&وجدت الأندية السعودية ملاذها في السوق التونسية لتعزيز صفوفها بمجموعة من اللاعبين قبل إنطلاق الموسم الرياضي الجديد ولتعويض اخفاق بعض الأسواق من الجنسيات الأخرى ، بعدما نشطت أندية المملكة بسرعة في فترة الانتقالات الصيفية وتعاقدت مع عدد كبير من لاعبي الدوري التونسي في هجرة غير مسبوقة.

&ارتفعت وتيرة هجرة اللاعبين التونسيين نحو السعودية في هذه الصائفة بشكل لافت ، إذ بات الدوري السعودي قبلة اللاعب التونسي بإمتياز الذي وجد ملاذه هناك بهدف تحسين وضعيته الإجتماعية خصوصا مع تفاقم الأزمة المالية بين أندية الدوري التونسي.
&
قصة مونديال 1978 وفتح باب هجرة اللاعبين التونسيين نحو السعودية
&
بدأت قصة اللاعب التونسي مع الدوري السعودي بعد مونديال 1978 حينما تهاتفت العروض على نجوم "نسور قرطاج" الذين تألقوا في مقدمتهم نجم الكرة الأفريقية طارق ذياب، الذي تزامن تألق تونس مع فتح باب الانتدابات للأندية السعودية في الأسواق الخارجية.
&
وفي خطوة مفاجئة -آنذاك- ومباشرة بعد ختام المحفل العالمي توجه جل نجوم "نسور قرطاج" من اللاعبين الأساسيين والإحتياطيين نحو السعودية وأمضوا على عقود احتراف مع أكبر الأندية التي كانت تعيش طفرة مالية ووضع مال جيد ، حيث تعاقد الهلال مع علي الكعبي ونجيب الإمام، بينما ابرم الإتحاد صفقة انتقال تميم الحزامي صاحب أول هدف مونديالي لتونس ونجيب غميض وتوفيق بلغيث، فيما ابرم نادي النصر تعاقده مع حمادي العقربي، مختار ذويب، رؤوف بن عزيزة، أما نادي الوحدة فقد تعاقد مع خميس العبيدي، و عز الدين شقرون، وبكار ، كما استقطب نادي الرياض المهاجم محمد علي عقيد، ، وأخيراً نادي الأهلي الذي نجح في كسب توقيع النجمين طارق ذياب ومحسن الجندوبي& ، ليترك كافة اللاعبين انطباعا جيداً وقادوا فرقهم إلى التتويج حيث عاد النصر إلى تزعم الدوري عام 1979 بقيادة ساحر الجيلين حمادي العقربي.
&
&
كما توجهت نية الأندية السعودية إنحو استقطاب الفنيين وكفاءات التدريب الذين تركوا أفضل انطباع جيد خصوصا بعد قيادة المدرب التونسي فتحي جبال نادي الفتح إلى تتويج بالدوري المحلي للمرة الأولى في إنجاز غير مسبوق ، حتى بات أكبر عدد من المدربين الأجانب في السعودية من تونس الذين استحوذوا على النصيب الأوفر.
&
كما تزامنت هجرة المدربين التونسيين مع مونديال الأرجنتين 1978 حينما فتح تألق المدرب عبد المجيد الشتالي مع "نسور قرطاج" الأبواب أمام المدرب التونسيين للاحتراف في المملكة ، حتى بات الأكثر تمثيلا من بقية الجنسيات خصوصا في دوري الدرجة الأولى ، وهو تألق لافت حققه عديد المدربين أبرزهم عمار السويح، ناصيف بياوي، جلال القادري، جميل قاسم، لسعد مرزوقي، عبد الوهاب هرابي .. والذين تركوا نجاحات باهرة.
&
عودة وتيرة الهجرة بعد 40 عاماً بالتزامن مع نفس الحدث
&
بعد 40 عاما& وبالتزامن مع الحدث العالمي مونديال روسيا 2018، صوبت الأندية السعودية اهتماها نحو لاعبو "نسور قرطاج" قبل انطلاق كأس العالم وظفرت بأبرز اللاعبين ، حيث تعاقد نادي النصر مع فرجاني ساسي، فيما تعاقد نادي الأهلي مع محمد أمين بن عمر، أما الإتفاق فقد وقع مع فخر الدين بن يوسف، بينما نادي الباطن استقطب أيمن المثلوثي، ووافق هشام السيفي على الانتقال لنادي الوحدة، مع الإشارة بان الاتحاد كان قد تعاقد مع المهاجم أحمد العكايشي .
