اتجه لاعب كرة القدم البحريني السابق حكيم العريبي الى أستراليا حيث يحظى بوضع لاجئ، بعد إعلان سلطات تايلاند التي احتجزته منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، سحب المنامة طلب استرداده لتنفيذ حكم بالسجن.

وأشارت تقارير صحافية محلية الى أن العريبي سافر على متن رحلة للخطوط الجوية التايلاندية متجهة الى مدينة ملبورن الأسترالية بعد منتصف ليل الإثنين الثلاثاء بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ).

وكانت السلطات التايلاندية قد أوقفت العريبي بعد وصوله الى بانكوك لتمضية إجازة مع زوجته في 27 تشرين الثاني/نوفمبر، بناء على طلب مقدم من البحرين. وغادر العريبي (25 عاما) الى أستراليا في أيار/مايو 2015، ونال وضع لاجئ في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، وهو يواجه حكما غيابيا بالسجن لعشرة أعوام أصدرته محكمة بحرينية في كانون الثاني/يناير 2014، لإدانته بالمشاركة في اعتداء على مركز للشرطة.

ويؤكد اللاعب أنه كان يشارك في مباراة في الوقت المفترض للاعتداء.

وبعدما أثارت القضية مناشدات لاسيما من أستراليا واتحادي كرة القدم الدولي (فيفا) والآسيوي، ودعوات من المنظمات الحقوقية للإفراج عن اللاعب، أكدت النيابة العامة التايلاندية الإثنين أن المنامة سحبت طلبها.

وقالت النيابة العامة "تم إبلاغنا من قبل وزارة الخارجية بسحب البحرين طلبها بالتسليم (...) اذا لم يعودوا يطالبون به، لا سبب يدفعنا لإبقائه هنا".

من جهتها، أكدت وزارة الخارجية البحرينية أنها أخذت علما بوقف الإجراءات التايلاندية بحق العريبي، دون التطرق لمسألة سحب الطلب.

وأوضحت في بيان عبر موقعها "تفيد وزارة خارجية مملكة البحرين أنه على الرغم من توقف الإجراءات القانونية ضد حكيم العريبي في مملكة تايلاند، إلا أن حكم الإدانة الصادر ضده من المحكمة لا يزال قائماً، ويحق للعريبي تقديم استئنافه لمحكمة الاستئناف العليا في مملكة البحرين".

وأكدت "حق مملكة البحرين في اتخاذ كافة التدابير القانونية ضد العريبي".

وكانت المنامة قد جددت في أواخر كانون الثاني/يناير تمسكها بتسليمه.

وقال وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة في بيان حينها بأن بلاده "تجري حالياً الاجراءات القانونية لاسترداده لتنفيذ الحكم القضائي الصادر ضده، وهو حكم قابل للطعن أمام محكمة الاستئناف، ثم التمييز التي تعد الأعلى درجة في النظام القضائي البحريني".

وأكد أن العريبي "كان يتمتع بكامل حقوقه ولديه كافة الفرص والإمكانات للدفاع عن نفسه في القضية التي شهدت تبرئة عدد ممن تورطوا معه في وقائعها"، متابعا "لا يمكن السماح، تحت أي ظرف، بالتدخل في شؤوننا الداخلية أو التشكيك في نزاهة القضاء البحريني المستقل".

ورأى أن العريبي "المحكوم بالسجن عشر سنوات في قضية إرهابية، هو مواطن بحريني، أخذت قضيته حيزا دوليا يستهدف التأثير على العدالة".

- زيارة تايلاندية للمنامة -

وأتى الإعلان عن وقف الإجراءات غداة زيارة قام بها وزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي الى المنامة حيث التقى رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، بحسب وكالة أنباء البحرين الرسمية.

ونقلت الوكالة عن آل خليفة إشادته "بمسار التعاون الوثيق البحريني التايلاندي (...) وحرص حكومتي البلدين على استمرار التعاون البناء"، مشيرة الى أن لقاء المسؤولَين بحث "العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين"، و"الموضوعات ذات الاهتمام المشترك"، دون ذكر العريبي.

وكانت السلطات التايلاندية قد مددت مطلع شباط/فبراير الحالي توقيف اللاعب الدولي السابق لشهرين إضافيين، في حين ناشدها هو بعدم تسليمه الى بلاده، مؤكدا أنه يواجه احتمال التعرض للتعذيب في حال إعادته.

وبحسب مركز البحرين للحقوق والديموقراطية (مركزه لندن)، أوقف العريبي في البحرين عام 2012 في خضم الاحتجاجات ضد السلطات، وتعرض للضرب والتعذيب على خلفية انتمائه للطائفة الشيعية التي شارك الآلاف من أبنائها في احتجاجات ضد أسرة آل خليفة السنية الحاكمة، والنشاط السياسي لشقيقه.

وأثارت هذه القضية انتقادات واسعة من العديد من المنظمات الحقوقية التي طالبت بانكوك بإطلاق سراح اللاعب السابق، وهو ما طالبت به أيضا السلطات الأسترالية والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الآسيوي.

ووجه رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون شكره الى تايلاند "لاستماعها الى ما أثارته" بلاده بشأن هذه القضية، مضيفا "الخطوة المقبلة بالنسبة إليه هي العودة الى البلاد".

كما رحبت منظمة العفو الدولية بالإجراء، ونقلت في بيان عن مدير عملياتها الدولية مينار بيمبل إن توقيف العريبي "لم يكن له أي أساس".

أضاف "أمضى حكيم أكثر من شهرين خلف القضبان في تايلاند، بينما لم يكن يجب أن يتم احتجازه ولو لثانية واحدة (...) اليوم أظهرت الحكومة التايلاندية نية لاحترام القانون الدولي والقيام بالأمر الصحيح عبر السماح لحكيم بالعودة بأمان، بدلا من أن يتم إرساله الى تعذيب مرجح".