بيروت: أثارت تصريحات الملحن والمغني المصري عمرو مصطفى خلال ظهوره الأخير مع برنامج quot;مصر النهاردةquot; على الفضائية المصرية، متهماً عدداً من الفنانين المعروفين في إسرائيل بسرقة الحانه وإعادة تقديمها باللغة العبرية دون العودة اليه أو حصولهم على إذن منه بصفته ملحن هذه الأعمال ردود فعل واسعة في إٍسرائيل.
وحظيت تصريحاته باهتمام خاص من صحيفة يديعوت أحرونوت، خصوصاً أن أحد سارقي هذه الألحان وهو المغني يوئيل ناركيس، أحد أبرز المطربين في تل أبيب والملقب بمحطم قلوب العذارى، والذي سألته الصحيفة عن رأيه في الاتهام الشرس الذي شنه عمرو مصطفى ضده فقال صراحة أنه يمد يده إلى مصطفى أو إلى أي ملحن مصري من أجل التعاون فنيا معه، معترفاً ومعرباً عن أسفه في نفس الوقت لسرقة هذه الألحان من دون استئذانه.
وفي الوقت نفسه انتقد الكثير من المطربين المنافسين لـ (ناركيس) سرقته لـ (مصطفى) زاعمين أن الأرباح المالية أو الشعبية الكبيرة التي اكتبسها ناركيس من جماهيره الإسرائيلية أو حتى العالمية تعود أساسا إلى هذه الأغاني المصرية، الأمر الذي أثر بصورة سلبية على شعبية ناركيس التي انهارت بصورة ملحوظة مؤخراً.
بدورها أشارت صحيفة هاآرتس إلى ما أسمته بخطورة اعتراف ناركيس زاعمة أن ذلك سيؤثر على شعبية محطم قلوب العذارى الإسرائيلي، وطالبت الصحيفة بضرورة تعويض مصطفى عن سرقته، إلا أنها وفي الوقت ذاته رأت أن تصريحات مصطفي في برنامج مصر النهاردة تعتبر صاعقة ألمت بالعديد من الإسرائيليين ومن الصعب نسيانها أو تجاهلها.
هذه الزوبعة حدت بإحدى المحطات الإسرائيلية الى مناقشة القضية في أحد برامجها، فعرضت مقطعاً من لقاء عمرو في برنامج مصر النهاردة الذي يتضمن هذه الإتهامات، كما عرضت في الوقت ذاته كليبا يتضمن الأغاني التي يقول عمرو مصطفي بسرقتها على مستويي الألحان أو الكلمات. معتبراً ما يحصل حرب ثقافية تستهدف الموسيقى العربية، وأسماء المبدعين العرب تستغل لإثراء الموسيقى الإسرائيلية.
وتمت إستضافة الفنانة الإسرائيلية quot; ايتي بيتون quot; التي شكلت أجوبتها صدمة لمصطفى، فبعد أن اعترف ناركيس ، انه لم ينسب اللحن الذي سرقه للمؤلف الاصلي عمرو مصطفى، وإدعى فنانون آخرون ممن سرقوا عمرو بأنهم لم يعرفوا بأن عليهم أخذ حقوق، وأعتبروها quot;غلطةquot;.
عبرت quot;بيتونquot; عن إعجابها الشديد بعمرو مصطفى، وإعترفت بأنها إقتبست منه لحن أغنية quot;مفيش مرةquot; التي لحنها للفنانة شيرين عبد الوهاب، وقالت بأن هذه الأغنية لاقت نجاحاً كبيراً في إسرائيل، بحيث أنها تذاع 139 مرة في الأسبوع في وسائل الإعلام الإسرائيلية، وعبرت عن سعادتها بالنجاح الكاسح للأغنية، وأضافت بأنها إعتبرت أغنية الأسبوع على واحدة من أهم الإذاعات الإسرائيلية.
وعندما قاطعها المذيع بأن هذه الأغنية أحدثت فضيحة لإسرائيل في مصر، ردت بالقول بأنها إشترت حقوق الأغنية من شركة تدعى quot;آكومquot;، وأن هناك العديد من أغنيات الملحن عمرو مصطفى موجودة لديهم، وبإمكان أي فنان إسرائيلي الحصول على حقوق غنائها، وقالت بيتون بأنها تعتقد أن غضب عمرو منهم يعود لأسباب سياسية، وليس فنية، وأن هناك من يضغط عليه ليقيم الدنيا عليهم. وحول حقوقه الأدبية والمادية قالت بأنه يمكنه الحصول علها من قبل هذه الشركة.
ونفت أن تكون هناك إمكانية لمقاضاتها لغنائها هذه الأغنية، وشددت على أنها حريصة على حصوله على حقوقه المعنوية والمادية وأكدت بأنها تحترمه جداً كملحن.
