أكَّد الممثل لطفي العبدلي الذي أثار الكثير من ردود الأفعال والجدل بسبب أعماله المسرحيَّة المتصفة بالجرأة، وأخيرًا بسبب أغنيته الراب التي دافع فيها عن وصف فتيات تونس بالمومسات، أنَّه إنسان شجاع،قال ما لم يتجرأ غيره على قوله، مشيرًا إلى مفاجآت جديدة تنتظر من يريد إرجاع تونس إلى وراء .

تونس: يعد الممثل لطفي العبدلي من الوجوه السينمائية البارزة في تونس وفي رصيده أكثر من20 عملاًسينمائيًا طويل وقصير، وحائزعلى 10 جوائز عالمية آخرها جائزة أحسن ممثل تسلمها من يد الممثل العالمي روبيردينيرو، عن دوره في الشريط السينمائي الطويل quot;اخر فيلمquot; للنوريبوزيد، كما خاض عدة تجاربتلفزيونية ومسرحية وتقمص عدة ادوار جريئةمنها، الإرهابي والمتطرف والشاذ والأصولي والمتدين وآخر أعماله مسرحيته المثيرة للجدل quot;made in tunisia quot;الذي ينتقد من خلالها ظواهر اجتماعية متفشية في المجتمع التونسي.

ويعرف لطفي العبدلي في الأوساط الإعلامية بسلاطة لسانه وجرأته وافتعاله الدائم للمشاكل آخرها طرحه لأغنية quot;رابquot; برفقة دي جي كوستا وايمينو، رد فيها على اغنية راب أصدرها الشاب بلطي بعنوان passe par tout ينتقد من خلالهاسلوكيات فتيات تونس الباحثات عن السهر واللهو في الملاهي الليلية، وهو ما اعتبره لطفي ومجموعته إساءة واضحة لسمعة الفتيات بتونس فكانت أغنيتهم quot;شوهتوا صورة البلادquot; رد مباشر على أغنيةبلطي لكن كلماتها شكلت صدمة حقيقة للمستمعين خصوصا بعد أن تم إذاعتها على راديو موزاييك الخاصوالأوسع انتشارًا في تونس وقوبلت بهجوم عنيف وانتقادات لاذعةواعتبرها كثيرون قمة في البذاءة والانحطاط الأخلاقي.

إيلاف التقت الممثل لطفي العبدلي للحديث عن هذه القضية وحقيقة صراعاته الدائمة مع الاعلام والناس.

تشن ضدك هذه الايام حملات كبيرة بسبب كلمات اغنيتكquot;الخادشة للحياءquot;ما هو تعليقك؟
فوجئت بهذه الردود السلبية وأريد أن أوضح عبر جريدتكم أني تداولت الأغنية برفقة أصدقائي على الانترنت وشبكة الفايس بوك ولم تحدث تلك الضجةالى ان بثها راديوموزاييك للعموم ليتفجر حينها المشكل، ومادامت وافقت ادارة راديو موزاييك على تمريرها فمعناه انها ليست بذلك المستوى الذي وصفته، ومن رأى غير ذلك لا يسمعها كما أني ارفض وصف الاغنية بـquot;خادشة للحياءquot; بل لنقل quot;محرحرة شويةquot;

لكنها تضمنت مفردات اباحية وجنسية ككلمة زاني او quot;صابونquot;؟
اولاً انا لست مسؤولاً عن سوء النية التي يحملها بعض التونسيين ولا استطيع ان ادخل في اذهانهم وأمرر لهم الرسالة الحقيقة للأغنية ثم إن كلمة quot;صابونquot; في قاموسنا اللغوي ليست عيب

لنفترض حسن النية التي تحدثت عنها، ماهي الرسالة التي اردت ان تبلغها للناس ولبلطي تحديدا بحيث ان خطابك في الاغنية موجه له بشكل مباشر وعلني؟
بلطي اساء في اغنيته quot;باس بار توquot; لسمعة بنات تونس ووصفهم quot;بالعاهرات والموموس في بداية الاغنية وهو ما استفزني انا ودي جي كوستا وايمينو، انا لا اشكك في جودة الاغنية من الناحية الفنية لكن ما اعيبه عليه توظيفها ضد quot;بنت بلادهquot; كما ان quot;الكلاشquot; او الرد في نواميس فن الراب من الأشياء العادية، وبلطي صديق عزيز ومن اهم مغني الراب في تونس وسبق لي ان تعاملت معه في اغنيتين quot;اللي بكى العين'quot; وquot;اوكي ما تحكيشquot; انا فقط اردت ان ادافع عن سمعة بنات تونس ولم اصدر احكامًا كما فعل هو.

لطفي ألا تناقض نفسك حينتدافع ن جهة عن سلوك فتيات الليل في الملاهي في الاغنية والحال انكنتتقدهم بشدة في مسرحيتك quot;made in tunisiaquot;؟
بالعكس انا في الاغنية لم اقدم احكامًا على سلوكات فتيات الليل ولم ادافع عنهم، اردت ان اقول ان كل شخص حر في تصرفاته ومثل ما هناك فتيات ليل هناك نساء عائلات، ومثلما هناك فتيات يرتدين الحجاب، هناك ايضًا فتياتيرتدين الفساتينالقصيرة ويذهبن للديسكو،والفتاة التي يطعن في سمعتها قد تكون امك او اختك او خطيبتك او صديقتك. لست استاذا كي اقدم درسًا في الاخلاق وظيفتي هي تعرية الواقع، كما لا يمكن لأحد ان ينكران الاغنية اعادت الاعتبار للفتيات وقد وصلتني رسائل من فتيات تونسيات على الانترنت يشكرنني على الاغنية.

