ماذا يحدث لريال مدريد؟ فبعدما كان لا يقهر الربيع الماضي ومتألقا في آب/اغسطس، أصبح بطل اسبانيا وحامل لقب مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم في العامين الاخيرين مترنحا بين الاصابات والنكسات في الدوري الاسباني، وبات مدربه الفرنسي زين الدين زيدان مطالبا بايجاد الحل ضد توتنهام هوتسبر الانكليزي الاربعاء في الجولة الرابعة من المسابقة القارية.

- تشخيص مثير للقلق -

هي المرة الاولى منذ عام 2012 التي يحقق فيها ريال مدريد بداية سيئة للموسم في الليغا مثلما يحصل معه هذا الموسم: كسب 20 نقطة فقط في 10 مباريات، مقابل 24 نقطة العام الماضي. وبات حامل اللقب يتخلف بفارق 8 نقاط عن المتصدر غريمه التقليدي برشلونة، وهو فارق لم ينجح النادي الملكي أبدا في تذويبه في تاريخه.

أبرزت الخسارة امام الوافد الجديد جيرونا (1-2) الأحد بعض أوجه القصور في فريق زيدان، الذي يمر بـ"أسوأ لحظة" له على مقاعد بدلاء "الميرينغي"، على حد تعبير صحيفة "ماركا" الرياضية الاسبانية.

ومع ذلك، فقد أكد المدرب الفرنسي عدم "قلقه" بقوله الاحد "يمكننا أن نتخطى كل هذه الصعاب وستأتي أفضل أيامنا".

سجله في ريال منذ تعيينه في كانون الثاني/يناير 2016 يضفي الصواب على ما يقوله: ففضلا عن قيادته النادي الملكي الى سبعة ألقاب، قلب "زيزو" الطاولة في مناسبات حرجة عدة للنادي الملكي، مثلما كان الامر في ربع النهائي دوري ابطال اوروبا عام 2016 ضد فولفسبورغ (خسر 2-0 ذهابا ورد 3-0 ايابا)، وسلسلة 4 تعادلات متتالية في خريف العام الماضي.

- تشكيلة ناقصة -

من الاسباب المؤثرة في النتائج التي يحققها زيدان وريال هذا الموسم، هي ان الفريق لم يتمكن حتى الان من خوض المباريات بتشكيلته الكاملة بسبب الاصابات والايقافات.

وفى لندن الاربعاء، سيغيب أربعة لاعبين أساسيين عن التشكيلة الملكية هم حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس والمدافعان الفرنسي رافايل فاران وداني كارفاخال والمهاجم الويلزي غاريث بايل.

علاوة على ذلك، كان نشاط ريال مدريد في فترة الانتقالات الصيفية معتدلا، لاسيما بالمقارنة مع الانفاق القياسي لأندية أوروبية أخرى. لم يعوض النادي الملكي رحيل المهاجم ألفارو موراتا ولاعب الوسط الكولومبي خامس رودريغيز والمدافع البرتغالي بيبي، وهو ما أضر حتما بسياسة التناوب التي ينهجها زيدان.

- نشاط أقل -

في جيرونا، وأمام خصم محدود من الناحية الفنية ولكنه سخي، وجهت انتقادات للاعبي ريال مدريد بقلة النشاط والضغط على المنافس. أقر لاعب الوسط ايسكو بذلك قائلا "عابنا عدم الضغط مطلع الشوط الثاني" في اشارة الى الفترة التي استقبلت فيها شباك فريقه هدفي الفريق المضيف (الدقيقتان 54 و59).

على الارجح ان "البيت الأبيض" بدأ يعاني من ضغط الموسم الماضي الذي توج خلاله بثنائية الدوري المحلي ودوري ابطال اوروبا ثم الكأس السوبر الاوروبية والكأس السوبر الاسبانية في آب/أغسطس.

أحد أعراض ذلك؟ يعاني ريال مدريد هذا الموسم للفوز في مبارياته، على رغم ان الفريق عرف بتخصصه بحسم المباريات في الدقائق الاخيرة. ولخص زيدان ذلك بالقول "في العام الماضي، فزنا بمباريات لم نكن نستحق الفوز بها، والآن يحصل لنا العكس".

- رونالدو صائم عن التهديف - 

الفرق الكبير بين برشلونة وريال مدريد هذا الموسم هو أن نجم الاول ليونيل ميسي هز الشباك 12 مرة في 10 مباريات (يتصدر ترتيب الهدافين)، بينما اكتفى نجم الثاني البرتغالي كريستيانو رونالدو بتسجيل هدف واحد فقط.

المهاجم البرتغالي (32 عاما) المرشح في كانون الاول/ديسمبر المقبل لمعادلة ميسي بالتتويج بالكرة الذهبية لافضل لاعب في العالم للمرة الخامسة في تاريخه، يسجل أسوأ بداية له في الدوري الاسباني، علما انه غاب عن 4 مباريات بسبب الايقاف. 

في المجموع، سجل مرة واحدة فقط من أصل 40 تسديدة، وهي نسبة منخفضة مخيفة وبعيدا عن معاييره المعتادة.

لحسن الحظ، أن الامور تسير بأفضل طريقة في مسابقة دوري ابطال اوروبا لأفضل هداف في تاريخها (111 هدفا) حيث سجل خمسة أهداف في ثلاث مباريات.

- الحل في ويمبلي؟ -

لتخفيف الضغوط قليلا على ريال، سيكون أفضل تعويض الفوز الأربعاء ضد المضيف توتنهام، في قمة أوروبية تخول المنتصر فيها ضمان بطاقة التأهل الى الدور ثمن النهائي.

قال زيدان "أمامنا مباراة رائعة للعب في ويمبلي"، واعدا بان فريقه "سيشحن بطارياته" حتى مساء الاربعاء.

من الأخبار الجيدة لـ "زيزو" هي أن ريال يلعب بارتياح أكبر نسبيا خارج قواعده، كون منافسين لا يغالون في سد المنافذ. ومع هذا العدد الكبير من اللاعبين القادرين على فرض شخصيتهم على أرض الملعب والمنافسين، يمكن للمدرب الفرنسي ان يأمل في رد فعل منهم.

وحذر إيسكو قائلا "لا يجب اعتبار ان ريال مدريد قد مات"، مضيفا "لقد أظهرنا في كثير من الأحيان أننا قادرون على العودة، ولدينا الفرصة لإثبات ذلك مرة أخرى".