في العام 2006، توِّجت وصيفة أولى لملكة جمال مصر، ومن هنا دخلت إلى المجال الفني، وقدَّمت العديد من الأعمال الفنيَّة، كان آخرها مسلسل quot;موعد مع الوحوشquot;، إنَّها الفنانة الشَّابَّة، ريم هلال، الَّتي تؤكِّد في حوارها مع quot;إيلافquot; أنَّ جمالها بقدر ما ساعدها على إختراق المجال الفني بسهولة، بقدر ما أضرّها، حيث حصرها في أدوار الفتاة الثرية والأجنبيَّة.

القاهرة: في حوار مع quot;إيلافquot; أكَّدت الفنانة، ريم هلال أنَّها ترفض تصنيفها كممثلة إغراء لمجرد أنَّها ظهرت في فيلم quot;بنات وموتوسيكلاتquot;، وهي ترتدي المايوه، مشيرةً إلى أنَّها تدرَّبت لمدة شهر ونصف الشهر من أجل إتقان اللهجة الصعيديَّة لتجسيد دورها في quot;موعد مع الوحوشquot;، معتبرةً أنَّ تلك الشَّخصيَّة مكَّنتها من إعادة اكتشاف نفسها فنيًّا.

للمرَّة الأولى تجسدين شخصيَّة بنت صعيديَّة في مسلسل quot;موعد مع الوحوشquot;، بعد أنّْ حصرت نفسك في دور الفتاة الأرستقراطيَّة، كيف جاء هذا التغيير؟
نعم، إنَّها المرَّة الأولى الَّتي أجسِّد فيها شخصيَّة مختلفة عن البنت الدلوعة الجميلة، ولكن من حصرني فيها هم المخرجون، إلى أنّْ أعاد المخرج أحمد عبد الحميد والفنان خالد صالح إكتشافي من جديد في مسلسل quot;موعد مع الوحوشquot;، عندما رشحاني لتجسيد شخصيَّة quot;فاطمةquot;، والحمد لله نجحت فيها بشهادة الجمهور والنُّقاد، علمًا أني كنت مرعوبة من خوض التَّجربة، خصوصًا أنَّها جديدة عليَّ، وكانت تتطلَّب عملاً شاقًّا، وتدريبًا طويلاً على اللهجة الصعيديَّة لإتقانها، وصل إلى ما يزيد على الشهر ونصف الشهر، إضافة إلى التَّدريب على طريقة الحركة، والإيماءات، وكل ذلك لم يكن سهلاً.

مرَّت الشَّخصيَّة بمرحلتين في حياتها، الأولى قصَّة حبِّها لزوجها ووالدها، والأخرى ما بعد معرفتها بأنَّ أباها أضر بزوجها كثيرًا، كيف تعاملت معها؟
أعجبت جدًّا بالشَّخصيَّة، ولذلك إعتذرت عن كافَّة الأعمال الَّتي عرضت عليَّ من أجل التَّفرغ لها، فقد كنت أدرك منذ البداية أنَّها شخصيَّةً مركَّبةً، وتمرُّ بعدَّة تحوُّلات في حياتها، وبالتَّالي إعتكفت مع نفسي بعد قراءة السيناريو، لرسم ملامح quot;فاطمةquot; تلك الفتاة الطيِّبة الهادئة المحبِّة للحياة والرومانسيَّة، وكانت الشَّخصيَّة صعبة من حيث إنَّها قليلة الكلام، وتلتزم الصمت في الكثير من المواقف الصعبة، وكان عليَّ توصيل أحاسيسها ومشاعرها من خلال تعبيرات الوجه فقط في بعض الأحيان، والحمد لله نجحت في رهان المخرج الفنان خالد صالح عليَّ، وحظيت الشَّخصيَّة بإعجاب الجمهور.

ما المواقف الصعبة الَّتي تعرَّضت لها أثناء التَّصوير، وكيف كانت أجواء التَّعامل مع النجوم الكبار مثل عزت العلايلي؟
لم تكن هناك مواقف صعبة، ولكن كنت أشعر بالرهبة والخوف من الوقوف أمام الفنانين عزت العلايلي وخالد صالح، اللذين تتقاطع شخصيَّة quot;فاطمةquot; معهما في مواقف متعدِّدة، وبقدر رهبتي هذه كانت المفاجأة سارة، حيث كانت المعاملة في منتهي الرِّقة، والإحترام، وكان كلاهما يوجهاني إلى كل ما يفيدني في إتقان الدور، وتعلمت منهما الإلتزام، والصبر على العمل، وكيفيَّة تقمص الشَّخصيَّة إلى حد التوحد معها أثناء التصوير، وكيفيَّة الإنسلاخ منها بمجرد الخروج من البلاتوه.

