قاد جيرار بيكيه فريقه برشلونة لحسم لقاء الـ"كلاسيكو" الإسباني الودي ضد غريمه التقليدي ريال مدريد بالفوز عليه 3-2 في ميامي، وذلك ضمن كأس الابطال الدولية الودية على ملعب "هارد روك ستاديوم" في مباراة قد تكون الأخيرة للبرازيلي نيمار بقميص النادي الكاتالوني.

وسجل بيكيه هدف الفوز أمام 66014 متفرجا في الدقيقة 50 من المباراة التي تقدم خلالها النادي الكاتالوني بهدفين نظيفين عبر الأرجنتيني ليونيل ميسي (3) والكرواتي ايفان راكيتيتش (7)، قبل أن يقلص ريال الفارق بواسطة الكرواتي الاخر ماتيو كوفاسيتش (14) ثم يدرك التعادل عبر ماركو اسينسيو (36).
 
وهي المرة الأولى التي يتواجه فيها عملاقا اسبانيا خارج بلادهما منذ 35 عاما والأولى على الإطلاق في الولايات المتحدة.
 
ومن المؤكد أن الزمن تغير كثيرا ما بين 1982 حين لعب ريال وبرشلونة مباراة ودية في فنزويلا بعد انتهاء الموسم المحلي لم تكن حتى منقولة على شاشات التلفزة في اوروبا، و2017 حيث أصبح العالم بأكمله يترقب المواجهات بين هذه العملاقين وحتى إن كانت ودية مثل تلك التي أقيمت السبت في اطار كأس الأبطال بنسختها الأميركية.
 
وهي الهزيمة الثالثة لفريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان في ثلاث مباريات خلال الجولة الأميركية، والأولى كانت بركلات الترجيح أمام مانشستر يونايتد بعد تعادلهما 1-1، والثانية كانت قاسية على يد جار الأخير مانشستر سيتي 1-4.
 
أما بالنسبة لبرشلونة، فقد حقق فوزه الودي الثالث في جولته الأميركية بقيادة مدربه الجديد ارنستو فالفيردي الذي خلف لويس انريكي، بعد أن سبق له التغلب على يوفنتوس الإيطالي 2-1 ومانشستر يونايتد الإنكليزي 1-صفر بفضل الأهداف الثلاثة للبرازيلي نيمار الذي عكر تحضيرات فريقه للموسم الجديد في ظل الحديث عن احتمال انتقاله الى باريس سان جرمان الفرنسي مقابل 222 مليون يورو.
 
ولعب نيمار السبت دورا ايضا في فوز برشلونة على غريمه إذ أن هدف بيكيه جاء اثر ركلة حرة نفذها اللاعب البرازيلي الذي سيسافر الى شنغهاي للمشاركة في حملة ترويجية خاصة بالنادي الكاتالوني، فيما سيعود زملاؤه مباشرة الى اسبانيا.
 
وبعد المباراة، رفض فالفيردي الدخول في موضوع احتمال انتقال نيمار الى سان جرمان، قائلا "احاول دائما الحديث عن الأمور التي حصلت عوضا عن الأمور التي يمكن أن تحصل. سننتظر. في ما يخصني، نيمار موجود في فريقي، نعتمد عليه وسنرى ما ستؤول اليه الأمور".
 
ولعب نيمار اساسيا في مباراة السبت الى جانب ميسي والأوروغوياني لويس سواريز، فيما بدأ زيدان اللقاء بمشاركة الويلزي غاريث بايل اساسيا الى جانب الكرواتي لوكا مودريتش ومن أمامهما الفرنسي كريم بنزيمة.
 
وفي الوهلة الأولى، بدا أن الأمسية انتهت باكرا لنيمار لأنه سقط ارضا في اول لمسة له للكرة، لكنه عاد الى الملعب في الوقت المناسب لرؤية ميسي يفتتح التسجيل لفريقه في الدقيقة الثالثة بعدما توغل في المنطقة قبل أن يسدد الكرة التي تحولت من المدافع الفرنسي رافايل فاران وخدعت الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس.
 
