شهد عام 2018 تألقاً لافتاً للأندية والمنتخبات المغاربية في مختلف الاستحقاقات الكروية الإفريقية مما جعلها تسيطر على البطولات القارية بحضور قوي يعكس تفوق منتخبات شمال القارة عن جنوبها .

ويمكن وصف العام المنقضي بأنه افضل الأعوام في تاريخ الكرة المغاربية بالنظر إلى ما حققته من إنجازات حملت بصمة كافة البلدان الخمسة على مختلف المستويات.

حضور جماعي في كأس افريقيا

تتجه المنتخبات المغاربية الخمسة لتكون حاضرة جميعها في نهائيات كأس أمم افريقيا التي ستقام الصيف القادم في جنوب افريقيا أو مصر ، حيث لم يفصل الاتحاد القاري حتى الآن في هوية مستضيف البطولة بعد سحب تنظيمها من الكاميرون.

وكانت المنتخبات المغاربية قد استفادت من قرار الاتحاد الإفريقي برفع عدد المقاعد في البطولة من 16 منتخباً إلى 24 منتخباً ، وهو ما عزز حضورها في الدورة ورفع من فرصها وحظوظها في إثراء رصيدها بلقب رابع في تاريخها.

ونجحت منتخبات الجزائر و المغرب و تونس وموريتانيا ومصر في الظفر بورقة الترشح للنهائيات القارية قبل نهاية التصفيات بجولة واحدة، بينما يحتفظ منتخب ليبيا بحظوظه ليرافق اشقاءه الأربعة في حال حقق الانتصار في الجولة الأخيرة التي ستلعب مبارياتها في شهر مارس المقبل .

وبينما اعتادت منتخبات الجزائر ومصر والمغرب وتونس على المشاركة في النهائيات الافريقية وسبق كل منتخب ان حقق لقب البطولة، فإن الدورة المقبلة سيتعزز حضورها بمنتخب مغاربي جديد هو المنتخب الموريتاني الذي حقق المفاجأة بخطفه تأشيرة التأهل للنهائيات ليشارك للمرة الأولى في تاريخه بهذا الاستحقاق القاري الأهم للمنتخبات تحت قيادة المدرب الفرنسي كورينتين مارتينز.

ويعكس تأهل منتخب "المرابطين" لنهائيات كأس أمم افريقيا&التطور الإيجابي الذي عرفته الكرة الموريتانية في الأعوام الماضية، وتصدير أنديتها للاعبين خارج البلاد ، بدليل ان&المنتخب الحالي يضم 16 لاعباً محترفاً في اندية عربية و أوروبية مثل ليفانتي الإسباني و لانس ونانسي الفرنسيين .

"أسود الأطلس" يتوج&بطلا&لأفريقيا

دشنت الكرة المغاربية عام 2018 بإنجاز حمل بصمة منتخب المغرب الذي توج بلقب بطولة كأس أمم افريقيا للاعبين المحليين (شان) في نسختها الخامسة التي استضافها المغرب في الفترة من 13 يناير و حتى الخامس من فبراير 2018.

واستفاد منتخب المغرب من عاملي الأرض و الجمهور ليهيمن على مجريات البطولة ، ويحصد لقبها دون خسارة، بعدما اكتسح منتخب نيجيريا في النهائي بأربعة اهداف نظيفة، كما حصد نجمه ايوب الكعبي جائزتي "الحذاء الذهبي" كأفضل هداف للبطولة برصيد 9 اهداف وأفضل لاعب في الدورة.

وهكذا يصبح منتخب المغرب ثاني منتخب مغاربي يتوج بلقب هذه البطولة بعد منتخب تونس عام 2011 بالسودان ، ومنتخب ليبيا عام 2014 في غانا ، ليكرس بذلك التفوق المغاربي على الصعيد القاري.

الترجي و الرجاء وجهان لعملة واحدة

شكل الترجي الرياضي التونسي والرجاء البيضاوي المغربي وجهين&مختلفين&لعملة واحدة هي عملة تكريس السيطرة المغاربية على البطولات القارية للأندية سواء دوري أبطال افريقيا أو كأس الكونفيدرالية الإفريقية.

ونجح الترجي في خلافة الوداد البيضاوي المغربي ليحتفظ بمغاربية لقب دوري أبطال أفريقيا بفوزه في النهائي على الأهلي المصري بثلاثة اهداف نظيفة على ملعب رادس بالعاصمة تونس متداركاً بذلك خسارته في برج العرب بثلاثة اهداف لهدف .

كما نجح الرجاء البيضاوي المغربي في إعادة الكرة المغاربية لنيل كأس الكونفيدرالية بعد عامين من سيطرة تي بي مازيمبي على اللقب ، حيث تفوق الرجاء في النهائي على فيتا كلوب الكونغولي مستفيداً من فوزه العريض بثلاثية نظيفة في ملعبه بمحمد الخامس .

وبهذا الإنجاز ضمنت الكرة المغاربية تواجدها في كأس السوبر الافريقي الذي سيجمع بين الترجي و الرجاء في العاصمة القطرية الدوحة مطلع الشهر القادم.

ويرتقب ان تستمر الأندية المغاربية في تألقها بالمسابقتين القاريتين في نسختيهما الجديدتين لعام 2019 على ضوء نتائج الأدوار التمهيدية التي تسبق دور المجموعات.

ففي مسابقة دوري أبطال افريقيا ضمنت خمسة أندية مغاربية حضورها في دور المجموعات ، وهي الترجي و الافريقي من تونس و قسنطينة والساورة من الجزائر و الوداد البيضاوي من المغرب .

وفي مسابقة كأس الكونفيدرالية، فإن الدور الأخير المكرر المؤهل لدور المجموعات سيشهد تواجد ثمانية اندية مغاربية تشمل نصر حسين داي من الجزائر، و نصر و أهلي بنغازي من ليبيا و طنجة ونهضة بركان و اغادير والرجاء من المغرب و الصفاقسي من تونس .

منافسة قوية على الجوائز القارية

ستكون الكرة المغاربية حاضرة بقوة في ترشيحات الجوائز السنوية التي يقدمها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) مطلع العام الجديد 2019 بفضل تألق أنديتها ومنتخباتها ولاعبيها ومدربيها .

ويتنافس على جائزة افضل لاعب أفريقي ، كل من المغربي مهدي بن عطية مدافع نادي يوفنتوس الإيطالي &و الجزائري رياض محرز لاعب وسط &نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، والتونسي انيس بدري لاعب وسط نادي الترجي التونسي .

كما تم ترشيح منتخب موريتانيا لجائزة افضل منتخب في القارة امام منتخبي اوغندا و مدغشقر، وترشح الفرنسي هيرفي رونار مدرب منتخب المغرب والتونسي معين الشعباني مدرب نادي الترجي الرياضي لجائزة أفضل مدرب في افريقيا أمام السنغالي اليو سيسي مدرب منتخب السنغال.&

وتم ترشح المغربي اشرف حكيمي مدافع نادي بروسيا دورتموند الألماني والفائز مع ريال مدريد الإسباني بلقب دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي لجائزة افضل لاعب شاب في القارة .

كما سيتنافس المدافع المغربي مهدي بن عطية على جائزة افضل لاعب في افريقيا التي تمنحها إذاعة "بي بي سي " البريطانية امام كل من المصري محمد صلاح و السنغالي ساديو ماني و مواطنه خاليدو كوليبالي و الغاني توماس بارتي.