أصبح المنتخب الإسباني ثالث منتخب يتوج بطلاً لكأس العالم يخوض التصفيات المؤهلة للمونديال الموالي بعد المنتخب البرازيلي الذي خاض اقصائيات دورة ألمانيا 2006 و هو بطل دورة 2002 و المنتخب الإيطالي الذي شارك في تصفيات 2010 و هو بطل نسخة 2006.
ديدا ميلود - إيلاف :فلغاية مونديال كوريا و اليابان 2002 ظل البطل معفى من التصفيات و يتأهل للنهائيات الموالية بشكل تلقائي للدفاع عن تاجه إلى جانب منتخب البلد المنظم الذي لا يزال يحظى بهذا الشرف ، و كان المنتخب الفرنسي الفائز ببطولة عام 1998 أخر بطل يستفيد من هذا الإعفاء الذي أقره الإتحاد الدولي ، الذي ظل ساري المفعول لغاية عهد البرازيلي جواو هافلانج قبل أن يقرر خليفته السويسري الرئيس الحالي جوزيف سيب بلاتر في عهدته الأولى على رأس الفيفا إلغائه بتأثير من النموذج الأوروبي المتبع في كأس أمم أوروبا حيث البطل لا يتأهل مباشرة و مضطر لخوض تصفيات البطولة الموالية مثله مثل بقية المنتخبات .
و منذ أن سن الفيفا هذا القرار لقي بشأنه إنتقادات كثيرة و ظهر العديد من النقاد و الخبراء المعارضين له و يطالبون الفيفا بإلغائه و العودة الى النظام القديم ، و يستندون في معارضتهم لوجود احتمال بإقصاء البطل خلال التصفيات و غيابه عن النهائيات مما يفقد البطولة نكهة خاصة ظلت قائمة في جميع البطولات حيث كان البطل في العادة يفتتح البطولة.
فالبطل يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة و غيابه عن البطولة يؤثر سلباً على أدائها و على الحضور الجماهيري مثلما حدث في كأس أمم إفريقيا الأخيرة 2012 مع المنتخب المصري الذي أقصي و هو بطل لثلاث دورات سابقة ، و مع المنتخب الفرنسي الذي غاب عننهائيات كأس أمم أوروبا 1988بألمانيا و هو بطل دورة 1984 و ثالث كأس العالم بمكسيكو 1986 ، و ربما قد تحدث هذه الحالة في نهائيات كاس العالم مستقبلا رغم أن الخبراء الموالين للفيفا يستبعدون ذلك لسبب بسيط هو أن المنتخب الفائز بالمونديال من أقوى المنتخبات في قارته و هو دوما ينتمي جغرافيا اما لقارة أوروبا أو أمريكا الجنوبية حيث عدد المقاعد المخصصة لمنتخباتها وفيراً جداً و منتخبات متواضعة تتأهل فما بالك بمنتخب بطل للعالم خاصة بعد رفع عدد المنتخبات في النهائيات إلى 32 بدلاً من 24 ، غير أن المناهضين لهذا القرار يرون بأن الفيفا كان عليه أن يحافظ على التقليد في إطار سياسته لإنجاح عرس المونديال و في إطار احترام المنتخب البطل الذي ترغب جماهيره في الانتشاء بالإنجاز لأطول فترة ممكنة دون أن تنشغل بالتصفيات و ما يرافقها من حرق للأعصاب ، كما أن احتمال إقصاء حامل التاج يبقى وارد على الأقل من الناحية النظرية ، حتى و إن كان من الناحية الفنية الواقعية مستبعداً .
فالبطل نفسه في كثير من المرات يتعرض إلى هزات تعقب تتويجه و تغييرات بإعتزال عدد من كوادره و بالتالي فالفيفا لا يضمن أن يظهر البطل خلال التصفيات بعد عامين من التتويج بنفس المستوى ، و يرون أيضا بأن البطل حتى و أن كان من القارة العجوز أو من أمريكا اللاتينية حيث عدد المقاعد كبيراً فان خطر الإقصاء يبقى يهدد البطل لسبب بسيط يتعلق بعنصر المفاجأة الذي لا يعترف برغبة و أهواء الفيفا ، و مقامات البطل غير محفوظة عنده ، خاصة إن عملية القرعة نفسها التي تساهم كثيراً في رسم معالم الاقصائيات عادة ما تحرج المنتخبات المصنفة في خانة الكبار عندما توقعها مع بعضها البعض مثلما يحدث في تصفيات قارة أوروبا حالياً بتواجد منتخبي إسبانيا حامل اللقب في مونديال جنوب إفريقيا 2010 و فرنسا الذي يبقى قادر على إزاحة المتادور من صدارة المجموعة و حرمانه من على الأقل من التأهل المباشر ، كما إن التصفيات لا تخلو من المفاجآت غير السارة للمنتخبات الكبيرة مثلما حدث مع المنتخب البلغاري في اقصائيات 1994 ، و المنتخب النرويجي الذي أزاح إنكلترا في نفس التصفيات ، و في قارة أمريكا الجنوبية فأن الأمر أكثر تعقيداً في ظل تقارب مستويات المنتخبات العشرة حتى و إن كانت الأرجنتين و البرازيل تمتلكان حظوظا أوفر ، لكن الأمر لا يسلم لأن التاريخ يؤكد بان التانغو وجد نفسه مرغماً على خوض ملحق ضد الكانغارو الأسترالي في تصفيات مونديال أمريكا 1994 رغم أن كان وصيفا لبطل عام 1990 و بطلاً لدورة 1986 ، و ذلك بعد تألق منتخبي كولومبيا و بوليفيا ، و في دورة عام 2002 كاد البرازيل أن يدفع الثمن باهظاً بعد البداية غير الموفقة و حامت الكثير من الشكوك حول قدرته على التأهل رغم انه هو الآخر كان وصيفا لبطل 1998 و بطلاً لعام 1994 و مع ذلك فلا الإكوادور و لا باراغواي احترما تاريخه و إنجازاته لان الميدان لا يعترف بذلك.
و انضم قائد و حارس مرمى المنتخب الإسباني بطل النسخة الأخيرة أيكر كاسياس إلى المناهضين لقرار الفيفا حيث قال في مستهل التصفيات انه لأمر غريب ألا يتأهل حامل اللقب بشكل تلقائي إلى نهائيات المونديال الموالي مؤكداً بأن الغرابة تكمن في الفكرة في حد ذاتها بغض النظر عن قدرة البطل عن ضمان تأهله من عدمه و ناشد المسؤولين على الفيفا إعادة النظر في هذا الموضوع مستقبلاً .
التعليقات