الرياض: دخل الطيران الرياضي بالسعودية مرحلة جديدة، بعد أن أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني أول رخصة طيار لأحد الرياضيين، كما أعلنت الهيئة العامة في تعميم رسمي إنها وافقت على تسجيل طائرات الجناح الثابت ضمن الطائرات الرياضية، في إطار جهودها لتطوير أنظمة الطيران الرياضي، والاهتمام بالشباب ممارس الطيران الرياضي بأنواعه.

استقطاب عالي

كانت الهيئة العامة للطيران المدني قد أوقفت العام الماضي الطيارين الحاصلين على رخص لممارسة الطيران الرياضي الخفيف من "نادي الطيران السعودي"، واشترطت عليهم الحصول على رخصة "الطيران العام" من الهيئة لكي يسمح لهم بممارسة الطيران الرياضي الخفيف في أجواء السعودية، لتحقيق أجواء آمنة وفق أدق معايير السلامة العالمية.

قاعدة الطيارين الرياضيين تتزايد يوما بعد يوم

ودخل الطيران الرياضي للسعودية في عام 2000، بعد إنشاء نادي الطيران السعودي كهيئة رسمية مستقلة غير ربحية تهدف إلى نشر ثقافة الطيران وعلومه ولتحفيز مشاركة العامة بالأمور المتعلقة بالطيران، حيث يشرف النادي على انشطة الطيران الخفيف ووطائرات ذات التحكم والقفز المظلي، ويمكن الهواة من ممارسة رياضة الطيران في المناطق المحددة لأنشطتهم حسب كل مدينة.

استطاع الطيران الرياضي أن يستقطب المئات من الشباب الذين وجدوا في المناطق السعودية الشاسعة ضالتهم، فأصبح الطيران بأنواعه المختلفة رياضة تستقطب عددًا كبيرًا من السعوديين الذي تستهويهم تجربة الطيران ومشاهدة الاجواء من السماء، ما دفع نادي الطيران السعودي لوضع برامج وتجمعات لتأطير الشباب الشغوف بتجربة الطيران، حيث تم إنشاء أكثر من 7 جمعيات وأندية للطيران في مختلف المدن السعودية.

الطيران الرياضي والفروسية

يقول الكابتن والمدرب عبدالله القرني، عضو نادي سما الغربية للطيران بجدة، إن رياضة الطيران تعتبر فروسية الجيل الجديد حيث تتيح للشباب اكتشاف الامتداد الكبير للأرض بكل جمالياتها، ما يقودهم لاحقًا إلى حب هذة الرياضة والتعمق فيها، مشيرا لـ"ايلاف" إلى أن تجربتهم تتحول إلى تدريب مستمر وقيادة، ثم الحصول على رخصة مثل ما حدث مع الكثير من الهواة، وأضاف "تساهم هذه الرياضة في تغير النمط الحياتي وتزيد من اهتمامهم بالنظام والدقة والتفاصيل، وبالتالي هي ذات تأثير قوي على الشخص فكريًا وسلوكيًا".

الطيران الرياضي يساهم في تنشيط السياحة في السعودية

أوضح القرني أن الطيران الرياضي يمارس تحت ظل الأندية والجمعيات المنتشرة في جميع مدن المملكة، وتتضمن ممارسته شروط متعددة منها توفر اللياقة الطبية، والعمر فوق 18 عامًا واجتياز مراحل التدريب على الطيران وإجراءات الأمن والسلامة، مشيرًا إلى أن الطائرات أنواع، "فهناك الخفيفة مثل طائرات الجناح الثابت والجايروكبتر، وهناك الطائرات الشراعية التي تمارس في الجبال والمنحدرات، وأماكن الطيران ونسبة الارتفاع محددة مسبقًا من الجهات المختصة، والأماكن المفتوحة مسموح الطيران فيها، طالما لا توجد أي عوائق، شريطة أن تكون بعيده عن الأماكن السكنية إلا بإذن مسبق، وعن المطارات بما لا يقل عن مسافة 8 كيلومترات".

الطيران الرياضي والتنمية الاقتصادية

من جهته، قال الباحث الاقتصادي على الغامدي إن انتشار الطيران الرياضي سيعتبر رافدًا مهمًا لدعم السياحة وتنويع مصادر الدخل الاقتصادي بالسعودية، مشيرا في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن الرياضات الجوية من شأنها أن تلعب دورًا كبيرًا في دعم الأماكن السياحية والتعريف بها، حيث ستكون وسيلة تروجيه في هذا المجال مع انتشارها وصولها إلى مختلف المناطق السياحية والأثرية وزيادة الإقبال عليها، ولا سيما أنها رياضه سياحية لها عشاقها، خصوصًا في فترة الإجازات الأسبوعية وأوقات الأجواء الربيعية.

أوضح الغامدي أن رياضة الطيران الرياضي، وغيره من رياضة المغامرات، برزت أخيرًا كواحدة من أبرز الأنماط السياحية الشبابية، حيث من المتوقع أن تساهم سياحة الطيران الرياضي في فتح آفاقًا رحبة وواسعة لمنتج سياحي جديد يجذب شريحة كبيرة من السياح الذين يعشقون هذا النوع من السياحة، ما يتطلب من هيئة السياحة وهيئة الطيران المدني الاهتمام بهذه الرياضة وتطويرها والتقليل من العقبات التي تواجهها، ولا سيما انها ستساهم في التعريف بمناطق السعودية المختلفة المترامية الأطراف والتي تعتبر متحفًا مفتوحًا للطيارين.