يخوض برشلونة الاسباني الأربعاء غمار مهمة غير سهلة في اياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، محتاجا الى تسجيل أربعة أهداف في مواجهة "خط الصد" الصلب ليوفنتوس الايطالي: الحارس جانلويجي بوفون والمدافعان ليوناردو بونوتشي وجورجيو كييليني.

بعد تأخره صفر-ثلاثة في ذهاب الدور ربع النهائي خارج أرضه، يعود برشلونة الى ملعبه كامب نو باحثا عن إنجاز مماثل لما حققه في الدور السابق أمام باريس سان جرمان الفرنسي، اذ قلب تأخره ذهابا صفر-أربعة، فوزا تاريخيا 6-1، محققا "ريمونتادا" (عودة) غير مسبوقة في المسابقة القارية الأم.

وعلى رغم إيمان مدرب النادي الكاتالوني لويس انريكي بقدرة لاعبيه على تحقيق إنجاز ثان، الا ان اختراق دفاع يوفنتوس هو مهمة أشبه بالمستحيل، لاسيما وان الشباك الايطالية لم تتلق سوى هدفين منذ انطلاق الموسم الحالي من دوري الابطال (تسع مباريات).

وفي حين ان المدرب الايطالي ماسيميليانو أليغري "غامر" مع أسلوب لعب هجومي قائم على تشكيلة 4-2-3-1، الا ان الدفاع الصلب يبقى العلامة الفارقة للأندية الايطالية لاسيما نادي "السيدة العجوز".

ويشكل بونوتشي (29 عاما) وكييليني (32 عاما) هذا الموسم نقطتا ارتكاز قلب دفاع يوفنتوس الذي يستفيد من قدرة بونوتشي على تحويل الفريق من حال الدفاع الى الهجوم عبر تمريراته المتقنة، ما يجعل منه أحد صانعي اللعب الجماعي للفريق.

وخلال تدريبه بايرن ميونيخ الالماني، اعتبر المدرب الحالي لمانشستر سيتي الانكليزي جوسيب غوارديولا ان "ليوناردو بونوتشي هو منذ فترة طويلة أحد لاعبي كرة القدم المفضلين لدي".

وقبل عامين، لم يخف بونوتشي نفسه اعتداده بدفاع فريقه، قائلا "لا أريد ان أكون متبجحا، الا ان جانلويجي بوفون، جيورجيو كييليني، أندريا بارزاغلي وأنا، نحن أفضل المدافعين في العالم".

في ظل ثقته الكبيرة بنفسه وقدراته، وامتناعه عن كثرة التصريحات الصحافية، أو حتى غياب شعبيته الواسعة في أوساط مشجعي النادي، بقي بونوتشي الى حد كبير بعيدا عن الواجهة الاعلامية.

الا ان الأمور تغيرت بشكل كبير هذه السنة مع المرض الذي ألم بنجله الصغير ماتيو، وهي قصة أثرت بالجمهور الايطالي الى حد كبير. شفي ماتيو وعادت صوره الى حساب والده على موقع "انستاغرام" للتواصل الاجتماعي مرتديا قميص يوفنتوس، يرافقه شقيقه الأكبر لورينزو مرتديا قميص تورينو، النادي الثاني في المدينة.

وقال بونوتشي ممازحا لصحيفة "لا ريبوبليكا"، "إما ان أمنعه من رؤية أصدقائه المفضلين، أو أبقي الأمور على ما هي عليه. يركض في أنحاء المنزل مقلدا الطريقة التي يحتفل بها (لاعب تورينو اندريا) بيلوتي".

أما "رفيق السلاح" في الدفاع كييليني، فيعكس شخصية قوية مماثلة لأبرز المدافعين الذين أنجبتهم الملاعب الايطالية في ثمانينات القرن الماضي، وبات يكنى بأسماء منها "كينغ كونغ" أو "الغوريلا".

وكان كييليني ضحية "عضة" من مهاجم الاوروغواي ولاعب برشلونة الحالي لويس سواريز خلال كأس العالم 2014. ونوهت الصحف الايطالية بالطريقة التي "التهم" بها كييليني سواريز في مباراة الذهاب.

- "الدكتور" كييليني -

خارج أرض الملعب، يعد كييليني بشخصيته الآسرة، بمثابة سفير للنادي، اذ غالبا ما يكون حاضرا في المؤتمرات الصحافية أو المناسبات التي تتطلب تمثيل النادي عبر أحد لاعبيه.

وعلى هامش مسيرته الكروية الاحترافية، يتابع كييليني دروسا جامعية في العلوم الاقتصادية، ونال حديثا إجازة في إدارة الشركات، وبات يطلق عليه لقب "دوتور كييلو" (الدكتور كييليني).

وفي حال تمكن ثلاثي الهجوم الكاتالوني، سواريز والارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار، من تخطي حاجز كييليني وبونوتشي، سيجدون أنفسهم في مواجهة جدار صلب آخر هو بوفون، أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ كرة القدم.

وأنهى "جيجي" (39 عاما) المباراة مع برشلونة ذهابا بصد كرة خطرة للاعب وسط النادي الكاتالوني اندريس انييستا، ليظهر علو كعبه على رغم اقترابه من عتبة الاربعين عاما.

والمفارقة ان شباك بوفون لم تتلق بعد أي هدف من ميسي.

وردا على سؤال عن هذا الأمر، قال بوفون "كنت محظوظا دائما بوجود مدافعين يصعبون عليه (ميسي) مهمة لمس الكرة".