أكَّد المنتج السعودي حسن عسيري أنَّ لا وجود لدراما في عالمنا العربي لأنَّ الحريَّة مفقدودة ومرهونة بالإعتبارات السياسيَّة والإقتصاديَّة.


الرياض: فنان جريء ناقش قضايا في اعماله لم يناقشها أحدًا غيره من قبل، طالته العديد من الاتهامات ولكن أعماله ردت على كل من يحاول النيل منه، إنَّه الممثل والمنتج السعودي حسن عسيري

بدايةً ما الذي فعلته الدراما العربيَّة غير تعبئة ساعات الهواء ؟
فكرة نزع الدراما من جذورها أمر لا يقبله أي انسان يملك حواسًا، أمَّا بخصوص ماذا قدمت فهو أمر نسبي، إلا أني أرى بأنَّها تحتاج إلى التطوير، وإلى إعادة صياغة نفسها، ولكني دائمًا اصطدم بواقع أنَّ الحامل من المحمول .

ما هو المحمول ؟
المحمول هو واقع الحال العربي الذي لا ينفع معه لا تراجيديا ولا كوميديا، ودائمًا ما يكون مرهونًا بالواقع السياسي والإقتصادي والتعليمي، ففي الوقت الذي استوعبنا فيه الإستثمارات التلفزيونيَّة، بدأ الآخرون بدخول الإنترنت والشبكات الإجتماعيَّة وإنتاج المحتوى الخاص لهذه التوجهات الجديدة.

لذلك، تجد المشاهد العربي في الفايسبوك ويوتيوب ونحن لم نستوعب ذلك بعد، ولا يعني ذلك الغاء التلفزيون ومحتواه، إنما علينا ايجاد صيغة وتوأمة، خصوصًا أنَّ المناخ العام يجعل السطحي عميقًا، والعمق سذاجة ومللاً.

وهل تساهم في تأسيس ودعم هذا المناخ ؟
انا أجرب وأحاول رصد الدراما الخاصَّة بمجتمعي فكلمة عالم عربي لاتهمني، بقدر ما يهمني عالمي السعودي. ولكن المناخ العام لا يسمح لي بالحديث والتطرق للعديد من المواضيع، والقرار السياسي ليس في صالحي.

هل تقصد التيار الإسلامي؟
انا أقصد كل شيء يعزز فكرة الشخصية الاحادية واقصاء الآخر.

ولكنهم جديرون بالملاحظة، فمثلاً عندما يقولون أنَّ الدراما مجرد عبث تكونون في وضع محرج ولا تستطيعون الرد عليهم ؟
من غير العدل ان نقول ان كل رفض يأتي من تيار واحد او فكر واحد في مجتمعنا هناك اتجاهات مختلفه تحكمها القبيلة والعادات وغيرها، ولا نرد عليهم لأننا لا نملك قاموسًا واحدًا في التحاور الفكري، ومن الافضل لهم أن يقدموا دراما تخدمهم كي نفهم ماذا تعني الدراما من وجهة نظرهم.

وأنت تقلب الريموت كونترول من قناة إلى اخرى، هل قلت يوما في سرك: كفى ؟
نعم .. قلتها كثيرًا ولكن ليس للدراما، إنما لنشرات الاخبار فهي المؤشر الحقيقي لما سيكون عليه حالنا، عندما ترى غزة مقفلة كليًّا، تأكد أن هناك اشياء كثيرة علينا فعلها على الأرض قبل ان نقوم بتحويلها إلى الشاشة. كيف يمكن أن اقدم دراما حقيقية إذا كانت كلمة حرية مفقودة كليًّا. فمشكلة الدارما من واقعها وليس من ذاتها .

ولكن أليس المعاناة هي التي تولد فنًا حقيقيًّا ؟
نعم .. بشرط السماح لك بالشعور بالألم والتعبير عنه

كيف ترى الرواية ؟ أهي نوع آخر من انواع السرد في العالم العربي ؟
تملك الرواية حرية نسبية اكثر من الدراما، لأن الكتاب الممنوع بإمكانه ان يتجاوز الحدود احيانًا، ولكن الدراما الممنوعة مرتبطة برؤوس اموال عملاقة متمثلة في قنوات تلفزيونية تقرر ماذا يعرض وماذا لا يعرض، ولكن إجمالاً، ما زلنا لانملك روايات تشبعنا.

لو هبطت عليك ملايين الريالات الآن، وطلب منك مانحها تحويل روايات إلى دراما، ما الذي تختاره ؟
اختار quot;الحزامquot; للروائي السعودي أحمد ابو دهمان، وquot;يالو quot; للروائي الياس خوري، وquot;ثلاثية غرناطةquot; للروائية المصرية رضوى عاشور وquot;صخرة طانيوسquot; للروائي امين معلوف.

فتلك الروايات ليست مجرد تجسيد لخيال كاتبها بل هي حياة بأكملها مضافة إلى قارئها، وستكون ثرية بصريًّا.