لا ينحصر اهتمام رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم عبد الخالق مسعود فقط بمكان مباراة بلاده مع "الاخضر" السعودي في تصفيات كأس العالم روسيا 2018، فالرئيس القادم من تجربة ثرية في اتحاد الكرة ومع نادي اربيل، يسعى الى ان يصل بمنتخب العراق الى نهائيات المونديال للمرة الثانية بعد المكسيك 1986.

ويجتهد "الملا" عبد الخالق في سبيل تعزيز حظوظ المنتخب من خلال توفير مقومات النجاح في التصفيات، وهو لهذه الغاية اعلن عن التعاقد رسميا مع الوطني راضي شنيشل مدربا لمنتخب اسود الرافدين لمدة 3 سنوات.

وكانت الابتسامة ترتسم على محياه حين يتحدث عن أزمة المباراة ويسرع الى حسم الموضوع :"ايران ارضنا المفترضة، على المنتخب السعودي احترام الخيار والرغبة في هذا الشأن".

واعلن الاتحاد العراقي موافقة نظيره الاسيوي على اختيار ايران مكانا لمبارياته في تصفيات الدور الثالث الحاسم المؤهلة الى كاس العالم 2018 في روسيا، والسماح له بخوض مبارياته هناك باستثناء مواجهة المنتخب السعودي.

ويتمحور الطلب العراقي الآن على اختيار ملعب محايد لمواجهة المنتخب السعودي (غير ايران)، على ان يختار المنتخب السعودي هو الاخر مكانا للمواجهة الثانية.

وحين يسأل عن الاصرار بداية على اختيار ايران ارضا للمنتخب العراقي، ينفي مسعود اي اتهام بتعقيد الامور: "الاردن كان الخيار الاول بالنسبة لنا، لكن استضافته لمونديال السيدات في توقيت متزامن حال دون الموافقة".

ويضيف لوكالة "فرانس برس": "لم يكن الاردن خيارنا الوحيد بل حاولنا ان يكون لبنان البلد المضيف، لكن المسؤولين اعتذروا عن الاستضافة ايضا".

ويتابع: "ثمة معايير وضعناها عند اختيار ايران لاستضافة مبارياتنا يأتي في مقدمتها سهولة التنقل وعدم اشتراط حصول المواطن العراقي على التأِشيرة للدخول الى ايران وهذه امور تؤخذ بعين الاعتبار، خصوصا ان التصفيات تحتاج الى مواكبة جماهيرية عندما تخوض المباريات على ارضك المفترضة".

وكشف مسعود أن الدول الخليجية كانت خيارا مستبعدا لأن هناك منتخبات خليجية في نفس المجموعة (السعودية والامارات)، وهذا ما سيمنحها افضلية تنقل الجماهير فيما تحتاج الجماهير العراقية الى تأشيرة لدخول الدول الخليجية.

ويرفع مسعود السقف حين يشدد على عدم ذهاب منتخبه الى السعودية في حال لم يلعب "الاخضر" في ايران، "في حال رفض المنتخب السعودي اللعب على الأراضي الإيرانية فإن المنتخب العراقي لن يلعب مباراة الذهاب بالمملكة العربية السعودية وأنه على المنتخب السعودي في هذه الحالة القبول باللعب في ملعب محايد في مباراتين متتاليتين".

- طموحنا التأهل! -

يشيد رئيس الاتحاد العراقي بمدرب المنتخب راضي شنيشل معتبرا ان التعاقد معه لمدة 3 سنوات لم يأت من فراغ، "فهو من الاسماء التدريبية التي تتمتع بالخبرة والكفاءة وقوة الشخصية فضلا عن علاقاته الطيبة بالجماهير الرياضية والإعلام المحلي".

واذ يقر مسعود بصعوبة المجموعة الثانية التي تضم منتخبه الى جانب أستراليا واليابان والسعودية والإمارات وتايلاند، لكنه يبدي تفاؤلا كبيرا بامكانية تحقيق المنتخب العراقي للتأهل الى المونديال.

وتتطابق الآراء بين مسعود وشنيشل بخصوص البرنامج المفترض لاعداد المنتخب، حيث يشدد رئيس الاتحاد على ضرورة التحضير باجراء معسكرات على مستوى عال واقامة مباريات ودية قوية تعود بالفائدة على اللاعبين، وهو ما كان اشار اليه المدرب شنيشل الذي طالب بتهيئة مباريات تجريبية عالية المستوى الفني بهدف الاستعداد القوي لملاقاة منتخبات ذات طابع مشابه للمنتخبات التي سيواجهها العراق خلال التصفيات النهائية.

ويرى مسعود ان قيادة العراق للمركز الرابع في كأش آسيا الأخيرة التي جرت بأستراليا مطلع عام 2015، كانت من ابرز الاسباب التي ساهمت بأن يكون شنيشل على رأس المنتخب.

وبعد اعتماد المنتخب العراقي في المستوى الرابع، جاءت جدولة مبارياته في التصفيات صعبة في بدايتها اذ سيكون عليه مواجهة استراليا في الاول من ايلول/سبتمبر قبل ان يواجه السعودية (على ارضه المفترضة) في السادس من الشهر نفسه قبل ان يذهب لملاقاة الى اليابان لمواجهة منتخبها في السادس من تشرين الاول/اكتوبر .