لم تبتعد اتهامات سابقة لشبكة قنوات الجزيرة الرياضية عن إسرائيل بالوقوف وراء التشويش على القمر الصناعي نايل سات والتأثير على النقل الحصري لمباريات مونديال كأس العالم لكرة القدم الأخيرة في جنوب أفريقيا، فقد ذكرت صحيفة بريطانية مؤخراً أن مصدر ذلك التشويش كان الأردن وتحديدا من quot;السلطquot;.

وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن التشويش على قناة الجزيرة الرياضية خلال بثها مباريات كأس العالم السابقة كان مصدره الأردن وتحديدا من السلط، مضيفة أن الإحداثيات للمكان الذي صدر منه التشويش كان ٣-٥ كم من 32.125 شمالاً و35.766 شرقاً.

وجهت الجزيرة الرياضية اتهامات مبطنة لإدارة النايلسات بالوقوف وراء التشويش أثناء كأس العالمولكن صحيفة ذي غارديان البريطانية كشفت ان الاردن هو مصدر التشويش.

وذكرت أن وثائق سرية حصلت عليها حصريا تتبعت خمساً من حالات التشويش التي حصلت خلال البطولة لمنطقة قريبة من السلط في داخل الأردن quot;بالتأكيدquot; وهو ما أكدته فرق فنية باستخدام تكنولوجيا تحديد المواقع الجغرافية .

ويقول خبراء بحسب ما تدعي (الغارديان) انه من غير المرجح أن التشويش قد تم القيام به من دون معرفة السلطات الأردنية وذلك لأن القضية معقدة جداً ولأن التشويش ينطوي على إرسال إشارات الراديو أو التلفزيون والتي من شأنها أن تعطل الإشارة الأصلية لمنع الاستقبال على الأرض وهي عملية غير قانونية بموجب المعاهدات الدولية .

وقالت مصادر في مقر قناة الجزيرة الرياضية في قطر كما ذكرت الـ quot;غارديانquot; إن الأردن كان قد طلب في وقت سابق من القناة توفير شاشات تلفزيون عملاقة في أماكن عامة تمكن الأردنيين من مشاهدة المباريات مجانا. ورفضت شبكة الجزيرة ذلك لأن دولاً عربية أخرى ستتوقع معاملة تفضيلية مماثلة.

وكانت اهتمامات الملايين من عشاق الكرة العرب انقسمت بين الترقب لرؤية هوية المنتخب البطل لنهائيات كأس العالم وكذلك للتطلع إلى معرفة حقيقة العدو الخفي المتسبب في استمرار عملية التشويش على البث المباشر لمباريات المونديال عبر شاشة القنوات الرياضية المشفرة التي تتبع الشبكة القطرية .

ورغم خفوت حدة الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المستفيدة في قطر أو المشغلة في مصر غير المشاركة في تقنيات تصنيع وتطوير هذه الخدمة التلفزيونية الفضائية الحديثة، وكذلك الاعلان المتزامن من قبل الطرفين كل على حدة عن تكليف شركات أوروبية للكشف عن هوية الفاعل الخفي لعمليات التشويش أثناء تكرار حدوثها في مرات مقبلة .

إلا انه نسب الى متخصصين في الجزيرة والنايلسات تكهنهم بهوية الجهة التي قامت بالتشويش التي وصفوها بالذكاء ، متوقعين أن يكون لديها محطة إرسال ومن الممكن ان تكون شركة أقمار اصطناعية أخرى، على الرغم من اعترافهم بأن التكهن صعب في مثل هذه الأحداث .

واللافت في عمليات التشويش المجهولة المصدر أنها تكررت على اثر حدوثها للمرة الأولى في اليومين الافتتاحي والتالي لمنافسات المونديال الإفريقي الأخير ووصلت لاحقاً ليترافق ظهورها خلال ساعات التحليل في استوديوهات الجزيرة الرياضية وهو ما يعني ان ذلك العدو الخفي ما زال قادراً على مواصلة مهمته غير المشروعة .

ولم يستطع المتابعون لمباراة الجزائر وانكلترا إلا مشاهدة فترات محدودة من المباراة وبالذات في الشوط الثاني حيث كان التشويش يستمر لمدة خمس إلى عشر دقائق، وكانت القناة قد ذكرت في بيان بث على قنواتها أن التشويش متعمد لكن لم تتخذ القناة حلولا واضحة للمشتركين على قنوات النايل سات.

ومع قرب انتصاف منافسات المونديال فانه لم يطرأ جديد بخصوص اكتشاف مصدر التشويش، عدا عدم استبعاد تورط اسرائيل وفقا لما قاله رئيس قسم المراسلين في قناة الجزيرة الرياضية رائد عابد في تقرير صحافي قبل أن يستدرك مؤكداً عدم التوصل إلى أدلة قاطعة لاتهام أحد بصورة مباشرة.

لكن صحيفة quot;يديعوت أحرنوتquot; الاسرائيلية ردت على ذلك بقولها إن الجزيرة الرياضية نقلت اتهاماتها بالتشويش على بثها من مصر إلى إسرائيل، وزعمت بأن القناة القطرية، التي استثمرت الملايين من الدولارات لتغطية كأس العالم واحتكاره، فشلت تقنيا في بث المباريات .

ومعلوم أن قنوات الجزيرة الرياضية نجحت في شراء حقوق بث بطولة كأس العالم 2010م و2014م في صفقة قياسية بلغت ( 2,7) مليار دولار لتعويض خسائر الطرف البائع شبكة راديو وتلفزيون العرب لعدم مقدرتها على المنافسة في السوق الخليجية العربية بحسب تصريحات المالك للشبكة الإعلامية السعودية .