أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أن نهائيات كأس العالم 2022 في قطر ستشهد استعمال تقنية حديثة شبه آلية، للتأكد من حالات التسلل.

وبالإضافة إلى جهاز استشعار في وسط الكرة - يرسل بيانات 500 مرة في الثانية لتحديد موضع الركل، تعتمد التقنية على 12 كاميرا تتبُّع "متزامنة 100 في المئة"، مثبتة في سقف كل ملعب لرصد الكرة، وكذلك لتتبع 29 موضعا على كل لاعب، يرسل كل منها بيانات 20 مرة في الثانية، لتحديد موقعهم بدقة في الملعب.

وسيؤدي وجود أي لاعب في وضع تسلل إلى صدور إشارة تنبيه في غرفة حكم الفيديو المساعد، يمكن إحالتها إلى الحكم على أرض الملعب.

وخضعت التقنية للاختبار في بطولتي كأس العرب وكأس العالم للأندية الماضيتين. وبيّنت التجربة أن التقنية خفضت الوقت المستغرق للتأكد من حالات التسلل من 70 إلى 25 ثانية.

وقال رئيس لجنة التحكيم في الفيفا، بيير لويجي كولينا، عن التقنية الجديدة: "إنها جاهزة، ونحن متفائلون بها".

كأس العالم في قطر2022: ما هي أبرز المواجهات بعد سحب قرعة المجموعات؟

كأس العالم 2022: لماذا يخشى بعض مشجعي ويلز الذهاب إلى قطر؟

لا حُكّام روبوتات

ويعيب البعض على التوسع في استعمال التكنولوجيا أنه سيُضعف فعليا مكانة الحُكّام من حيث اتخاذ القرارات.

وينفي كولينا، الذي انتخب أحسن حكم في العالم ست مرات على التوالي من 1998 إلى 2003، وأدار نهائي كأس العالم 2002 بين البرازيل وألمانيا، هذا الأمر، ويقول إنه ستظل هناك مساحة للجدل بشأن القرارات.

وقال: "قرأت عن الحُكّام الروبوتات. أعرف أن هذه عناوين براقة في وسائل الإعلام، ولكنها ليست الحقيقة".

"الحكام مازال لهم دور في اتخاذ القرار. التقنية شبه الآلية تقدم إجابة فقط حين يكون اللاعب في وضع تسلل وهم يلعبون الكرة. أما تقدير حجم التداخل مع الخصم، وإن كان هناك لمسة يد أو عرقلة، فهي أمور مازالت من سلطات الحكم".

"هدفنا أن نساعد الحكم في اتخاذ القرارات الصائبة في الملعب. إذا حدث خطأ، يمكن للحكم الاستعانة بالتكنولوجيا للحصول على رؤية أفضل لما حدث. لكن ستظل هناك مساحة للنقاش".

وعلى الرغم من الجدل بشأن الوقت الذي يستغرقه التأكد من وضع التسلل، فإن كولينا لا يرى أي فرق بين التقنية الجديدة والأنظمة المستخدمة لتحديد ما إذا كانت الكرة قد تجاوزت الخط.

لكن هناك حالات لم تعمل فيها التكنولوجيا على نحو سليم. ففي 2020، لم ترصد أن حارس مرمى فريق أستون فيلا، أوريان نيلاند، دخل مرماه حاملا الكرة في إحدى مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن كولينا لا يرى في ذلك مشكلة.

وقال: "التكنولوجيا ناجعة معظم الوقت. ذلك خطأ واحد أذكره مقابل آلاف القرارت الأخرى الصائبة".

"تكنولوجيا خط المرمى تؤكد بدقة عالية ما إذا كانت الكرة تجاوزت الخط أم لا. والجميع سعداء بها. والأمر نفسه ينطبق على التكنولوجيا شبه الآلية. فهي تحدد ما إذا كان اللاعب في وضعية تسلل أم لا. وعليه فإن التكنولوجيا تسحق الإشادة أيضا".

"لا نستطيع تقليص الوقت إلى 4 أو 5 ثوان، فهذا أمر غير متوقع. ولكننا خفضنا الوقت من 70 إلى 20 أو 25 ثانية. وهذا مهم. هذا النظام سيكون أسرع وأكثر دقة".