&
ونسجت أندية الدرجة الأولى الطامعة في الصعود نحو دوري الأضواء على نفس سياسة الفرق الكبرى، حيث سارعت بضم عدد من لاعبي الدوري التونسي ، فتعاقد العدالة مع الثنائي بلال السويسي، وياسين بوفالغة، والكوكب مع علي العياري وشاكر الرقيعي، ونجران مع وسيم نوارة ، أما نادي هجر فتعاقد مع أحمد حسني، ونادي ضمك مع محمود بن صالح، ونادي حطين مع محمد علي الكزدغلي ومحمد الوزاني.
&
هذا وعلمت " إيلاف " أن 3 لاعبين إضافيين من الدوري السعودي سيلتحقون بالدوري السعودي& في الأيام المقبلة.
&
وسيم التايب ممثل شركة التايب لتسويق اللاعبين أكد في حديثه بأن انتقال اللاعب التونسي نحو الدوري السعودي يتم بالتنسيق مع إدارة النوادي في عروض طلب مع علاقته مع بعض مديري الكرة هناك التي وجدت ثقة كبيرة في الشركة وفي مستوى اللاعب التونسي.
&
مضيفا " نملك شركة تسويق معتمدة من الإتحاد التونسي لكرة القدم. ما سهل من مهمة التواصل مع الأندية السعودية التي تفضل دائما التعامل في الإطار القانون ، حيث نجحنا في عملية التسويق وأمضينا لـ 6 لاعبين في الدوري السعودي ".
&
تابع التايب بالقول " عقود اللاعبين تمتد على موسم قابل للتجديد. ونحن الآن بصدد إتمام صفقة 3 لاعبين إضافيين سيتم الإعلان عن التحاقهم بالدوري السعودي في الأيام المقبلة. نتمنى التألق لجميعهم وتقديم عروض جيدة".
&
يرى المدرب التونسي، رضا الجدي، أن نسق الدوري السعودي متطور جداً وبإمكان اللاعب الإستفادة منه في حال خطف مكان أساسي له في التشكيلة.
&
الفشل الأوروبي يطارد اللاعب التونسي
&
لا تخفي ظاهرة الفشل الأوروبي للاعب التونسي سعيه في الانتقال إلى أحد الدوريات الخليجية للبروز وتفادي الاضمحلال الكروي ، إذ تكشف الأرقام والإحصائيات الفشل الكبير في الأعوام الماضية للاعب التونسي الذي اختار الوجهة الأوروبية في مقدمتهم وليد الهيشري، وسام بن يحي، أسامة الدراجي، فخر الدين بن يوسف، فرجاني ساسي، عمار الجمل، زهير الذوادي، محمد علي اليعقوبي ..
&
صعوبة التأقلم الأوروبي كان قد كشفه اللاعب الدولي السابق حسان القابسي في تصريح له مؤكدا على أن النجاح نادر هناك مع الاحتراف في سن متأخر للاعب التونسي ، غير أن ذلك لا يخفي تألق عديد الأسماء التونسية الذي احترفوا من الدوري المحلي نحو الدوريات الأوروبية ولو بنسبت متفاوتة خصوصا حاتم الطرابلسي، زبير بية، راضي الجعايدي، أيمن عبد النور لفترة قصيرة، كريم حقي، زياد الجزيري، عصام جمعة ..
&
وعاد هاجس الخوف من فشل اللاعب التونسي في الدوريات الأوروبية يخيم على الفنيين في تونس، الذين يرون أن تألق المنتخب التونسي يمر حتما عبر كسب عناصر ضمن أقوى الدوريات في ظل ارتفاع الهوة والفجوة بين اللاعب التونسي ونظيره الأوروبي والذي ظهر جليا في مونديال روسيا 2018.