يعود المنتخب الزامبي مجددا الى نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم التي تستضيف جنوب افريقيا نسختها التاسعة والعشرين من 19 كانون الثاني/يناير الى 10 شباط/فبراير، في مهمة اصعب من السابقة حيث فاجأ الجميع وتوج بطلا للنسخة الثامنة والعشرين التي اقيمت في الغابون وغينيا الاستوائية.

ولم يكن منتخب زامبيا حينها مرشحا لنيل اللقب وظفر به على حساب quot;فيلةquot; ساحل العاج بركلات الترجيح 8-7 بعد تعادل سلبي في الوقتين الاصلي والاضافي، لكن صعوبة المهمة الجديدة تكمن في المحافظة على الانجاز الذي تحقق لاول مرة بعد محاولتين فاشلتين حيث خسرت في النهائي عامي 1974 في مصر امام زائير (الكونغو الديموقراطية حاليا) صفر-2 في المباراة النهائية المعادة (تعادلا في الاولى 2-2)، و1994 امام نيجيريا 1-2 في المباراة النهائية في تونس.

ويعلم مدرب زامبيا هيرفيه رينار الذي بات رابع فرنسي ينجح في التتويج باللقب بعد كلود لوروا وبيار لوشانتر (كلاهما مع الكاميرون) وروجيه لومير (تونس)، تمام المعرفة ان المحافظة على اللقب تكون في معظم الاحيان اشد صعوبة من احرازه.

وبدأت هذه الصعوبة في التصفيات حين ابتسمت ركلات الترجيح مرة جديدة للمنتخب الزامبي بعد ان تخلف في الوقت الاصلي 1-صفر امام مضيفتها اوغندا في اياب الدور الثاني بعد ان تقدمت ذهابا 1-صفر، وبلغ بصعوبة النهائيات للمرة الخامسة على التوالي والسادسة عشرة في تاريخه بفضل ركلات ترجيح ماراتونية حسمها لصالحه 9-8.

وقد تكون زامبيا محظوظة اكثر من غيرها بعد ان اوقعتها القرعة في المجموعة الثالثة التي تضم نيجيريا العائدة وبوركينا فاسو واثيوبيا العائدة ايضا بعد غياب 30 عاما، وهي مرشحة لبلوغ ربع النهائي اذا انتفت المفاجآت او ندرت في الدور الاول.

من جانبها، عادت نيجيريا اثر غياب قسري عن النسخة السابقة وبعد مخاض، وخاضت الدورين الاول والثاني من التصفيات بموجب النظام الجديد فتخطت رواندا (صفر-صفر ذهابا و2-صفر ايابا) في الاول، وليبيريا (2-2 ذهابا و6-1 ايابا) في الثاني.

وكانت نيجيريا مرشحة دائما في كل من مشاركاتها الخمس عشرة السابقة للمنافسة على اللقب لكنها لم تنجح سوى مرتين عامي 1980 على ارضها و1994 في تونس، ويعمل مدربها الجديد المدافع الدولي السابق ستيفن كيشي (50 عاما) بهدوء من اجل ان يكون اول مدرب محلي يحقق هذا الانجاز مع المنتخب الذي خاض معه 64 مباراة دولية من 1981 الى 1995، ويسحب من الذاكرة الوطنية ما حققه قبله البرازيلي اوتو غلوريا (1980) والهولندي كليمانس فيسترهوف (1994).

وترتكز نيجيريا الى تاريخها الكبير، فهي اضافة الى لقبيها في السنوات الخمسين السابقة، حلت وصيفة 4 مرات واحرزت المركز الثالث 7 مرات وهذا بحد ذاته يشكل ثباتا قويا في المستوى.

ولم يكن تأهل بوركينا فاسو للمرة الثالثة على التوالي والتاسعة في تاريخها سهلا على الاطلاق، وخطفت البطاقة في الوقت القاتل من فم جمهورية افريقيا الوسطى التي اطاحت في الدور الاول بالمنتخب المصري حامل الرقم القياسي بعدد الالقاب (7 اخرها عام 2010).

وكان منتخب جمهورية افريقيا الوسطى الذي فاز 1-صفر في ذهاب الدور الثاني في طريقه لتحقيق مفاجأة اخرى من العيار الثقيل والتأهل الى النهائيات لاول مرة في تاريخه بعد ان انهى الدقائق التسعين من مباراة الاياب متخلفا 1-2، الا ان مهاجم اوكسير الفرنسي الان تراوري قال الكلمة الاخيرة وسجل هدفا قاتلا في الوقت بدل الضائع لتصبح النتيجة 3-1.

ومهما يكن من امر، تبدو حظوظ بوركينا فاسو التي كانت افضل نتيجة لها المركز الرابع في النسخة التي استضافتها عام 1998، ضئيلة لتجاوز الدور الاول، وخروجها من الدور ذاته في الغابون وغينيا الاستوائية بعد 3 هزائم متتالية، خير دليل على ذلك.

وعاد المنتخب الاثيوبي الى النهائيات للمرة الاولى منذ عام 1982 والعاشرة في مسيرته بعد ان احرز اللقب على ارضه عام 1962.

وتخطت اثيوبيا في الدور الاول بنين (صفر-صفر ذهابا و1-1 ايابا) والسودان في الدور الثاني (3-5 ذهابا و2-صفر ايابا).

وبدأت مشاركة اثيوبيا منذ انطلاق النسخة الاولى عام 1957 بموجب النظام القديم، لكنها غالبا ما خرجت من الدور الاول بعد اعتماد نظام المجموعات حتى غطت في سبات عميق استمر 30 عاما تخلفت في بعضها عن التصفيات لاسباب شتى مختلفة ولم تستطع في بعضها الاخر تخطي الادوار الاقصائية.