تجتذب شخصيَّة المرأة الصعيديَّة الفنانات من مختلف الأجيال والجنسيَّات العربيَّة، لماذا في اعتقادك؟
معك حق، لأنَّ شخصيَّة المرأة الصعيديَّة أو بنت البلد، عادةً ما تكون ثريَّةً دراميًّا من حيث الإنفعالات والتَّحولات في حياتها، فهي عادةً مقهورة، وتحاول التغلب على الظروف القاسية الَّتي نشأت فيها، من أجل نيل حقوقها.

وإذا اجتهدت الفنانة في أدائها، وأخلصت لها، فإنَّها تظهر موهبتها بشكلٍ جيِّد، و ترفعها إلى مصاف النجوم بطريقة سريعة، الأمر الذي شجعني على الإعتذار عن جميع العروض الَّتي قدِّمت إليَّ، خصوصًا أني اكتشفت أنَّ غالبية النَّجمات اللواتي قدَّمن تلك الشَّخصيَّة في بدايتهن، صرن من فنانات الصَّف الأوَّل في فترةٍ قصيرةٍ، ومنهن منى زكي، سميَّة الخشَّاب وكلتاهما شاركتا في مسلسل quot;الضوء الشاردquot;.

وبالمناسبة شخصيَّة الرجل الصعيدي أيضًا تجتذب الفنانين الرجال، وللسبب نفسه، وكانت شخصيَّة quot;مندورquot; في مسلسل quot;حدائق الشيطانquot; سببًا في نجومية الفنان السوري جمال سليمان، وكانت سببًا في نجومية الفنان ممدوح عبد العليم في مسلسل quot;خالتي صفية والديرquot;، وquot;الضوء الشاردquot;، والأمر نفسه تكرر مع الفنان أحمد عبد العزيز في مسلسل quot;ذئاب الجبلquot;، والأمثلة لا حصر لها.

يقال إنَّك دخلت المجال الفني من باب الجمال، وليس من باب الموهبة؟
تضحك، وتقول: quot;نعم أنا دخلت الفن من باب الجمال، ولكن لولا أني لا أتمتع بالموهبة، لما كنت واصلت المشوار كل هذه السنوات، ولما شاركت في أعمال عديدة مع فنانين كبار، مثل quot;الملك فاروقquot;، وquot;رحيل مع الشمسquot;، وquot;هانم بنت باشاquot;، وquot;إختفاء سعيد مهرانquot;، وquot;الريِّس عمر حربquot;، وquot;موعد مع الوحوشquot;، وغيرها من الأعمال، وبقدر ما كان جمالي سببًا في دخولي المجال الفني، بقدر ما أضرني أيضًا، حيث حصرني لسنوات في دور الفتاة الجميلة الرقيقة الإرستقراطيَّة، أو الفتاة الأجنبيَّة، وهذه الشَّخصيَّات ليست ثريَّةً دراميًّا، ولا تحمل عمقًا فنيًّا، ولم تمكنني من إظهار موهبتي، ولم أستطع تغيير جلدي إلاَّ في quot;موعد مع الوحوشquot;.

تقدِّمين شخصيَّةً مختلفةً أيضًا في ست كوم quot;شريف ونص2quot;، ألم تخش من رد فعل الجمهور خصوصًا أنَّه دور لفتاة مسترجلة؟
إنني سعيدة جدًّا بهذا التَّحوُّل في حياتي الفنيَّة، وسعيدة جدًّا بشخصيتي في quot;شريف ونص 2quot;، فهي فتاة تتعامل كالرجال، من حيث قصَّة الشعر، وطريقة الكلام، والمشي، وتحاول أسرتها إعادتها إلى أنوثتها، لكنَّها ترفض، وذلك في إطار كوميدي مشوِّق، وأشعر أنَّها ستعجب الجمهور كثيرًا.

ما المشروعات الفنيَّة الجديدة لديك؟
أنا حاليًّا متفرغة تمامًا لرسالة الماجستير الخاصَّة بي، وهي بعيدة جدًّا عن المجال الفني، حيث أدرس علم المصريات، وأحتاج إلى التركيز عليها.

شاركت في فيلم quot;بنات وموتوسيكلاتquot;، وظهرت بالمايوه، وهو ما دفع البعض لتصنيفك كممثلة إغراء، هل تنوين الإستمرار في هذا المشوار؟
لست ممثلة إغراء، وارتدائي المايوه في quot;بنات وموتوسيكلاتquot;، كان للضرورة الدراميَّة، حيث يناقش الفيلم حياة الشباب العامل في مدينة شرم الشيخ الساحليَّة، وكان من الطبيعي عندما أنزل إلى البحر أن أرتديه، لكني أوَّد الإعتماد على موهبتي فقط في التمثيل، حتَّى لا أحصل على نجوميَّةٍ زائفةٍ، ولن أقدم أيَّة أعمال تخجل منها أسرتي.