إنتقد الإعلاميان اللبنانيان جورج قرداحي وزياد نجيم الأنظمة العربية، إذ أعلن الأول أن هشاشة الثقافة العربية ترجع إلى ضعف تلك الأنظمة، في حين أكد الثاني أن وضع الحريات في عالمنا العربي quot;مدعوس بالجزمةquot;.
القاهرة: مواجهة سلمية جمعت بين الإعلاميين جورج قرداحي وزياد نجيم ضمن برنامج quot;اثنينxاثنينquot;، تحدث كل منهما عن برامجه ورأيه في أداء الأنظمة العربية، مبتعدين في حديثهم عن الكثير من القضايا الإعلامية والمجتمعية التي تشغل الرأي العام.
وعلى الرغم من قصر مدة حوارهما إلا أن مجدي الجلاد كان أكثر توفيقاً في لقاءه مع زياد نجيم من لقاء وائل الإبراشي مع جورج قرداحي، إذ اقتصرت أسئلة الأخير للقرداحي على برنامجه quot;من سيربح المليونquot; والنمطية التي قد تصيب البرامج بعد سنوات من استمرار عرضها، في حين تطرق الجلاد مع نجيم إلى أمور متعددة كتأثير تليفزيون الواقع على وضع الإعلام العربي، ودور الإعلام في تغيير المجتمع، فضلاً عن عدد من الموضوعات التي زادت من قيمة لقاءهما.

من ناحيته، إعتبر الإعلامي جورج قرداحي أن مضمون إي إنسان أهم من الشكل، وذلك رداً على اتهام الإعلامي مفيد فوزي له بأن سبب نجاحه هو وسامته التي جعلت السيدات يغرمن به، إذ صرح قائلا:quot; لم أحرص يوماً على أن أكون فتى أحلام أي بنت، لكن حب السيدات يرجع في الأساس إلى المضمون، فهو الأبقى ولذلك لا أنزعج ممن يختصرون نجاحي في حب الستات quot;.

وعن برنامج quot;من سيربح المليونquot;، أكد القرداحي أنه على الرغم من استمرار عرض البرنامج لفترة تزيد عن عشر سنوات إلا انه مازال متجدداً بالأسئلة التي تُطرح في كل حلقة، وبالضيوف المتسابقين وquot;بالافشاتquot; المتنوعة بتنوع الضيوف.
وفي سياق متصل، لم يعتبر قرداحي أن النجاح الهائل لبرنامج quot;من سيربح المليونquot; لعنة تطارده، بل وصفه بالنعمة المساهمة في شهرته التي جاءت متأخرة بعد سنوات من العمل الإعلامي في مجال السياسة وتقديم نشرات الأخبار، وذلك لعدم سعيه يوماً وراءها.

وعلى صعيد آخر، كشف جورج قرداحي عن بعض الكواليس التي رافقت الحلقات التي إستضاف فيها نجوم الفن والإعلام، قائلاً:quot; الهدف من إستضافة الفنانين هو عمل الخير فقط، ولم نتفق معهم على الأسئلة مسبقاً، بل كنا نختار أسئلة تناسب مجالاتهم وتتوافق مع توجهاتهم ليحصلوا على مبالغ كبيرة تساهم في عمل الخيرquot;، مشيراً إلى أن هناك العديد من الشخصيات الفنية والإعلامية رفضت الظهور، ليس لضعف ثقافتها بل لخوفهم من التجربة، فوفقاً له quot; كلما زادت المعرفة والثقافة، زاد الخوفquot;.
قرداحي الذي أرجع ضعف الثقافة العربية أو ربما سطحيتها إلى هشاشة الأنظمة العربية التي تهتم بشعوبها، أعلن وللمرة الأولى أن الفنان محمد صبحي شعر بالاستياء عندما خرج من البرنامج بعد حصوله على 32 ألف ريال فقط، في حين حصل شعبان عبد الرحيم على 250 ألف ريال.
وإعتبر قرداحي أن عدم حصول صبحي على مبلغ كبير لا يدل على قلة ثقافته بل لسوء الحظ أحيانا.

وفي الجانب الآخر، وصف الإعلامي زياد نجيم المجتمعات العربية quot;بالعقيمةquot; التي لا تؤثر فيها الكلمة، مما يجعل أي تغيير بها قائم على إستخدام قوة السلاح، مؤكداً على أن الأنظمة العربية تبني مجدها على جهل شعوبها التي ترفض التغيير الحقيقي المعتمد على الكلمة والديموقراطية.

