أكَّد المخرج السوري، مامون البني، أنَّه بصدد تصوير مسلسل عراقي جديد يتحدَّث عن المرحلة الَّتي سبقت سقوط بغداد بشهرين.


دمشق: انضم المخرج السوري، مأمون البني، إلى المخرجين السوريين الذين أغرتهم طريقة الكتابة في الأعمال العراقية، حيث يستعد لتصوير أول أعماله العراقية بعنوان quot;أيوبquot; من تأليف صباح عطوان، وإنتاج شركة quot;العرابquot; لصالح قناة البغدادية العراقية.

وقال المخرج السوري مأمون البني لـquot;إيلافquot; أن العمل يرصد التوترات السياسية التي حصلت في بغدادفي الفترة التي سبقت سقوطها بشهرين، والآثار الناجمة عن السقوط لمدة سنتين سواء من ناحية الحكومة المؤقتة، والوجود الأميركي، والإضطهاد الذي تعرض له الشعب العراقي، سواء التي كانت تؤيد التدخل الأميركي أو تلك التي اتخذت مواقف مضادة، فضلا عن تعرضه للآثار الناتجة عنه لمدة سنتين على الشعب العراقي.

وأضاف المخرج السوري بإن تلك المرحلة حساسة جداً كونها متأرجحة وتعتبر مرحلة إرباك سياسي بين الكتل السياسية التي ساندت التدخل الأميركي ضد نظام صدام أو كانت مع صدام ضد التدخل، مشيراً بأنه سيتناول بشكل حيادي التوترات السياسية، التي وقعت قبل شهر من سقوط النظام العراقي السابق بين كافة الفئات الاجتماعية والسياسية في العراق، وهو ما يجعل كل إنسان يدافع على لسان الشخصية سلبيةً كانت أم إيجابية وكأنها شخص عربي أخر ينظر إلى الإرباك الحاصل كمراقب.

وأشار إلى أن العمل سيتطرق بشكل عام إلى واقع السجناء السياسيين والمقابر الجماعية قبل سقوط النظام السابق، لافتاً أنه لدى تسليط الضوء على القضية العراقية لا بد من ذكر كافة الفئات والأطياف العراقية من الأكراد والشيعة والسنة.

ورشح المخرج السوري الفنان العراقي بهجت جبور لتجسيد شخصية quot;أيوبquot; بطل العمل، وهي شخصية مفترضة موجودة في كل شخص عراقي شهم نزيه ويمثل روح الشعب العراقي الذي ينظر إلى كافة التوترات السياسية برؤية مستقلة، لافتاً إلى أن عدد الممثلين، الذين سيشاركون في العمل يقارب الـ180 ممثلاً غالبيتهم ينتمون إلى العراق، إضافة إلى وجود بعض الممثلين الأجانب؛ لتجسيد دور الضباط الأميركيين، ومجموعة قليلة من الفنانين السوريين.

وأوضح المخرج السوري بإن مسلسله الجديد سيعتمد على اللقطات الأرشيفية؛ لتسليط الضوء على التجمعات العسكرية الأميركية، ومشاهد قصف بغداد، إضافة إلى التفجيرات، مؤكداً بإنه ضد أن تلجأ الدراما إلى تصوير مثل هذه المشاهد.

وأضاف البني بأنه سيصور بعض المشاهد في العراق إلا إن أغلب المشاهد ستصور في بعض المدن السورية مثل دير الزور، والرقة ، واللاذقية ، ودمشق، موضحاً بإنه ضد الأقلام التي تنتقد تصوير الأعمال العراقية في سوريا قائلاً: quot;إذا كان التصوير في سوريا لا يرضيهم فهذا ليس معناه أن لا ننتج أي مسلسل عراقي وهذه النظرية تقف ضد المسلسلات والدراما العراقية، ونحن نحاول أن نقترب بعض الشيئ من الأماكن لإضفاء المصداقية، وعندما تصور عملاً هاماً يتناول أحداثها بلد مضطرب ولا تستطيع الذهاب إليه لا يجوز التضحية به بسبب المكان، وفي الدراما أنت من تذهب إلى المكان وليس المكان يأتي إليكquot;، معتبراً خلق المكان من وظيفة المخرج وحده لإختيار كوادره، خصوصًا وأن الحدث ليس تسجيلياً وإنما هو مسلسل درامي.

وفي سياق آخر، تحدث المخرج السوري عن الأحداث الأخيرة في مصر، وقال بأنه يحيي الشعب المصري ووقفته النبيلة على مدى اسبوع في ميدان التحرير وقدرته على قهر الشرطة والنظام، معتبراً بإن الشعب المصري ومن قبله التونسي أثبت بإن المواطن العريي يستطيع قهر الأنظمة المستبدة بإرادته وتحديه، مباركاً له الوقفة الجميلة بوجه المستبد الموجود في مصر والنظام الذي لم يتزعزع عن عرشه طوال السنوات الماضية، حيث عاش جيلاً كاملاً تحت كنفه.

ودعا المخرج السوري نظام الرئيس مبارك في أن يترك الشعب المصري يحدد مصيره، مبدياً استغرابه من كرسي السلطة واصفاً الكرسي بالمرض القاسي الذي يجعل من الأنسان عبداً له يتمسك به بأظافره حتى لو كلفه الأمر أرواح البشر من شعبه، وقال بأننا نسمع يومياً الكثير من الأخبار القادمة من فلسطين حيث يفجر الفلسطيني نفسه ويضحي بحياته فداءً لشعبه، كيف لا يمكن لشخص واحد أن يضحي بكرسيه لمصلحة شعبه المقدر بـ80 مليون نسمة، حيث يقفون بوجهه كي يرحل، لماذا لا يضحي لقاء حفظ ماء الوجه معتبراً ذلك دليل إن النظام غير مؤهل للسلطة.

واختتم المخرج السوري حديثه لـquot;إيلافquot; بنصيحة أراد تقديمها للشعب المصري بتوخيه الحذر من إلتفاف الحكومة على ثورتها الشعبية كون السلطات العربية القديمة محنكة بما يكفي وأصبح لديها من الخبرة للضحك على الشعوب، وإلتفافها لا تعرف من أين يأتي، مشيراً بإن أميركا دخلت العراق بالدبابات ويجب على الشعب المصري عدم قبول التدخل الأميركي عن طريق الأذناب، كون الشعب المصري ليس بحاجة لأي مساعدة اجنبية ويجب أن تترك الأمور لأصحابها