لكن مسرحيتك الجديدةناقدة بشكل حاد؟
لماذا لايرى التونسي إلا الشيء الذي يحب ان يراه هو؟ لماذا يرى بعض المحسوبين على الصحافة - والحمد لله انهم قلة - إلا الجانب السلبي في مسرحيتيالتي تدوم ساعتين إلا ربع، والتي حققت لحد اللحظة نجاحا جماهيريا فاق كل التوقعات، اعطيت من خلالهاهامش للمضطهدين والمهمشين والمنبوذين للتعبير.

نحن بحاجة الى اثبات مفهوم التسامح وقبول الاخر، والمبدع الناجح دائما عرضة للهجوم، النوري بوزيد في بداياته هدد بالحرق بسبب اعماله السينمائية، وفريد بوغدير اتهموه بالصهيونية والعمالة لليهود، لنجدهم الان من رواد السينما في تونس وينظر لهم quot;بعين كبيرةquot;، مع الاسف بلادنا quot;تضوي على البرانيquot; وإذا انتقدوني ثم دخلوا ليشاهدوا مسرحيتي فهذا أمر جيد بالنسبة إلي .

سلاطة لسانك الحادة واللغة التي تتحدث بها دائما تسبب لك المشاكل: طردت من قناة تونس 7، وتم الاستغناء عنك في سيتكوم quot;شوفلي حلquot;، ووصفت مسرحيتك الجديدةبانها قمة في البذاءة، وتم الاستغناء عنك في قناة نسمة، وصرح مالك القناة ان التخلي عن البثالمباشر في برنامج quot;ناس نسمةquot; كانبسببك انت، كما أثارت مسرحيتك استياء جمهور نسمة في الجزائر لتنتهي باغلاق المكتب بشكل رسمي في ذات البلد ...فماذا بعد ؟
انا لم اطرد من قناة تونس 7 وانا الذي اخترت الانسحاب من سيتكوم شوفلي حل وليس صاحب العملحاتم بلحاج، والسبب هو انشغالي بمسرحيتي الجديدة ثم ان ذكر اسم احد الملابس الداخلية النسائية على الهواء quot;في ناس نسمةquot; ليس عيبا من وجهة نظري ولو قالها أجنبي لصفقوا له ولست انا من قرر اغلاق مكتب نسمة في الجزائر بل أعداء حرية التعبير. وعموما لست نادما على ما قمت به ولا انتظر أحدا يدافع عني لكني سأحاول مستقبلا ان اصلح نفسي

يرى البعض ان جل ما يقدمه لطفي العبدلي صنف ضمن خانة quot;قلة الحياء والإخلال بالآداب العامةquot;؟
لماذا نسميها قلة حياء لما لا نقول انها شجاعة، انا شجاع وأقول ماعجز عن قوله غيري، على الاقل انا لا اناقض نفسي. شريحة كبيرة من التونسيين تعاني من الازدواجية في الشخصية يقولون اشياء ويفعلون اشياء أخرى يبيحون لنفسهم ما يحرموه على غيرهم، يفضلون الحديث عن الدين والجنس والسياسة في الزوايا هم يناقضون انفسهم، يخرجون مع الفتيات ويسهرون ثم ينعتونهن بأبشع الصفات، اليس هو التناقض بحد ذاته، صراحة هناك افكار رجعية في تونس تحاول جرنا الى الخلف ليفهم الجميعأننا مجتمع اسلامي في بلد منفتح ومتحرر.

تنوعت تجربك بين التلفزيون والمسرح والسينما وأخيرًا تطرق ابواب الغناء لكنك قوبلت بانتقاد شديد، لماذا؟
اولا أنا لست مغنى راب ولن أكون فأنا ممثل تلفزي وسينمائي ومسرحيبالأساس لكني اردت البحث عن افاق جديدة للتعبير، وما راعني إلا تلك الهجمات العنيفة من اهل الاعلام الذين استنكروا دخولي لميدان الغناء وتلك هي العنصرية الفكرية بعينها،فانا فنان حر في بلد حر وافعل ما اريدولماذا لم ينتقدوا محمد الجبالي حين خاض غمار التمثيل وهو مغني بالأساس، وليعلم الجميع أني قريبًا سأكوِّن quot;فرقة اسلامية وإنشاد صوفيquot; ومن له اعتراض فليواجهني ....(يضحك)

وماذا عن جديدك الفني؟
انتهيت منذ اسابيع من تصوير شريط quot;برندو اند برندوquot; او عندما تسقط النجوم مع المخرج رضا الباهي، واستعد قريبًا لخوض دور هام في فيلم كندي اتقمصفيه شخصية شاب عربي quot;ارهابيquot;، كما ستكون لي جولة خلال الصيف في مهرجانات تونسية متعددة بمسرحيتي الجديدة quot; made in tunisiaquot;.