الدكتور زياد نجيم، جراح الفم والأسنان أكد أن مهنة الطب والجراحة تعطي نتائج لكن الإعلام في عالمنا العربي لا يعطي أي نتيجة، وإن كان الهدف منه تشريح الأنظمة والمجتمعات العربية، مشيراً إلى أن التذكير بالحقيقة يؤلم مما جعله دائماً مُعرضاً للانتقاد والمساءلة لأنه يقتحم الموضوعات الشائكة التي تهدف إلى استفزاز المشاهد، الأمر الذي يمثل في نظره أول خطوة فعلية على طريق التغيير المعتمد على آراء ذوي الفكر والعلماء، والبعيد عن الاستفزاز الرخيص، والاستهزاء بعقل المشاهد، وذلك الرغم من إيمانه بأن التغيير لا يحدث عن طريق الإعلام بل بتكاتف السياسة والعدالة الاجتماعية.

ومن جانب آخر، أكد الإعلامي الطبيب زياد نجيم أنه يختلف عن باقي الإعلاميين لأنه يستطيع استخدام quot;المشرطquot; في وقت الحاجة للوصول إلى الحقيقة وكشفها وذلك بحكم مهنته، إذ صرح قائلاً:quot; إستخدمت المشرط في حلقات الحريات، فهي كانت quot;مدعوسة بالجزمةquot; حين تواجدت جيوش عربية أو غير عربية على أرض لبنان دون ترحيب من اللبنانيين أنفسهمquot;، مضيفاً أنه كإعلامي تشغله قضايا أخرى بخلاف السياسة أهمها قضايا الطفل والمرأة التي اعتبرها غائبة كلياً عن الرؤية.

نجيم الذي يشدد على أن نجاح أي برامح لا يُقاس بنسبة المشاهدة، بل بالقدرة على وضع علامات إستفهام في عقل مشاهد عربي واحد وتجعله يتساءل ويستفسر عن كيفية تغيير حياته، أرجع تدهور الادعاء الإعلامي في الوطن العربي إلي انتشار تليفزيون الواقع، فقال:quot; تليفزيون الواقع أوصل الإعلام الى درجة الانحطاط، وهو يخدم في الأساس النظم السياسية العربية التي تريد تخدير شعوبهاquot;، موضحاً أنه لا يقصد بحديثه برنامج quot;ستار أكاديميquot; ، لأنه يعتبره برنامج فني يطوع تليفزيون الواقع في بعض اجزاءه.
وعن رأيه في برامج الألعاب، أكد أنها تحول دون تقدم المجتمع، لكنه شدد على كون برنامج quot;من سيربح المليونquot; برنامج تثقيفي ترفيهي لا يماثل برامج الألعاب التي تسخر من عقول المشاهدين.

وفي سؤال عن علاقته بالإعلامي جورج قرداحي، صرح نجيم قائلا:quot; أحب جورج وهو من عائلة والدتي، وإن اختلفت معه في بعض الأمور فهو لديه كل الحق في الدفاع عن نفسهquot;.
تصريح نجيم السابق أدهش الإعلامي مجدي الجلاد ودفعه إلى الإعلان أن اختيار نجيم وقرداحي في حلقة واحدة كان غير موفق لأنهما على توافق ولا يجمعهما أي خلاف، وهو الأمر الذي يتعارض مع مبدأ البرنامج الذي يقوم على المداخلات والنقاشات الحادة.

والجدير بالذكر، أن التوافق القائم بين الإعلاميين اللبنانيين لم يمنع زياد نجيم من انتقاد جورج قرداحي في بعض الامور، إذ عاب على قرداحي كونه مسالم ومجامل ويبتعد عن أي نقاشات حادة مع الزعماء والقادة، في حين اعتبر نفسه مقاتل و أعداءه كثر ولا يلبي أي دعوات لانشغاله الدائم بين عمله كطبيب وكإعلامي.

وعلى صعيد آخر، قال الاعلامي زياد نجيم إنه كان يحرص على متابعة الإعلامية ليلى رستم التي استطاعت أن تكون نجمة لبنان رغم جنسيتها المصرية، كما عبر عن إعجابه بالإعلامي عماد الدين أديب، في حين أكد انه لا يعرف محمود سعد ولا يتابع عمر أديب ويعيب على طوني خليفة اعتماده على الإثارة في برامجه والنقدquot;المشخصنquot; المعتمد على الأمور الشخصية لا المهنية والموضوعية.