وهنا وجه المذيع دعوة لها للإتصال به وتهدئته، فردت بأنه سيكون شرف كبير لها أن تسجل معه ديو، وهي متأثرة به فنياً، وتتعلم منه.
عن هذه التصريحات الخطيرة عقب عمرو مصطفى لإيلاف بالقول: كلامها دعاني للبحث لمعرفة من تكون هذه الشركة التي تدعى quot;آكومquot; لتعطي تصريحاً لها ولغيرها بغناء الحاني وبدون علمي، خصوصاً أن شركات الإنتاج العربية كروتانا مثلاً، تسمح لنفسها ببيع حقوق الأغاني لشركات تركية مثلاً، ودون الحاجة لإستئذان مبدعي هذه الأعمال، ولكنها تشترط أن يكون إٍستخدام اللحن ضمن تركيا؟ وإذا كان هناك شركة في إسرائيل تمتلك تنازلات كهذه فعلاً، كيف وصلت اليها؟ ومن منحها إياها؟

وأضاف بأن صيغة التنازلات التي كانت تمنح لشركات الإنتاج العربية غير قانونية، وبأن الملحن يفترض أن يسمح لمطرب معين بإداء الأغنية فقط ،لا أن يتنازل عن حقوقها الى الأبد. هذا هو النظام المعمول به عالمياً والذي كانت الشركات العربية تغض النظر عنه، وتجبر الفنانين المتعاقدين معها بتحويل تنازلات هذه الأغاني التي حصلوا عليها من الملحن الى الشركة، فتصبح الشركة مالكة للأغنية. ويقبض الفنان مبالغ طائلة عن البومه، بينما لا يحصل الملحن على شيء يذكر فأغلى لحن يباع ببضعة آلالاف من الدولارات.
وأضاف بأنه إن كانت هذه الفنانة قد إشترت الحقوق من شركة فعلاً، وإعتبرتها قانونية، فهناك العشرات غيرها ممكن سطوا على الحانه دون ذكر إسمه، أو أخذ موافقته. وأكد لإيلاف بأنه رفع الأمر الى ساسيم فرنسا، وطالبهم بإتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذا التعدي الغير مقبول، والذي تجاوز الخطوط الحمراء. ووعدوه بإتخاذ الإجراءات اللازمة.
وناشد مصطفى عبر إيلاف جميع المؤلفين والملحنين بعدم منح التنازلات لشركات الإنتاج بصيغتها الحالية، وإعطاء تصاريح مشروطة بالسماح بإداء الأغنية ولمغني معين، وفي حال أرادت الشركة إستخدام اللحن مجدداً عليها أن تدفع له حقوقه مرة أخرى، كما يحتفظ الملحن بهذه الطريقة بحقه برفض السماح لجهات غير مرغوب بها في إستغلال فنه.
وقال شركات الإنتاج تدعي بأنها لا تربح بسبب القرصنة، لكنها تخفي في الوقت نفسه بأنها تحقق الملايين من وراء إستغلال المبدعين العرب، وبيع نتاجهم مراراً وتكراراً الى الخارج، ناهيك عن إستغلال هذه الإعمال وبيعها لشركات المحمول التي تضمنها في أجهزتها تحت رعاية فنان معين منضو تحت لوائهم، في حملات إعلانية تتقاضى عليها شركات الإنتاج ،والفنان مئات آلاف الدولارات، ويخرج الملحن غالباً بفتافيت.
كما تقوم شركات الإنتاج ببيع أعمالنا لشركات الإتصالات التي تستغلها كرنغ تون وباك رينغ تون، أو تقوم بترخيص إستخدام اللحن لبعض الشركات التجارية في إعلاناتها التلفزيونية، وغيرها من أساليب تحقيق الربح. وزودنا مصطفى بتنازلات وقعتها روتانا لشركات تركية تتضمن عدداً من الحانه والحان غيره. وقال روتانا ليست الوحيدة، فهناك شركات أخرى تعقد نفس هذه النوعية من الصفقات.
وحول رده على عرض الفناة الإسرائيلية له لغناء ديو معها رد منفعلاً: إنتي حتهزري ولا إيه يا ميquot;؟!!
بدورنا قمنا بالإتصال بالقسم الإعلامي في روتانا لإتاحة الفرصة لهم لعرض وجهة نظر الشركة بهذا الخصوص، فوعدوا بالإطلاع على تصريحات مصطفى ونقلها للقسم المعني، والرد عليها في حال لزم الأمر.
شاهد فيديو يوضح السرقات الإسرائيلية لأغاني عمرو مصطفى: