في خطوة لم يتوقّعها أحد باستثناء عادل معتوق، الزوج الثاني للفنانة اللبنانيَّة سوزان تميم، تنازل والدا الضحيَّة وشقيقها عن إدعائهمم على هشام طلعت مصطفى المتهم بالتحريض على قتلها. ويسهم التنازل عن الإدّعاء المدني إمَّا في تبرئة المتّهم أو في تخفيف الحكم عليه.
بحسب الصحافة المصرية، كانت سوزان تميم على علاقة حميمة مع هشام طلعت مصطفى دامت ثلاث سنوات وانتهت قبل اشهر من الجريمة. وصدر في ايار (مايو) 2009 حكم بالاعدام في حق السكري، الضابط السابق في جهاز امن الدولة المصري، بتهمة قتل تميم بتحريض من مصطفى ولقاء مبلغ مليوني دولار. وقررت محكمة النقض المصرية في الرابع من آذار (مارس) 2010 اعادة محاكمة الرجلين. |
حاولت quot;إيلافquot; الإتصال بوالد سوزان تميم، للتأكّد من صحّة المعلومة، وللوقوف عند أسباب التنازل وتوقيت الإعلان عنه، إلا أن خطه كان خارج الخدمة.
وسألت quot;إيلافquot; خبيرًا قانونيّا عن تأثير تنازل عائلة الضحية عن إدعائها المدني على سير المحاكمة الثانية الجارية الآن، وخصوصاً بعد فشل الدفاع في الجلسة الأخيرة بإثبات التلاعب في الفيديو الذي يظهر فيه السكري، أجاب: الشك دائماً يفسر لمصلحة المتهم، وتنازل عائلة الضحية عن الإدعاء المدني يمكن أن يسهم إما في تبرئة المتهم، او في تخفيف الحكم عليه بالحد الأدنى.
إدعاءات تصحّ
وفي حال تأكدت المعلومات، تكون إتهامات quot;عادل معتوقquot; الزوج الثاني لسوزان تميم قد صدقت، وخصوصًا أنَّه أكد مراراً وتكراراً أن أهل سوزان تميم قد وقعوا على التنازل منذ وقت طويل، وتوقّع أن يتمّ إبرازه في اللحظة المناسبة. كما اتهم معتوق عائلة سوزان تميم بالسعي إلى تبرئة طلعت، وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إنهم باعوا دمها.
يذكر أنَّ الوالد عبد الستار، الذي كان ينفي باستمرار أيّ نيَّة بالتنازل، رفض أثناء إطلالته التلفزيونيَّة الأخيرة ضمن برنامج quot;بدون رقابةquot; الخوض في موضوع إعادة محاكمة هشام طلعت أو التعليق عليه.
عادل معتوق... وحيدًا
ومع التطور الأخير، يبقى عادل معتوق المدعي الوحيد بالحق المدني بصفته زوجاً لسوزان تميم، وهو يستعد لإطلالة تلفزيونيَّة مع وفاء الكيلاني على محطة (إل بي سي)، ليدافع عن زواجه من سوزان تميم، الذي يتعرض لحملة تشكيك من زوجها الأول علي مزنر.
وقد أصرّ مزنّر في مقابلات نشرتها مجلة الجرس اللبنانية أنَّ زواج سوزان من عادل معتوق باطل لأنه مبني على وثيقة طلاق شرعي مزورة، وتتم محاكمته حاليا بتهمة التزوير. كما أطلّ مزنر في حلقة تلفزيونية عرضت على جزئين ضمن برنامج quot;بدون رقابةquot; ليثبت إدعاءاته بأنه الزوج الوحيد لسوزان، وليلمح بأنه مستعد هو الآخر للتنازل عن حقه المدني بعد إسقاط زواج عادل معتوق من سوزان.
يمتلك هشام طلعت مصطفى احدى اكبر المجموعات العقارية في مصر، وهو عضو في لجنة السياسات في الحزب الحاكم برئاسة جمال مبارك، نجل الرئيس المصري. وعين عضوا في مجلس الشورى بقرار من حسني مبارك. وقد رفعت الحصانة عنه بعد توجيه الاتهام اليه.
