شهد الأسبوع المنصرم إفتتاح بطولة كأس العالم للشباب 2009 و كأي بطولة كبيرة تشهد ساحات المباريات و كواليس المونديال رواجا لعدة أسواق و لعل أبرزها سوق سماسرة اللاعبين الذين ينشطون في مثل هذه البطولات لإقتناص لاعبًا على أقل تقدير ليقدمه هدية لفريق ليحقق معه نجاحات وليحصل هو على نسبته نظير إكتشافه .

ويعتبر عمل السماسرة الرياضيين عملاً مشروعًا ولا عيب فيه لكن كأس العالم للشباب شهدت هذا العام نوعا جديدا من السماسرة الذين لربما فشلوا في عملهم _ أي كان العمل الذي كانوا منوطين به _ او لربما ضاقت بهم الحياة خاصة في ظل الأزمة الإقتصادية .
فبدلاً من ان ينضموا الى ملايين العاطلين قرروا ان يمتهنوا مهنة جديدة حتى ولو إستمرت لمدة أيام فقط هي عمر المونديال الشبابي .

هذا النوع الجديد من السماسرة هم ( سماسرة الكلام الفاضي ) فهم أخذوا على عاتقهم ان يطلقوا الشائعات من هنا الى هناك و في اي اتجاه و ربما كانت هذه المهنة مدفوعة الاجر او يؤديها اصحابها طواعية من مبدأ ( الفاضي يعمل قاضي ) .
و بالرغم من عمر البطولة الذي لم يتعد الأسبوع حتى يومنا هذا الا ان منتخب الامارات العربية كان خلال هذه الفترة الأخيرة بطل تلك الشائعات او بمعنى أدق كان ضحية هذه الشائعات المكشوفة .

فقبل إنطلاق اولى مباريات الأبيض أنطلقت شائعة تروج الى إصابة عدد من لاعبييه بمرض انفلونزا المكسيك و هو الخبر الذي أحدث بكل تأكيد بلبلة في المعسكر الأبيض قبل لقاء نظيره الجنوب الأفريقي و هي بالطبع _ الإشاعة _ ليست موجهه الى المعكسر الأبيض فقط و لكنها موجهه للمنتخبيين العربيين المشاركيين في البطولة .

فمن ناحية يهتز اداء المنتخب الإماراتي بعد ان تنتشر الشائعة بين اعضائه و من ناحية أخرى تهتز صورة البلد المضيف ( مصر ) و هي أيضا بلد عربي تحتضن البطولة العالمية .
و على الفور تناقل الخبر و تناقلته وسائل الإعلام المختلفة و على عكس ما تمنى مروجي الخبر فقد تم نفي الخبر و تأكيد سلامة لاعبي الامارات و الذين ظهروا بالفعل في مباراة الامس امام منتخب جنوب أفريقا و انتزعوا تعادلاً ثمينًا مستحقًا لترد ردًا عمليًا على المغذ من تلك الشائعات التي روجها السماسرة الجدد .

و هو بالطبع ما لم يلاقى استحسانا من قبل تلك السماسرة الذين قرروا ان ينشطوا مرة أخرى و يروجو الى شائعة جديدة تخص نفس البطليين العرببين و هي ان الامارات إشترت مشجعين مصريين للوقوف بجانب منتخب الأبيض .
على الرغم من المكر الظاهر في اداء تلك السماسرة الا ان انهم نسوا عدةثوابت اساسية في التاريخ المشترك بين الامارات و مصر .

ولعل ابرز تلك ثوابت ان الشعب المصري المصري و الجماهير المصرية لا تشترى باموال و ان تشجيعهم للمنتخب ( المصر اماراتي) نابع من تقديره العميق لتلك البلد العريقة و الشقيقة و هو حب متبادل بيت شعبين عريقين .
يكفيك ان تتجول في شوارع مصر و ترى لافتات تحمل اسماء الشوارع و المشروعات الكبرى و التي تحمل اسم مؤسس دولة الامارات زايد رحمه الله عليه .. او تحمل اسم الشيخ خليفة بن زايد .

يكفى للمتابع ان يتجول بين مقاهي عجمان بدولة الامارات العربية لحظه مباراة تلعبها الامارات او مصر لترى مدى التلاحم بين المصريين المقيمين في الامارات و اهل البلد حتى انك تكاد الا تفرق المصري من الاماراتي .
يكفيك ان تتابع بطولة الامم الأفريقية في مقاهي الامارات عام 2006 لترى الفرحة العارمة التي انتابت الاماراتين بفوز الفراعنة قبل المصريين و كما هو الحال في بطولة الخليج لكرة القدم ( خليجي 18 ) و كيف كانت حال المصريين عند الفوز الأبيض بالبطولة .

و اخيرا ... نداء الى السماسرة الجدد ... استمروا في مسيرتكم ... و انشاء الله سيكون الرد عليكم في الملعب بأقدام شباب المنتخبيين العربيين المصري و الاماراتي .