصبح لدينا (الشين والزين) وللأسف الكل يتساوى في ظل التقييم .

فصار البعض منا يعتقد بأنهم (فوق) وبعيدا عن النقد والمحاسبة والمكاشفة،ونحمد الله أننا في مجتمعات تعرف المتسلقين جيدا وتعرف نواياهم الخبيثة مهما طال بهم الزمن فلابد أن تظهر الحقيقة ..لأنها تمثل نقطة خطيرة لابد من الانتباه خاصة في المواقع الحساسةالتي تمس القضايا الإعلامية الرياضية.. والتحذير واليقظة مطلوبان حتى لا يمارس هؤلاء ألاعيبهم لتحقيق مصالحهم الشخصية ويمرحون ويضربون عرض الحائط بالأعراف والقوانين.. والله من وراء القصد.

نقلا عن البيان بتاريخ 6 ابريل 2008