ولم ينتظر برشلونة سوى اربع دقائق لاضافة الهدف الثاني، وهذه المرة لم يكتف نيمار بلعب دور المتفرج بل كان صاحب التمريرة التي وصلت عبرها الكرة الى راكيتيتش الذي حولها بحنكة في الشباك (7).
 
وبعدما بدا برشلونة في طريقه الى فوز كاسح على غريمه، انتفض ريال ونجح في تقليص الفارق من اول فرصة له على المرمى عبر كوفاسيتش الذي تلاعب بالدفاع عند مشارف المنطقة قبل أن يسدد الكرة بعيدا عن متناول الحارس الهولندي ياسبر سيليسن (14) الذي كادت أن تهتز شباكه مجددا بعد 5 دقائق لكن تسديدة بنزيمة مرت قريبة من القائم.
 
وانتقل الخطر بعدها الى الجهة المقابلة عبر ميسي الذي اختبر نافاس بتسديدة في الدقيقة 31، وجاء رد ريال مثمرا إذ نجح في ادراك التعادل في الدقيقة 36 إثر هجمة مرتدة سريعة وعرضية من مودريتش اخطأ جوردي البا في التعامل معها فوصلت الكرة الى اسينسيو الذي أودعها شباك سيليسن.
 
- "مباراة بوجهين" -
 
ورغم الروح القتالية التي أظهرها ريال في الشوط الأول بعد تخلفه بهدفين، لم يكن زيدان راضيا عن أداء فريقه لكنه أكد أن هناك متسعا من الوقت قبل أن يبدأ ريال موسمه رسميا بمباراة الكأس السوبر الأوروبية ضد مانشستر يونايتد في الثامن من آب/اغسطس.
 
ويستهل ريال حملة الدفاع عن لقبه بطلا للدوري الإسباني من ملعب ديبورتيفو لا كورونيا في 19 أو 20 آب/اغسطس المقبل، فيما يستهل برشلونة مشواره على أرضه ضد ريال بيتيس.
 
ويتواجه العملاقان مجددا قبل انطلاق الدوري وذلك على الكأس السوبر الإسبانية التي تقام مباراتها الأولى على "كامب نو" في 13 آب/اغسطس، على أن يحتضن ملعب "سانتياغو برنابيو" لقاء الإياب في 16 منه.
 
ورأى زيدان أن "اليوم (السبت)، كانت مباراة بوجهين بالنسبة لنا، واحد سيء وآخر أفضل. في نهاية الأمر نحن نتحضر للثامن (الكأس السوبر).. سنكون جاهزين".
 
وبدأ الفريقان الشوط الثاني بنفس التشكيلة وكان نيمار مجددا مهندس الانتصار بعدما نفذ ركلة حرة وصلت الى بيكيه الذي حول الكرة في الشباك (50).
 
واعتبر فالفيردي أن فريقه "حقق بداية جيدة (للشوط الثاني)، خلقنا بعض الفرص الجيدة. بشكل عام، قمنا بعمل جيد وحاولنا السيطرة على المباراة"، مشيرا "أتوقع الأفضل من ميسي وجميع اللاعبين، لكنه (ميسي) مذهل ونحن نتطلع للفوز بجميع الألقاب هذا الموسم".
 
وكان بالإمكان أن تكون النتيجة أقسى على ريال لو أكمل اللقاء بعشرة لاعبين في نصف الساعة الأخير بعد تهور راكيتيتش ودفعه للحكم المكسيكي خاير ماروفو، لكن اللاعب الكرواتي أفلت من العقوبة.
 
وخرج نيمار في الدقيقة 72 من المباراة التي قد تكون الأخيرة له بقميص برشلونة، لكن فالفيردي يؤكد بأنه "لا اريد التخمين بشأن نيمار. اراه في المكان الذي رأيته فيه مؤخرا: على الملعب معنا".
 
شاهد ملخص المباراة