تراجع الإنفاق المالي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي في سوق انتقالات اللاعبين خلال الميركاتو الصيفي الحالي، للمرة الاولى منذ انتقال ملكية النادي الباريسي للقطريين في عام 2011.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "لو باريزيان" المقربة من النادي الباريسي، فإن حجم انفاق بطل الدوري الفرنسي عاد إلى المستوى المعقول، بعدما كان قد بلغ مستوى الجنون في المواسم الأربعة السابقة، بسبب الميزانية الضخمة التي كان يرصدها القطريون مع بداية كل صيف لجلب ألمع وأغلى الأسماء المتواجدة في السوق المحلية والقارية والعالمية، مما رفع من قيمة الإنفاق المالي إلى مستويات قياسية بهدف تعزيز صفوفه، ورفع فرصه المنافسة بقوة على جميع البطولات التي يشارك فيها على الصعيدين المحلي والقاري، وعلى رأسها بطولة دوري أبطال أوروبا التي استعصت على الفريق حتى الآن.
 
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن إدارة النادي الباريسي فشلت في انتداب عدد من الأسماء الكبيرة هذا الصيف، خاصة المهاجم البرازيلي نيمار دا سيلفا الذي فضّل الاستمرار مع نادي برشلونة الإسباني، وتمديد عقده لمواسم أخرى، كما فشل في التعاقد مع المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سار على نفس المنوال مع فريقه أتلتيكو مدريد الإسباني.
 
وبحسب الصحيفة، فإن تواضع المستوى الفني للدوري الفرنسي وانعدام المنافسة في المسابقة، بسبب هيمنة فريق باريس سان جرمان هو السبب الرئيسي وراء عزوف النجوم عن الانتقال إلى حديقة الأمراء، وهو ما أدى إلى تراجع قيمة الإنفاق المالي هذا الصيف، خاصة أن الفريق يستهدف التتويج باللقب القاري، كما أن الإدارة نفسها قللت من الانفاق المالي بعدما أصبحت التركيبة البشرية للفريق تضم لاعبين مميزين في جميع الخطوط بمعدل لاعبين في كل مركز على الاقل، عكس المواسم الأولى حيث كان الفريق يفتقر للعناصر الفنية، مما فرض على القطريين الانفاق بسخاء لتقوية صفوف فريقهم.
 
ووفقًا لتصريحات أدلى بها رئيس النادي القطري ناصر الخليفي، فإن الفريق أصبح الآن بحاجة إلى لاعبين يتمتعون بروح قتالية عالية، ويلعبون من أجل قميص النادي، في اشارة واضحة إلى أن العديد من اللاعبين جاؤوا إلى باريس فقط لتقاضي رواتب خيالية، بينما كانت قلوبهم مع أندية أخرى لم تستطع توفير تلك المزايا المادية لهم، وإلا لما انضموا من الأصل لصفوف سان جرمان.
 
وبفضل السخاء المالي للقطريين في الانتدابات ومنح أصحابها رواتب سنوية عالية، نجح النادي في بسط هيمنة مطلقة على البطولات المحلية، حيث فاز بلقب الدوري المحلي (الليغ الاولى) لأربعة مواسم متتالية، فضلاً عن نيله للقب كأس فرنسا وكأس الرابطة والسوبر الفرنسي، كما نجح في تجاوز دور المجموعات لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كل موسم لتبقى افضل نتيجة سجلها قاريًا، هي ببلوغه الدور الربع النهائي من البطولة.
 
وانفق القطريون على باريس سان جيرمان في أول ميركاتو صيفي لهم في عام 2011 ما يقارب الـ 80 مليون يورو، حيث كانت أغلى صفقة تم إبرامها مع المهاجم الأرجنتيني خافيير باستوري من نادي باليرمو الإيطالي مقابل 42 مليون يورو.
 
وفي الميركاتو الصيفي الموالي ( عام 2012 )، ارتفع إنفاق القطريين إلى 147 مليون يورو بانتدابات نوعية شكلت ثورة احلال في العناصر الفنية للفريق، حيث كانت أغلى صفقة تم إبرامها مع متوسط الدفاع البرازيلي ثياغو سيلفا من نادي ميلان الإيطالي، مقابل 42 مليون يورو، فضلاً عن جلب كل من المهاجم السويدي زلاتان ابراهيموفيتش من نادي ميلان أيضاً، بالإضافة إلى المهاجم الأرجنتيني إزيكييل لافيتزي من نادي نابولي الإيطالي، وماركو فيراتي من نادي بيسكارا، وأسماء أخرى.
 
وفي الانتقالات الصيفية لعام 2013، انفق القطريون 114 مليون يورو لتعزيز الزاد البشري للنادي الباريسي، وجاءت اغلى الصفقات مع المهاجم الأوروغوياني إدينسون كافاني من نادي نابولي لقاء 64 مليون يورو.
 
وفي الميركاتو الصيفي لعام 2014 تراجع إنفاق القطريين إلى 62 مليون يورو بسبب قيود نظام وقوانين اللعب المالي النظيف، التي فرضها الاتحاد الأوروبي على الأندية، حيث كانت أغلى صفقة تم إبرامها هي التعاقد مع متوسط الدفاع البرازيلي دافيد لويز من نادي تشيلسي الإنكليزي نظير 50 مليون يورو.
 
وعاد القطريون للإنفاق بسخاء في الميركاتو الصيفي لعام 2015 حيث وصلت قيمة الانتدابات إلى 106 ملايين يورو، كان اغلاها التعاقد مع الجناح الأرجنتيني آنخيل دي ماريا من نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي لقاء 63 مليون يورو.
 
وفي الميركاتو الصيفي الحالي، اكتفى القطريون بضخ 67 مليون يورو في سوق الانتقالات بتعاقدهم مع المدافع البولندي غجيغوش كريتشوفياك من نادي إشبيلية الإسباني مقابل 26 مليون يورو، بالإضافة إلى المهاجم الفرنسي حاتم بن عرفة والإسباني خيسي رودريغيز من نادي ريال مدريد الإسباني، بعدما رحل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى صفوف مانشستر يونايتد الإنكليزي.