اتفق الاتحاد اللبناني لكرة القدم وأندية الدرجة الأولى على ضرورة متابعة بطولة الدوري العام المتوقفة بسبب المظاهرات الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لكن بعد البحث في تعديلات على نظامها الحالي، بحسب ما أفاد مسؤولون في أعقاب اجتماع عقد بين الطرفين الإثنين.

وناقش المجتمعون اقتراحات عدة لكيفية متابعة البطولة في ظل صعوبات مادية بالغة تعانيها غالبية الأندية، بشكل تقلل من الأعباء على الجميع، فضلاً عن الوضع الأمني وصعوبة متابعة البطولة بحضور جماهيري.

وقال رئيس الاتحاد هاشم حيدر لوكالة فرانس برس "المبدأ الأساسي والوحيد الذي يمكننا التحدث فيه هو متابعة الدوري، ولكن بمعطيات تناسب الظروف التي يعيشها البلد". وأضاف "اجتماع اليوم (الاثنين) كان للتشاور ولجوجلة الأمور والأمر الأساسي هو متابعة الدوري بما يناسب الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة فضلاً عن الوضع القائم".

وأردف "سيتم التباحث بالمقترحات وبعدها تطرح على اللجنة التنفيذية وربما نذهب الى جمعية عمومية لإقرار التعديلات المناسبة لهذه المرحلة".

وكانت البطولة قد توقفت بسبب الاحتجاجات الشعبية ضد الطبقة السياسية، والتي تخللها إقفال طرق في غالبية المناطق والمحافظات. وكان الاتحاد يعتزم إعادة النشاط للبطولة في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري لكن الجهات الأمنية طلبت توقيف النشاط مجدداً، علماً أن بيروت استضافت مباراتين للمنتخب اللبناني ضد نظيره الكوري الجنوبي في 14 الجاري ثم الكوري الشمالي في 19 منه ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، وانتهت المباراتان بنتيجة واحدة هي التعادل السلبي.

وفي خضم التوقف، توج العهد حامل لقب الدوري العام في المواسم الثلاثة الماضية بلقب كأس الاتحاد الآسيوي لفوزه في النهائي على "25 أبريل" الكوري الشمالي في العاصمة الماليزية كوالالمبور.

وكشف عضو اللجنة التنفيذية ورئيس لجنة الملاعب موسى مكي ان أبرز الاقتراحات التي طرحت هي متابعة البطولة من مرحلة ذهاب فقط، ثم يصار الى لعب دور الاياب بنظام مجموعتين، الأولى مخصصة لتحديد البطل والثانية لتحديد الفريقين الهابطين الى مصاف اندية الدرجة الثانية.

كما تم التشاور بمسألة عقود اللاعبين الأجانب والمحليين، وهذه الأمور تحتاج الى تعديلات تقرّها الجمعية العمومية، مع مراعاة الوضع الاقتصادي للأندية.

- "ضرورة تخفيف الأعباء المادية" -

ومن المتوقع أن تعقد لقاءات مع وزارة الشباب والرياضة والجهات الأمنية لمتابعة المباريات بحضور جماهيري وهذا مطلب الأندية. وتابع مكي "الأجواء كانت ممتازة وكان ثمة تفاهم ونقاش ايجابي"، مضيفا "سيتم التناقش في بعض الاقتراحات مع الاتحاد الدولي".

وأكد مسؤول في نادي العهد أن الأخير يرغب في متابعة البطولة بنظامها المحدد، فضلاً عن حفظ حقوق اللاعبين أجانب ومحليين، معتبرا أن "كل الأندية تريد اللعب بحضور الجمهور إنما ثمة حالات استثنائية".

وكشف رئيس نادي الأنصار نبيل بدر أن "الاجتماع كان بمثابة جلسة مشاورات والكل بدا حريصاً على اللعبة، واتفق الجميع على ضرورة الوصول الى طريقة تخفيف الأعباء المادية للبطولة عن الأندية وإداراتها، ومصلحة اللاعبين، والاتحاد سيجوجل الطروحات التي وضعت أمامه من أجل الوصول الى حل يرضي الجميع".

واضاف بدر "الدوري سيتابع بأي صيغة كانت والامور تتجه نحو الأحسن وهذه الصيغ قد تحتاج الى جميعة عمومية".

واحتشد عدد من اللاعبين والمدربين على مقربة من مقر الاتحاد من أجل حث المجتمعين على رفض إلغاء البطولة، إذ أنه نحو 600 عائلة تعتاش من قطاع كرة القدم.

ويشهد لبنان تدهوراً اقتصادياً، تجلى في نسبة نمو شبه معدومة العام الماضي، وتراكم الديون إلى 86 مليار دولار، أي ما يعادل 150 في المئة من إجمالي الناتج المحلي، وهو من أعلى المعدلات في العالم.