التنازل المفاجأة
وأكّد مصدر قضائي لوكالة الأنباء الفرنسيَّة ان عبد الستار وثريا وخليل تميم quot;وقعوا تنازلا عن الادعاء المدني ضد هشام مصطفى ومحسن السكري في قضية مقتل سوزان عبد الستار تميمquot;.
كما وقع الثلاثة تبليغا بمضمون وثيقة التنازل الى محكمة جنايات جنوب القاهرة حيث تتم اعادة محاكمة مصطفى والسكري، مع طلب موجه الى وزارة الخارجية اللبنانية لتولي التبليغ.
وجاء في وثيقة التنازل، بحسب المصدر، ان عبد الستار وثريا وخليل تميم يقرون بان ما أوردوه في مذكرة سابقة الى محكمة جنايات جنوب القاهرة quot;حول اتهام هشام طلعت مصطفى بالتحريض على قتل المرحومة سوزان عبد الستار تميم، هو محض اعتقاد (...) لم يكن له اساس من الواقعquot;. واضاف الموقعون quot;عدلنا تماما عن ذلك الاعتقاد الخاطئ، وسوف نتخذ التدابير القانونية التي تتماشى مع قناعاتناquot;.
وختمت الوثيقة quot;لذلك، يقر كل واحد بتنازله عن ادعائه المدني في القضيةquot;.
ورفض محامي عائلة تميم، نجيب ليان، في اتصال مع أ ف ب التعليق على الخبر نفيا او تأكيدا. كما لم يكن في الإمكان التأكد من تبلغ وزارتي الخارجية والعدل بالتنازل. وهناك مدعون آخرون في هذه القضية، بالاضافة الى الحق العام المصري.
وكانت جريدة quot;الديارquot; اللبنانيَّة نشرت في عددها الصادر اليوم الجمعة تحت عنوان quot;عبد الستار وثريا وخليل تميم يتراجعون في دعواهم أمام كاتب العدل عادل صقر: إتهامنا هشام طلعت هو محض إعتقاد ونقرّ بتنازلنا عن الإدعاء المدني في مقتل سوزانquot; أنَّ والدي سوزان تميم وشقيقها أقرّوا في الاشعار الذي حرره الكاتب العدل في منطقة المنصورية عادل عيد صقر، بأن اتهامهم لهشام طلعت جاء بناء لاعتقاد تولد بتأثير ما كانت تتناقله وسائل الاعلام المختلفة بعد حادثة مقتل ابنتهم، وبتأثير من المحادثات الهاتفية التي تلقوها من أشخاص مجهولين.
وأشارت الصحيفة إلى معلومات مفادها أنَّ quot;التسوية المالية التي رافقت تنازل الاهل عن الدعوى في مقتل ابنتهم المطربة سوزان تميم وصلت الى أرقام خيالية، وان أوساط محامي الدفاع قالت إن المبلغ وصل الى مئة مليون دولار توزع على الثلاثة من آل تميم الذين تنازلوا وهم الأم والأب والشقيقquot;.من جريدة الجرائد
تجدر الإشارة الى انَّ عبد الستار تميم نفى لـ الأهرامrlm; ما نشر في الجرائد اللبنانية منها جريدة الديار بخصوص تنازله وأسرته عن الدعوى المدنية وقالrlm;rlm; إنَّ ما نشر عار تماما من الصحةrlm;.
أخيرًا، هل تكون هذه صفقة جديدة يباع فيها دم سوزان وهي ميتة، بعد أن تم بيعها أكثر من مرة وهي حية؟ أم أن هناك قرائن فعلية غيرت قناعات عائلة الضحية لتتنازل عن الإدعاء؟ وإذا كان هذا هو الحال، فلماذا ظهرت هذه القناعات الآن، وفي هذا التوقيت الحرج بالذات؟
وبعد، هل ينجح علي مزنر في نسف زواج عادل معتوق من سوزان تميم وبالتالي إنقاذ طلعت والسكري من حبل المشنقة بالتظافر مع عائلة الضحية؟ أسئلة تبقى الإجابة عليها برسم المعنيين!
التعليقات